الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ما دور الثقافة في مواجهة الأزمات ؟

ما دور الثقافة في مواجهة الأزمات ؟
16 يناير 2021 00:28

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

لا يستطيع الإنسان تجاوز كل الأزمات إلا بثقافة واعية قادرة على تجاوز الاختبارات الحياتية بمختلف ظروفها وتحدياتها. فالثقافة بطبيعتها الكونية قوة دافعة لتحقيق الأفضل للمجتمعات، وتعزيز قدرتها على عبور الصعوبات، وبناء مستقبل مشرق. فكيف يمكن للثقافة أن تصنع هذا الواقع الإيجابي في حياة الأفراد؟
يقول ضرار بالهول الفلاسي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، إن الثقافة هي صلة الوصل بين الناس والمجتمعات، لا سيما ما تضيفه الأزمات والكوارث من تفرق وانشغال يجعل من الصعوبة بمكان أن تكون هناك وسيلة تواصل غير الثقافة، حيث إنها توفر الراحة والأمل خلال الأزمات. مشيراً إلى أننا نرى ذلك جلياً خلال جائحة «كوفيد-19» التي وضعت قيوداً في تواصل البشر فيما بينهم، في ظل انتشار كبير لفيروس كورونا المستجد، والذي أودى بأرواح الكثيرين من البشر، إلا أن الثقافة كانت بمثابة الحصن المنيع أمام ذلك الانتشار ليكون الخط الأول للبشر في الدفاع عن أنفسهم، والتزام الإجراءات الاحترازية، بل التعرف عن قرب على خطورة تلك الجائحة والأساليب الناجحة للحيلولة دون الإصابة بها.
وأوضح الفلاسي، ما يجعل من الثقافة أداةً مهمة أننا شاهدنا تلك الجائحة التي عصفت بالكثير من المجالات في الدول، سواء اقتصادية أو سياحية أو غيرها، ولكنها لم تؤثر بشكل مباشر على القطاع التعليمي، بل كان التعليم والثقافة أولى أولويات القيادة الرشيدة في توعية الجيل والمحافظة على سير العملية التعليمية لديهم، وهنا نرى الثقافة بمفهومها العام لا تقتصر على التعلم بشكل مباشر، وإنما نراها فعالةً في ظل الجائحة عن بُعد أيضاً، نتيجة لما فرضته من تباعد جسدي احترازي. مختتماً حديثة، وهنا تبرز أهمية الثقافة لدى البشر والمجتمعات والحاجة إليها، والتأكيد على التوعية والتثقيف اللذين يسهمان برفع ثقافة ووعي الجمهور بالإجراءات الاحترازية التي يجب اتخاذها قبل وأثناء وبعد الطوارئ والأزمات والكوارث، والوصول إلى أفضل الطرق لنشر الثقافة للجمهور لغرس ونشر ثقافة الطوارئ والأزمات والكوارث في المجتمعات.
وقالت الدكتورة خلود يوسف المنصوري، أستاذ مساعد بكلية الآداب والعلوم في الجامعة الأمريكية برأس الخيمة: «إن الثقافة تلعب دوراً مهماً في توعية أفراد المجتمع، وخاصة في وقت الأزمات والكوارث». مؤكدة أن الوعي الثقافي يحمي المجتمع، ويجعلهم قادرين على مواكبة الظروف الراهنة التي تحيط بهم، وتجاوزها بفترة وجيزة عكس المجتمعات الأخرى الفارغة، الخالية من الوعي والثقافة والإلمام بالمعرفة.
وتابعت المنصوري: فالثقافة تسهم في إدارة الأفكار بمستوى بناء يخدم الحياة، والناس، ومعرفة كيفية التعامل مع العقبات التي تمر بالمجتمعات كالشائعات والمعلومات المغلوطة وسوء استخدام وسائل التقنيات الحديثة مثل برامج السوشيال ميديا بشتى أنواعها، فكل ذلك قد يؤثر على المجتمعات، ويسهم في إرباكها إن لم تكن لديها القدرة على موازنة الأمور واحتوائها بثقافة واعية، وفكرٍ ناضج. فالثقافة هي الأساس والقالب الذي ينهل منه الإنسان لتعشوشب حياته بالاخضرار وتصبح مليئة بالآمال والطموحات التي تسهم في ازدهار الأوطان.
وبيّنت الدكتورة فاطمة المعمري، أنه لم تنتج الثقافة يوماً إلا من ردود الأفعال تجاه المواقف والأفكار، المواقف التي تجعلنا نكتب شعراً أو نرسم لوحة أو نشرع عادة وقد لها منذ قديم الأزل دور مهم جداً، حيث تشكل طريقة تعامل الأفراد مع ما يحيط بهم لافتة، وفي الأزمات والكوارث يختلف دور الثقافة اختلافاً جذرياً حسب نوع الإبداع والمتأثر، حيث يشحذ الشعر الهمم، ويوجه الفكرة تجاه تصرف معين، وهو أيضاً ما يفعله المسرح والسينما والرسم، وبالتالي يمكن اعتبار دور الثقافة دوراً توجيهياً يقوم بتوجيه ووعي الأفراد وإدارة أفكارهم وتصوراتهم، والحد من انزعاجاتهم، وأهم من ذلك كله أن الدور المحوري في إدارة الأزمات الملازم للتخطيط هو الثقافة والمبدع، لأنهم الأقدر على توجيه الفكر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©