الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البيان الختامي لـ«قمة قابوس والصباح»: «مجلس التعاون».. قوة وتماسك ومصير مشترك

محمد بن راشد لدى ترؤسه وفد الدولة في قمة قادة دول مجلس التعاون (واس)
6 يناير 2021 03:10

العلا (وام)

اختتمت الدورة الحادية والأربعون للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، والتي أطلق عليها اسم «قمة السلطان قابوس والشيخ صباح» أعمالها، أمس، في العُلا بالمملكة العربية السعودية، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، ومشاركة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكد المجلس الأعلى، في البيان الختامي للقمة، حرصه على قوة وتماسك مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية، والمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها، مؤكداً  وقوف دوله صفاً واحداً في مواجهة أي تهديد تتعرض له أي من دول المجلس.
وأشاد المجلس الأعلى بالجهود والمساعي الخيرة والمخلصة التي بذلها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، رحمه الله، لرأب الصدع بين الدول الأعضاء، وعبر المجلس عن شكره وتقديره لجهود صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، وجهود الولايات المتحدة الأميركية الصديقة في هذا الشأن.
ورحب المجلس بالتوقيع على «بيان العلا»، الذي يهدف إلى تعزيز وحدة الصف والتماسك بين دول مجلس التعاون وعودة العمل الخليجي المشترك إلى مساره الطبيعي، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

مسبار الأمل
ورحّب المجلس الأعلى بإطلاق الإمارات العربية المتحدة مسبار الأمل، الذي سيصل للمريخ في فبراير المقبل، وتشغيل محطة «براكة» ضمن البرنامج السلمي للطاقة النووية، حيث تؤكد هذه المشاريع الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا والطاقة البديلة واستكشاف الفضاء لتعزيز التنمية. 
وأكد المجلس أهمية تبادل الخبرات والاطلاع على تجارب الدول الأعضاء في هذه المجالات.
وشدد المجلس الأعلى على دعمه الكامل لإنجاح استضافة الإمارات العربية المتحدة معرض «إكسبو 2020 دبي»، لافتاً إلى أن نجاح هذا الحدث العالمي نجاح لكافة دول وشعوب المجلس، عبر تنظيم الفعاليات الكبرى التي من شأنها أن تعزز حوار الثقافات وتتيح التواصل بينها، وترسخ مكانة المنطقة كمركز دولي للأعمال.
وأخذ المجلس الأعلى علماً بإعلان سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، إجراء انتخابات مجلس الشورى في أكتوبر المقبل، مشيداً بهذه الخطوة، مؤكداً أهمية التنسيق والتعاون بين المجالس التشريعية في دول المجلس.
وهنأ الرئيس الأميركي المنتخب جوزيف بايدن، بالفوز في الانتخابات الرئاسية، مؤكداً تطلعه إلى تعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة، والعمل معاً لما يحقق السلم والاستقرار في المنطقة والعالم، وعبر المجلس عن تمنياته للشعب الأميركي الصديق بالتقدم والازدهار بقيادته.

الصفوف الأمامية
وعبر المجلس الأعلى عن شكره وتقديره لجميع العاملين في الصفوف الأمامية من منتسبي الخدمات الطبية ورجال الأمن والدفاع المدني والمتطوعين والمتطوعات، لما قدموه من تضحيات ومساهمات للتعامل مع جائحة فيروس كورونا، مستذكراً بالشكر والعرفان لأولئك الذين ضحوا بأرواحهم لأجل سلامة الجميع.
وبحسب البيان الختامي للقمة، استعرض المجلس آخر التطورات والإجراءات الصحية والوقائية لاحتواء جائحة فيروس كورونا بدول مجلس التعاون، مشيداً بالجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة المعنية بدول المجلس ومستويات الجاهزية والاستشراف المستقبلي للحد من آثار الجائحة على الصعد كافة.
وثمن التزام مواطني دول مجلس التعاون والمقيمين وتجاوبهم مع التعليمات والإجراءات الاحترازية للحد من آثار الجائحة، لافتاً إلى أهمية الاستجابة الجماعية، والتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية والدول الشقيقة والصديقة لمواجهة هذه التحديات، والعمل على توفير اللقاح للوقاية من هذا الفيروس، والعلاج للمصابين.
ووجه المجلس الأعلى الأمانة العامة باستكمال رصد وتوثيق جهود دول مجلس التعاون في مواجهة جائحة فيروس كورونا في مجالات عدة، وتطوير قاعدة معلومات إلكترونية.
واعتمد الإطار العام الخليجي لخطة الصحة العامة للتأهب والاستجابة في حالات الطوارئ، وكلف الجهات المعنية في دول المجلس بتنفيذه بالتعاون والتنسيق مع وزارات الصحة في الدول كجهة مرجعية.
كما اعتمد دليل نظام الإنذار الصحي المبكر، للاستفادة في إعداد أنظمة الإنذار المبكر في دول مجلس التعاون، بما يتناسب مع الأنظمة المحلية لكل دولة.
وفي هذه الأثناء، وافق المجلس الأعلى على اتفاقية نظام ربط أنظمة المدفوعات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، واعتبارها المظلة القانونية لمنظومة المدفوعات والتسوية بين دول المجلس وتفويض أعضاء لجنة التعاون المالي والاقتصادي بالتوقيع عليها.

