الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الجحيم الأبيض.. العواصف الثلجية عدو الكائنات

الجحيم الأبيض.. العواصف الثلجية عدو الكائنات
9 يناير 2021 00:29

أحمد مراد (القاهرة)

العواصف الثلجية واحدة من أخطر الكوارث الطبيعية التي تتعرض لها بعض مناطق العالم، وتسفر عن أضرار بالغة بالإنسان والحيوان والنبات، حيث يصاحبها برد شديد، ورياح قوية، وسقوط ثلوج بكميات هائلة.

أضرار بالغة
يترتب على العاصفة الثلجية العديد من الآثار، أبرزها انخفاض ضغط الهواء، مما يجعل التنفس صعباً بالنسبة لبعض الناس، وتفقد الأشجار أطرافها بسبب الرياح الشديدة، وتدمير النباتات والمحاصيل، وتلف الأسلاك الكهربائية وانقطاع الكهرباء عن المنازل، فضلاً عن أن الإنسان قد يتعرض لخطر الإصابة بقضمة الصقيع، أو انخفاض درجة حرارة الجسم.

فيضانات وسيول
هناك احتمال كبير لحدوث فيضانات وسيول بعد العاصفة الثلجية، حيث تبدأ درجة الحرارة في الارتفاع ويذوب الثلج، ويمكن أن يذوب الثلج بوتيرة أسرع من قدرة الأرض على امتصاصه، وهذا بدوره يؤدي إلى تشكيل الفيضانات والسيول.

زينة وجنى
حرص خبراء الأرصاد العرب على تعريب أسماء العواصف الشتوية التي تهب على البلدان العربية، لجعل مسميات كل عاصفة ثلجية تهب على الوطن العربي تحمل معاني وهوية عربية وليس أجنبية، مثل العاصفة زينة وجنى وأليكسا.

وكانت العاصفة زينة قد ضربت سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، قادمة من شرق أوروبا باتجاه اليونان في يناير من العام 2015، وحملت معها درجات حرارة منخفضة جداً، ورياحاً شديدة، مع تساقط ثلوج على ارتفاع 500 متر.
أما العاصفة جنى، فقد ضربت دول بلاد الشام وامتدت نحو مصر والسعودية في شهر فبراير من العام 2015، وقد صاحبها أمطار رعدية وثلوج على المرتفعات، وشهدت انخفاضاً شديداً في درجات الحرارة.
وفي العام 2013، ضربت العاصفة أليكسا سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، قادمة من روسيا، وصاحبها هطول غزير للثلوج ورياح شديدة البرودة.

أسقف مائلة
تلجأ الشعوب والمجتمعات في المناطق المعرضة للعواصف الثلجية إلى بعض الحيل من أجل التكيف مع العيش وسط هذه العواصف، حيث يقوم سكان وسط كندا والغرب الأوسط للولايات المتحدة الأميركية ببناء منازل بأسقف مائلة لتجنب تراكم الثلج على الأسقف، حيث يتساقط الثلج من هذه الأسقف المائلة.

برد ورياح وثلج
تحدث العاصفة الثلجية عندما تتساقط كمية كبيرة من الثلوج، مع وجود رياح تزيد سرعتها على 56 كم/‏‏ ساعة أو ما يعادل 35 ميلاً في الساعة، ورؤية أقل من 1/‏‏4 ميل، على أن تستمر هذه الظروف لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة، وأثناء العاصفة الثلجية غالباً ما تكون درجة الحرارة تحت الصفر.

وتتشكل العواصف الثلجية في حالة وجود ثلاثة أشياء: الأول يتمثل في هواء بارد أقل من درجة التجمد، فإذا كانت درجة حرارة الهواء دافئة بالقرب من الأرض، فسوف يذوب الثلج قبل أن يصل إلى الأرض مسبباً المطر بدلاً من الثلج.
الثاني يتمثل في الرطوبة، وهو ما يعرف ببخار الماء، وتعود أهم مصادر بخار الماء إلى تدفق الهواء عبر مساحة كبيرة من الماء، مثل المحيط، وعندما يهب الهواء فوق الماء يتبخر بعض الماء في الهواء.
الثالث يتمثل في الهواء الدافئ المتصاعد، حيث يجب أن يرتفع الهواء الدافئ فوق الهواء البارد؛ حتى تتكون عاصفة ثلجية.

