الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأسرة اليمنية اليهودية بعد أيام من وصولها الإمارات: تجمعنا قيم السلام والتعايش والتسامح في «دار زايد»

الجدان وفرحة لم الشمل في وطن الإنسانية (وام)
14 يناير 2021 01:13

أبوظبي (وام)

بعد مضي عقدين ونيف من الفراق لم تهنأ خلالها أسرة يمنية يهودية لوعةً على شتات أفرادها ما بين وطنهم اليمن ولندن لتأتي إنسانية الإمارات وتنسج أمامهم خيوط الأمل في حياة أسرية هانئة مستقرة ملؤها المحبة والسلام.
مثلت استجابة الإمارات السريعة لطلب الأسرة اليمنية خلال 15 يوماً فقط طوق نجاة أنهى معاناة لحظة طال انتظارها بعدد أيام الفراق التي امتدت لأكثر من 21 عاماً لتفتح أمامهم أبواب الأمل في حياة كريمة لهم ولأطفالهم.
وبعد أيام من لم شملها على أرض الإمارات، تحكي الأسرة اليمنية تفاصيل قصة دامت فصولها لأكثر من 21 عاماً من الفراق جمعتها قيم السلام والمحبة والتعايش والتسامح في «دار زايد».
يقول سليمان حبيب البالغ من العمر 75 عاماً: «كنا نعيش في محافظة صعدة باليمن في راحة وسط القبائل والمشايخ نشارك أبناء المدينة أفراحهم وأحزانهم وكان لدي معرض للفضة حتى تكاثرت الظروف السيئة، وتردى الوضع العام ولم تستطع أسرتي العيش في اليمن من الخوف والقلق، وانتقلوا إلى الإقامة في لندن، ولم يتبق في اليمن إلا أنا وزوجتي وابني».
 وبالدموع، تقول شمعة سليمان البالغة من العمر 73 عاماً: «أحمد لله الذي أعطاني الفرصة لرؤية أبنائي وأحفادي بعد فراق طويل لم يغيبوا إلا بالجسد، لكن روحهم كانت تسكن قلبي.. لم أصدق حتى الآن أنني مع أسرتي، فالإمارات عملت لنا خيراً كبيراً، ونشكرها جزيل الشكر والامتنان على لم شملنا ومساعدتنا».
وتقول «الابنة» لوزة سليمان حبيب البالغة من العمر 58 عاماً «خرجت من اليمن قبل 21 عاماً مع زوجي وأولادي للإقامة في لندن بعد صعوبة الحياة في بلدنا نظراً لتردي الأوضاع.. كانت رحلة طويلة مليئة بأوجاع الفراق، خاصة أن أبي وأمي كبيران في العمر، ولا يقدران على خدمة نفسيهما وهو ما زاد من معاناتنا.. كنت أتواصل تليفونياً للاطمئنان على الأوضاع خاصة أن أمي مريضة بالقلب كانت ما بين الموت والحياة.. «طول النهار وأنا أبكي».. لا يوجد أي شخص يمكن أن يقدم لأمي وأبي حتى فنجاناً من القهوة».
 ويروي «الابن» يوسف سليمان حبيب البالغ من العمر 45 عاماً معاناته قائلاً: «عشنا حياتنا في صعدة وكان لدي محل فضة، حيث كنت أصنع السيوف والخواتم المرجان والعقيق وكل المشغولات الفضية يدوياً، وكانت حركة السياحة كبيرة توفر لنا حياة كريمة حتى بدأت الأوضاع المعيشية في التردي تدريجياً، وسافرت معظم أسرتي إلى لندن وبقيت مع والدي ووالدتي، وفي العام 2001 تعرضت لإطلاق الرصاص وتأثر جسدي وساقي وكنت على وشك أن أفارق الحياة إلا أن العناية الإلهية تدخلت وأنقذت حياتي».
يقول إسحاق فايز البالغ من العمر 35 عاماً: «كنت دائم التواصل من لندن مع جدي وجدتي وخالي كل يومين تقريباً للاطمئنان على أحوالهم كون جدتي مريضة وعمرها كبير، ولم يستطيعوا خدمة أنفسهم في ظل الظروف الراهنة».
 ويضيف إسحاق: «نشكر الإمارات على كرم الضيافة والاستقبال وعلى مبادراتها الإنسانية النبيلة التي تجسد رسوخ قيم والتسامح والسلام في هذا الوطن العظيم».
ويقول إسرائيل فايز البالغ من العمر 31 عاماً: «نحن الآن في مدينة أبوظبي للقاء جدي وجدتي وليتمكن أبنائي من رؤية أجدادهم.. لقد انتظرنا هذه اللحظة 21 عاماً وهذه اللحظة هي كالحلم بالنسبة لي.. مضت 3 أيام على وصولهم وحتى الآن أستيقظ كل يوم صباحاً أنظر إليهم وأشعر أن قلبي في سعادة كبيرة».
 وعبر الطفلان مايكل ونوهوراي فايز ابنا الـ11 ربيعاً عن سعادتهما الغامرة بلقاء الجدين «سليمان وشمعة» للمرة الأولى في الإمارات حيث أصبحا قادرين على الاطمئنان عليهما.
ويصف الطفلان لم شتات الأسرة: «لم نكن نتخيل يوماً أننا سنقابل جدنا وجدتنا.. عندما رأيناهما للمرة الأولى في المطار كنا في حالة صدمة وذهول من شدة الفرح.. نشكر جميع من ساهم في لم شملنا.. ممتنين جداً للإمارات ولكل شخص كانت له يد في تسهيل سفر جدنا وجدتنا من اليمن لنتمكن من لقائهما.. نحن في حلم سعيد للغاية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©