الدفاع المشترك
وافق المجلس الأعلى على تعديل المادة السادسة في اتفاقية الدفاع المشترك، وذلك بتغيير مسمى قيادة «قوات درع الجزيرة المشتركة» إلى «القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون».
وصادق على قرارات مجلس الدفاع المشترك في دورته السابعة عشرة، بشأن مجالات التكامل العسكري بين دول مجلس التعاون، مؤكداً دعم جهود التكامل العسكري المشترك لتحقيق الأمن الجماعي لدول المجلس. وأعرب عن ارتياحه للخطوات المبذولة في تفعيل عمل القيادة العسكرية الموحدة.
وأشاد المجلس الأعلى بنجاح التمرين التعبوي «أمن الخليج العربي 2»، الذي استضافته دولة الإمارات في فبراير الماضي، مؤكداً ما يمثله التمرين من أهمية في تعزيز التعاون الأمني بين دول المجلس والتوافق الحرفي والمهني بين الأجهزة المعنية ترسيخاً لدعائم الأمن، وردعاً لكل من يحاول المساس بأمن واستقرار المنطقة.

الرسوم المسيئة
عبر المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي عن إدانته الشديدة لنشر أي رسوم مسيئة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، معتبراً ذلك إساءة لمشاعر المسلمين كافة، وتعبيراً صارخاً عن الكراهية، وشكلاً من أشكال التمييز العنصري.
وأكد المجلس أهمية تعزيز ثقافة التسامح والتعايش والحوار، ودعوة كافة قادة دول العالم والمفكرين وأصحاب الرأي لتحمل المسؤولية الكبرى، التي تقع على عاتق كل من يسعى للسلام والتعايش لنبذ خطابات الكراهية وإثارة الضغائن وازدراء الأديان ورموزها، واحترام مشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، بدلاً من الوقوع في أسر الإِسلاموفوبيا الذي تتبناه المجموعات المتطرفة.

التصدي للإرهاب
ورحب البيان الختامي للدورة الحادية والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، بقرار الولايات المتحدة تصنيف ما يسمى بـ«سرايا الأشتر» و«سرايا المختار» الإرهابية في مملكة البحرين، والمدعومتين من إيران كمنظمات إرهابية، مما يعكس الالتزام بالتصدي للإرهاب وداعميه والمحرضين عليه.
كما أشاد بقرارات الدول التي صنفت «حزب الله» منظمة إرهابية، في خطوة مهمة تعكس حرص المجتمع الدولي على أهمية التصدي لكل أشكال الإرهاب وتنظيماته على المستويين الدولي والإقليمي، وحث الدول الصديقة لاتخاذ مثل هذه الخطوات للتصدي للإرهاب وتجفيف منابع تمويله.