في مرمى العواصف
هناك مناطق ودول معينة تتعرض للعواصف الثلجية بصفة مستمرة مثل الولايات المتحدة الأميركية وكندا في القارة الأميركية الشمالية، وسيبيريا في شمال روسيا في قارة آسيا، والدول الإسكندنافية في القارة الأوروبية، ويمكن أن تستمر العاصفة الثلجية على بعض هذه المناطق لمدة تصل إلى 24 ساعة، وتطرح كميات هائلة من الثلج فوق هذه المناطق.

عاصفة القرن
في شهر مارس من العام 1993، ضربت عاصفة ثلجية قوية مناطق الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية، عُرفت باسم «عاصفة القرن»، حيث تعد أشهر العواصف الثلجية التي حدثت في العصر الحديث، وخلالها ازداد هطول الثلوج بشكل كبير، وانتشرت دوامات إعصارية على مساحات واسعة، حيث وصلت كميات الثلوج المتساقطة في شرق كندا إلى ولاية ألاباما، وشملت العاصفة 26 ولاية، وراح ضحيتها مئات المواطنين، وانقطع التيار الكهربائي على أكثر من 10 ملايين مواطن. وخلال العاصفة سُجلت أقل درجات الحرارة في برلنغتون، حيث بلغت 24.5 درجة مئوية تحت الصفر.

الإعصار العظيم
شهد عام 1888 أقوى عاصفة ثلجية حدثت في التاريخ، وعُرفت بـ «الإعصار الأبيض العظيم»، وقد ضربت بعض المدن الأميركية، وألحقت بها دماراً هائلاً، وتسببت في مقتل المئات من المواطنين.
بدأت هذه العاصفة في صباح يوم 12 مارس العام 1888، وتحولت الأمطار الغزيرة إلى تساقط ثلوج لم يتوقف على مدى يومين متواصلين، وامتدت العاصفة من ولاية ماريلاند على طول الطريق إلى منطقة ماين، وطالت أجزاء من كندا، وأحدثت شللاً عاماً لمدة أسبوع.
وبلغت سرعة الرياح خلال هذه العاصفة 45 ميلاً في الساعة، مما زاد من تساقط الثلوج التي تراكمت وشكلت هياكل ثلجية أعلى المباني المكونة من ثلاثة طوابق، وارتفعت الانجرافات من 9 إلى 12 متراً، وقد ترتب عليها خسائر اقتصادية ضخمة قُدرت بـ 25 مليون دولار، وهو ما يعادل 680 مليون دولار حالياً.

عواصف نسائية
سعى خبراء الأرصاد الجوية، سواء في الدول العربية أو الغربية، إلى إطلاق أسماء نسائية على العواصف الثلجية، وقد أصبح لكل عاصفة ثلجية اسم أنثى.
وكان عالم الأرصاد الجوية الأسترالي، كليمنت راج، هو أول من أطلق أسماء نسائية على العواصف الثلجية، حيث كان يسمي الأعاصير بأسماء النساء اللواتي يكرههن، مؤكداً أن الأعاصير تشبه النساء لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها ولا بحالاتها المزاجية، وهي متقلبة الطباع.
وفي الحرب العالمية الثانية، اعتاد الجنود الأميركيون على تسمية العواصف بأسماء زوجاتهم وبناتهم، وفي أواخر التسعينيات اعتمدت هيئة الأرصاد الجوية الأميركية، أسماء أنثوية تطلقها على العواصف والأعاصير، أملًا في أن تكون أقل حدة وضرراً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©