الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء لـ«الاتحاد»: «قمة العلا» خطوة أولى لتعزيز الحوار

خبراء لـ«الاتحاد»: «قمة العلا» خطوة أولى لتعزيز الحوار
7 يناير 2021 01:14

شعبان بلال، وأحمد عاطف، وعبدالله أبوضيف (القاهرة)

تحديات كبيرة تواجه العالم، وكذلك المنطقة العربية ودول الخليج، تستلزم تفعيل منظومة العمل المشترك لترسيخ الأمن والاستقرار في دول الخليج، في ظل الارتباط الوثيق بين أمن واستقرار جميع دول مجلس التعاون الخليجي في ظل هذه الصعوبات. وقال خبراء ومحللون سياسيون: «إن وحدة البيت الخليجي ضرورة ملحة تتطلب ترجمة النوايا الحسنة عبر أفعال ملموسة، لتحقيق أمن واستقرار منطقة الخليج، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقة بالأمن العربي، وعلى رأسه مصر»، مؤكدين أن ذلك يتطلب احترام كل دولة لسيادة الدول الأخرى، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتفعيل ميثاق إعلامي مشترك بين دول الخليج العربي. 
وجاء انعقاد قمة دول مجلس التعاون الخليجي، بمحافظة العلا في المملكة العربية السعودية، وسط تحديات وأزمات كبيرة يواجهها العالم، وعلى رأسها وباء «كورونا» القاتل، والإرهاب، إضافة إلى الحروب والنزاعات وغيرها. 
وأكد مراقبون أن هذه التحديات تدعو إلى وجود موقف خليجي موحد يحدد كيفية وأسلوب التعاون مع كل هذه التهديدات، وهو ما يؤكد أهمية القمة، وعودة اللحمة الخليجية.
وقال الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بورسعيد في مصر: «إن مجلس التعاون يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة لدرء الأخطار عن الخليج»، لافتاً إلى أن «القمم الآن تتباحث حول العالم بعد (كورونا)، وكذلك مشروع الصناديق السيادية، وتدشين صندوق مشترك الذي سيكون له دور اقتصادي وهيكلي في الفترة المقبلة».
وأضاف سنجر لـ«الاتحاد»، أنه من ضمن التحديات التجاوز عن الأبعاد الشخصية والوطنية لمساعدة الدول الشقيقة، لافتاً إلى أن السعودية والإمارات والبحرين كانوا على قلب رجل واحد في مواجهة حروب المنطقة والدول الداعمة للإرهاب، وكذلك لبعض التدخلات التركية والإيرانية، مشيراً إلى أن الوساطة الكويتية قد زحزحت بعض التفاهمات العربية والخليجية لإعادة اللحمة مع بعض الدول التي تحاول البحث عن مصالحها فقط. 

تعزيز الحوار
تشكل قمة «العلا»، بحسب المحلل السعودي خالد مجرشي، الخطوة الأولى لتعزيز الحوار الخليجي، وهو ما يمهد الطريق لانفراجات تدريجية للأزمة الخليجية وفقاً لمخرجات القمة.
وأكد مجرشي، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الحوار لغة أساسية يمكن من خلالها حل كثير من المشكلات العالقة، ويبقى الاتفاق في القمة الخليجية شاملاً لكل ما تسبب في المقاطعة. 
وأشار إلى أن دول «الرباعي العربي» شددت على أهمية الحوار من اللحظة الأولى للأزمة، وبياناتها كلها دعت لتعزيز لغة الحوار بناء على احترام دول الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الخارجية.

