تُعد اللقاحات التي تم توفيرها للوقاية من فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» طريقنا للتعافي وتفادي الإصابة بالعدوى، ومن ثم التعرض لخطر الموت، لا قدر الله، خصوصاً في ظل تزايد معدل الإصابات خلال هذه الفترة، لأسباب عديدة، أهمها زيادة الحالات المكتشفة، من خلال الانتقال المحلي والحالات القادمة من خارج الدولة، وفقاً لما تكشف عنه الإحصائيات الرسمية، في وقت يشهد فيه العالم هجوماً شرساً لهذا الفيروس الفتاك، نجم عنه تصاعد كبير في عدد الإصابات على المستوى العالمي، حيث تجاوز هذا العدد حاجز الـ90 مليون شخص، في وقت شارف فيه عدد الوفيات على الوصول إلى مليونَي حالة وفاة. 
وفور توافر هذه اللقاحات، وفي إطار توجيهات القيادة الرشيدة بتوفير التسهيلات والضمانات كافة التي تكفل للمجتمع صحته وسلامته، بادرت المؤسسات المعنية في دولة الإمارات، إلى توفيرها لكل سكان الدولة من مواطنين ووافدين بشكل مجاني، وتمت إتاحة تلك اللقاحات في عدد كبير من المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية والخاصة والمجالس، وتسهيلًا على الراغبين في تلقي اللقاح، الذي أكدت الجهات الصحية، أن أخذه اختياري وليس إجباريًّا، بيّنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع ودائرة أبوظبي أن الحصول على اللقاح لا يحتاج إلى مواعيد مسبقة، حيث إن على الراغبين في أخذ اللقاح التوجه مباشرة إلى المراكز والمستشفيات بحسب ساعات العمل المخصصة لكل مستشفى أو مركز طبي أو مجلس.
وتحظى قضية تشجيع سكان الدولة باهتمام كبير لدى قيادتنا الرشيدة، من منطلق اهتمامها الكبير بصحة الإنسان باعتباره أولويتها الأولى، وفي هذا السياق، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات قطعت شوطاً مهماً في السيطرة على الوباء الذي تسبب به فيروس كورونا. وقال سموه عبر «تويتر»: «اليوم نحن الثاني عالميًّا في سباق التطعيم.. جهود مقدرة ومشكورة لجميع فرق العمل». 
وتابع سموه: «رسالتي للجميع أن يسارع للتطعيم لأنه حماية للصحة.. وحماية للاقتصاد.. وحماية لمكتسباتنا.. وتسريع لتعافي بلادنا الكامل بإذن الله». 
كما أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، بخط الدفاع الأول. وقال سموه عبر «تويتر»: «بجهود فخر الإمارات الأبيض، نجحنا في تقديم أكثر من مليون و275 ألف جرعة لقاح إلى المواطنين والمقيمين في الدولة.. وهذا يؤكد نجاح سير عملية التطعيم ضد كورونا». وتابع سموه: «نشكر القائمين عليها ونقدر جهودهم.. بتكاتف الجميع سنصل إلى المعدلات المستهدفة سريعاً، ونمضي على طريق التعافي الكامل بعون الله». 
وفي الواقع، فإن مسيرة التطعيم ضد «كوفيد-19» تسير على قدم وساق في دولة الإمارات، وهناك إقبال واسع النطاق على اللقاح، حيث إن عشرات آلاف الأشخاص يتلقونه كل يوم، وهناك ثقة كبيرة لدى أطياف سكان الدولة كافة بدرجة أمان هذا اللقاح الذي وفرته الدولة، تدفعهم إلى التسابق للحصول عليه، ومن ثم فإن طموح الدولة إلى تطعيم نحو 50 في المئة من السكان خلال الربع الأول للعام الحالي، سوف يتحقق بكل سهولة ويسر. 
إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد نموذجاً لكيفية مواجهة جائحة فيروس «كوفيد-19»، وهي تعد ضمن أفضل الدول تعاملًا مع هذه الجائحة الخطيرة، ومما لا شك فيه أن توفير اللقاحات لتحصين أفراد المجتمع، يمثل خطوة مهمة للغاية في معركتنا ضد الجائحة، التي سوف نخرج منها أقوى مما كنا عليه، والأولوية الملحة الآن تتمثل في أن نُقبل جميعاً على تناول اللقاح الآمن الذي وفرته لنا الدولة والذي يتطابق مع المعايير الصارمة التي تتبعها الإمارات، لكي يتعافى مجتمعنا بشكل سريع، وتعود الحياة إلى طبيعتها بشكل تام، حتى نواصل مسيرة التميز والتألق التي جعلت من دولة الإمارات نموذجاً تنموياً يُحتذى به على الصعيدين الإقليمي والدولي.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.