يتداول المختصون في صناعة السياحة والسفر بواسطة الطيران، مقولة مفادها أن البصمة الكربونية للطائرات الصغيرة ومنخفضة التكلفة تظل أفضل للبيئة من الطائرات الكبيرة. وبعيداً عن أسعار الرحلات وحجم الطائرات، يُطرح السؤال: لماذا الآن الحديث عن البيئة والطائرات صغيرة الحجم ذات الرحلات منخفضة التكلفة؟
يبدو التشجيع متزايداً لهذا الموضوع، وقد أصبح أثيراً لدى بعض رجال الأعمال المغامرين. هذا إضافة إلى رسالة أخرى يحملها، مفادها أن هذا النوع من الطيران منخفض التكلفة يراد تفعيله ليكون «بديلاً» عن شركات الطيران التقليدية الكبيرة.. فهل هذا ممكن؟
لا شك في أن الطائرات الكبيرة تنشد في رحلاتها المطارات الدولية المحوريّة، بينما الطائرات الصغيرة بإمكان رحلاتها الاتجاه إلى أي مكان مسموح به في العالم. لكن ما الذي قصدتْه جامعة «هارفارد» بدخولها على الخط ونشرها دراسةً تطلب فيها من الناس العودة إلى الطائرة مجدداً؟ لقد جاء في الدراسة أن «الطيران يمكن أن يكون أكثر أماناً من التسوق في البقالة، فأنظمة التهوية المتخصصة على متن الطائرة تصفي 99 بالمئة من الفيروسات المحمولة جواً». فهل تعاطفت الدراسة وقصدت العودة إلى الطائرات الصغيرة؟
هناك مؤشرات تقول إن لاعبين جدداً في هذا العام 2021 يحثون الخطى نحو السوق. منهم من أنشأ شركات للرحلات منخفضة التكلفة، ومنهم من يفكر ويتجهز، و«هنالك مفاجآت تحديداً من دول كالنرويج ونيوزيلندا، وجنوب أفريقيا التي أطلقت حديثاً شركة Lift للرحلات منخفضة التكلفة». هذا ما كتبه المحرر التنفيذي لشركة «كولدن فلايت» العالمية. لكن، هل الخسائر التي تسببت فيها جائحة كورونا في عالم الطيران والسفر وراء موضوع كهذا؟ 
الحقيقة تقتضي إلقاء نظرة موضوعية على واقع الطيران في السنة الفائتة، حيث عانت شركات الطيران كثيراً، وما أوردته تقارير صادرة عن شركة تحليلات الطيران (Cirium) يوضح أن أعداد الرحلات الجوية انخفضت في الولايات المتحدة بنسبة 48 بالمئة على أساس سنوي، بينما ظلت في أميركا اللاتينية أفضل حالاً بقليل؛ إذ كانت نسبة الانخفاض 46 بالمئة، لكن نسبة الانخفاض في أوروبا كانت الأعلى؛ إذ وصلت 70 بالمئة.
والحديث عن عالم الطيران سيكتسب شغفاً أكبر بعد فترة من الآن، فثمة منصة في الطريق ستناقش تداعيات قطاع صناعات الطيران في العالم ومنظومة الفضاء بأكملها، وهي الحدث الأضخم من نوعه في المنطقة. إنه معرض دبي للطيران في نسخته السابعة عشرة (14-18 نوفمبر 2021) الذي تنظمه هيئة دبي للطيران المدني، ووزارة الدفاع الإماراتية ومؤسسة دبي لمشاريع الطيران الهندسية.