واقع ملموس 
ويرى خبراء ضرورة تحويل حسن النوايا المعلنة إلى واقع ملموس لتجنب المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الخليج، حيث أكد الدكتور محمد سلمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن فكرة إيجاد آليات تنفيذية وإجرائية أمر ضروري، لتحويل مخرجات القمة، وما يمكن أن تُسفر عنه بشأن المصالحة، إلى أفعال ملموسة. 
وقال لـ«الاتحاد»: «إن الخلافات التي حدثت في الصف الخليجي كان سببها التدخل في الشأن الداخلي»، داعياً إلى وضع آليات واضحة وملموسة على أرض الواقع لتأكيد وحدة الصف العربي في المستقبل. 
ومن جانبه، أكد السفير محمد الشاذلي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن دول الخليج العربي ومصر هي الأكثر استقراراً في المنطقة، ولديها مسؤولية كبيرة في دعم السلام ومواجهة التحديات بالمنطقة.
واتفق الشاذلي في تصريحات لـ«الاتحاد»، حول ضرورة ترجمة حسن النوايا إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع لتجنب أي انتكاسات مستقبلية، مشدداً على أهمية توحيد الصفوف وإعادة اللُّحْمة لمواجهة التدخل والأطماع الخارجية.

وحدة الصف
طالب المحللون بتفعيل ميثاق إعلامي لدول الخليج، انطلاقاً من الدور الكبير للإعلام في الاستقرار والأمن، حيث أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الالتزام بميثاق إعلامي بين دول الخليج العربي أمر ضروري للتأكيد على فكرة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وبرزت أهمية التأكيد على المبادئ الراسخة، فيما يتعلق بالاحترام المتبادل لسيادة الدول وحسن الجوار، باعتبارها مبدأً أساسياً لوحدة الصف الخليجي، حيث قالت الدكتورة نهى أبو بكر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: «إن حسن الجوار والاحترام المتبادل بين الدول هي مبادئ راسخة لا يجب تخطيها أو التعدي عليها»، مضيفة: «إن اجتماع مجلس التعاون الخليجي بداية للمصالحة، التي تعيد المنطقة لحالة من التكاتف الضروري من أجل مواجهة التحديات الإقليمية الصعبة، والتي لها تأثير على العالم بشكل عام».

الأمن القومي
لا ينفصل أمن واستقرار منطقة الخليج العربي عن الأمن والاستقرار العربي ككل والدور المحوري والأساسي لجمهورية مصر العربية. ولفت خبراء إلى تأكيد ذلك مراراً في تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وأكد محمد حامد، الباحث في الشؤون العربية، ومدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأمن القومي العربي خط أحمر ولا يجب العبث به، مشدداً على ضرورة أن يعمل كل العرب على مصلحة العرب، وأن تبقى منطقة الخليج مركزاً لتعزيز الاستقرار في الإقليم، للتفرغ للتحديات الكبرى، خصوصاً في ظل محاولة التدخل من قبل النظامين التركي والإيراني في المنطقة.

صمام أمان
اعتبر الخبراء أن السعودية هي عاصمة القرار العربي والخليجي، وتلعب دوراً رائداً في الحفاظ على استقرار الخليج. 
وقال فيصل الصانع، الباحث والمحلل السياسي السعودي: «إن المملكة لها دور بارز، ليس على المستوى الخليجي والعربي فقط، وإنما أيضاً الدولي»، مضيفاً: «إن استضافة المملكة القمة الخليجية تأتي في ظروف حساسة ودقيقة». 
وأوضح في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الدورة رقم 41 للمجلس تزامنت مع انتشار جائحة «كورونا»، وكثير من الاضطرابات في عددٍ من الدول العربية، إلى جانب الاستفزازات والتهديدات الإيرانية. 
وأوضح الباحث السياسي، أن السعودية صمام الأمان لدول الخليج في حال الأزمات والاضطرابات والأمثلة على ذلك كثيرة، مشيراً إلى أن المملكة دولة محورية خليجياً وعربياً ودولياً لطبيعة الدور المؤثر الذي تقوم فيه على مختلف الصعد، سياسياً واقتصادياً ودينياً واجتماعياً. وأوضح الصانع أن السعودية تسعى لتعزيز التكامل بين دول المجلس في جميع المجالات وتحقيق المصالح المشتركة لمواطنيه، بالشكل والمضمون الذي يسهم في تعزيز المواطنة الخليجية، وفق روابط القربى والتاريخ والمصير المشترك بينهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©