تقدّم دولة الإمارات العربية المتحدة، مرة أخرى، رسالة إنسانية جديدة إلى العالم، تؤكد من خلالها حرص قيادتنا الرشيدة على التوجه نحو مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال المقبلة. ويتظافر هذا التوجه مع عزم حكومة الإمارات على ريادة مستقبل التعليم الرقمي في المنطقة العربية، بل والعالم، حيث شهدت مبادرة «المدرسة الرقمية» ضمن «تحالف مستقبل التعلم الرقمي» إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، خلال اجتماع مجلس إدارة المبادرة، يوم الاثنين الماضي 4 يناير 2020، اعتماد تشكيل فِرق عمل تخصّصية لتحقيق أهداف المبادرة المتمثّلة في توفير فرص مبتكرة للطلبة على اختلاف فئاتهم، بمن فيهم الأقل حظاً، عبر الاستفادة من مختلف الحلول والتقنيات المتطورة للوصول إلى المصادر التعليمية الموثوق بها ذات الجودة العالية. وتم خلال الاجتماع، بحضور معالي عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقات العمل عن بُعد، رئيس مجلس إدارة «المدرسة الرقمية»، تأكيد أهمية دعم المبادرة، من خلال تعزيز الشراكات الاستراتيجية العالمية مع المنظمات الدولية ذات الأهداف المشتركة ومؤسسات التعليم العالمية للارتقاء بدور هذه المبادرة الإنسانية، وضمان نجاحها في تأمين فرص غير مسبوقة للتعليم، وبما يسهم في توفير مستقبل أكثر نجاحاً وثراء للأجيال القادمة. وتطرق المشاركون في اجتماعهم إلى مناقشة آليات عمل المدرسة الرقمية وتحديثات المشاريع التجريبية التي تمّت عليها، وضمان سير العمل بما يحقق النتائج المرجوّة في المراحل الزمنية المقبلة، إضافة إلى استعراض مذكرات التفاهم التي وُقّعت مع الجهات الدولية، ومناقشة الخطط المستقبلية للشراكات العالمية المحتملة، وتحديد مهام اللجان والفِرق المعنية بتنفيذ الأعمال كافة المتعلقة بهذه المبادرة.
ويُذكر أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، أطلق مبادرة «المدرسة الرقمية» في 11 نوفمبر 2020، كأحد المشاريع الرائدة عالميّاً، كونها أول مدرسة رقمية متكاملة من نوعها في العالم يمكنها توفير بيئات غنيّة للتعليم عن بُعد وبطرق ذكية ومرنة للطلبة من مختلف الخلفيات الاجتماعية والمستويات التعليمية. وجدير بالذكر كذلك أن هدف المبادرة لا يقتصر فقط على تمكين وصول الطلبة من دولة الإمارات والمنطقة العربية إلى خدمات المدرسة الرقمية، بل يسعى إلى إتاحة الوصول إليها من أي دولة، وبما يسهم في استفادة الفئات الطلابية كافة في العالم من أبعادها الإنسانية الرائدة في مجالات التعليم الأساسي، خصوصاً مَن هم في أمسّ الحاجة إلى التعليم ضمن الشرائح الأقل حظّاً بمخيمات اللاجئين أو المناطق البعيدة والنائية على سبيل المثال. وسيتم العمل على تطوير حلول المدرسة الرقمية بناءً على أحدث التقنيات، بما في ذلك حلول الذكاء الاصطناعي، من أجل توفير بيئة يستطيع الطالب الانضمام إليها من أي مكان.
وستتيح هذه المدرسة أدوات «المعلّم الرقمي»، التي تعزز بشكل ذكي ومتكيف العملية التعليمية بشكل مستمر عبر آليات تقييم شاملة تدعم التعلم الذاتي للطالب واكتسابه المهارات في مختلف المجالات، وحتى مساعدته في سعيه إلى الحصول على شهادات معتمَدة، مع وجود قنوات تتيح للطالب تفاعلاً ثريّاً مع معلميه وزملاء الدراسة عبْر الصفوف الافتراضية.
وستستهدف المدرسة الرقمية، ضمن مرحلتها التجريبية، حتى أغسطس 2021، نحو 20 ألف طالب من أربع دول عربية، على أن تبدأ باستقبال أول دفعة منتظَمة من الطلبة في سبتمبر 2021 مع اكتمال مراحل التصميم والتطوير. ومن المتوقع أن يصل عدد الطلبة النظاميين فيها إلى أكثر من مليون طالب من حول العالم خلال سنواتها الخمس الأولى، لتُعتمَد كأول مدرسة عالمية متكاملة من نوعها قادرة على توفير أنماط متعددة من التعلم والتكيف بمرونة مع مختلف المواد الدراسية، ضمن المناهج الإماراتية أو العربية أو العالمية، وبما يدعم رسالة دولة الإمارات في توحيد الجهود العالمية في التعليم الرقمي، ويكفل تحقيق تقدّم حقيقي في مجالاته كافة.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.