الجزر المحتلة
أكد المجلس الأعلى مواقفه الثابتة وقرارته السابقة بشأن إدانة استمرار احتلال إيران للجزر الثلاث «طنب الكبرى» و«طنب الصغرى» و«أبو موسى»، التابعة للإمارات العربية المتحدة، مجدداً التأكيد على دعم حق السيادة للإمارات على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من أراضي الإمارات العربية المتحدة.
وشدد على أن أي قرارات أو ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث باطلة ولاغية ولا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية، التي تُجمع على حق سيادة الإمارات على جزرها الثلاث.
ودعا المجلس إيران إلى الاستجابة لمساعي الإمارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

رفض التدخلات
كما أعرب المجلس الأعلى عن رفضه التام لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة، وإدانته لجميع الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران، وتغذيتها للنزاعات الطائفية والمذهبية
وأكد ضرورة أن تشتمل أي عملية تفاوضية مع إيران معالجة سلوك إيران المزعزع لاستقرار المنطقة، وبرنامج الصواريخ الإيرانية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والكروز والطائرات المسيرة، والبرنامج النووي الإيراني في سلة واحدة. 
وشدد على ضرورة إشراك دول مجلس التعاون في مثل هذه العملية.
ورحب المجلس الأعلى بقرار الولايات المتحدة الأميركية تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، وأكد أهمية هذه الخطوة في التصدي للدور الخطير الذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني كعنصر عدم استقرار وعامل توتر وأداة لنشر العنف والإرهاب في الشرق الأوسط وفي العالم بأسره. 
ولفت المجلس إلى أهمية استمرار حظر تصدير الأسلحة التقليدية إلى إيران وتصديرها لها، واستمرار العقوبات المتعلقة بذلك.

الشرعية اليمنية
شدد المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، على مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة بشأن دعم الشرعية في اليمن، ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، وحكومته، لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل إلى حل سياسي، وفقاً للمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، بما يحفظ لليمن الشقيق وحدته وسلامته واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية. 
وجدد دعمه للأمم المتحدة وشكره لمبعوثها السيد مارتن جريفيث للجهود التي يبذلها للتوصل إلى الحل السياسي وفقاً لتلك المرجعيات.
وأشاد بالجهود المخلصة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة التي أثمرت عن التوقيع على آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في يوليو 2020. 
ورحب المجلس الأعلى بتنفيذ الأطراف اليمنية ممثلة بالحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي لاتفاق الرياض وتشكيل حكومة كفاءات سياسية تضم كامل مكونات الطيف اليمني، إلى جانب تعيين محافظ لمحافظة عدن ومدير لأمنها.
واعتبر تنفيذ اتفاق الرياض خطوة مهمة في سبيل الوصول إلى الحل السياسي المستند إلى المرجعيات الثلاث لإنهاء الأزمة اليمنية.
كما رحب المجلس الأعلى بوصول الحكومة اليمنية إلى العاصمة المؤقتة عدن في 30 ديسمبر 2020، لممارسة أعمالها، وانطلاق عجلة التنمية في المناطق المحررة، لتحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن. 
ودعا المجلس إلى تهيئة الأجواء لممارسة الحكومة اليمنية الشرعية لجميع أعمالها، وتعزيز قدرتها على استعادة سلطة الدولة اليمنية ومؤسساتها، في كافة أنحاء اليمن الشقيق.

خزان صافر
أدان المجلس الأعلى عرقلة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران وصول الفريق الفني التابع للأمم المتحدة لإجراء الفحص والصيانة لخزان النفط العائم «صافر»، في البحر الأحمر قبالة ساحل الحديدة، والذي يحتوي على أكثر من مليون برميل من النفط الخام، وهو ما قد يتسبب في حدوث كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية خطيرة.
واستنكر المجلس استمرار تهريب الأسلحة الإيرانية إلى ميليشيات «الحوثي»، ونوه في هذا الشأن بجهود الولايات المتحدة الأميركية في ضبط أسلحة إيرانية مهربة في طريقها إلى الميليشيات «الحوثية» في فبراير الماضي، إضافةً إلى ما تم ضبطه من أسلحة إيرانية مهربة في نوفمبر 2019، والتي تتطابق مع بقايا الصواريخ التي تم استخدامها في الهجوم الإجرامي الغاشم على المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية.
وأكد المجلس الأعلى على مواقفه وقراراته الثابتة بشأن العراق، مشدداً على أهمية الحفاظ على سلامة ووحدة أراضيه وسيادته الكاملة وهويته العربية ونسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية، ومساندته لمواجهة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وتعزيز سيادة الدولة وإنفاذ القانون.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©