عشية العام الجديد وخلال استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لمعالي الشيخ أحمد الصباح وزير خارجية دولة الكويت الشقيقة، كان حديث الذكريات حاضراً، وسموه يستذكر العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين على جميع المستويات ومشيداً بمناقب الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت الراحل ودوره الريادي في رأب الصدع الخليجي والعربي منذ أن كان، رحمه الله، وزيراً للخارجية.
أمس الأول حلت ذكرى محطة ساطعة خالدة في العلاقات التاريخية بين الشعبين والبلدين الشقيقين، وهي الذكرى الثامنة والخمسون لافتتاح مكتب دولة الكويت في دبي، قبل قيام الدولة ليشرف على مشاريع المدارس والعيادات والمستشفيات، وغيرها من الخدمات التعليمية والصحية للكويت ومن خلال صندوق تطوير الخليج والجنوب. وكان ذلك الدور ملموساً في الجانب التعليمي والثقافي، كما ارتبطنا وجدانياً بالكويت من خلال مجلة «العربي».
يتذكر أبناء جيلي أول محطة للإرسال التلفزيوني بالأبيض والأسود في دبي أنشأتها الكويت. وإسهاماته في إثراء المشهد الثقافي والإعلامي في حقبة مبكرة من قيام الدولة.
كما يتذكر أبناء الإمارات بكل تقدير جولات الأمير الراحل وزياراته للحكام قبل إعلان قيام الدولة، وكان حاضراً في ذلك اليوم التاريخي مع الآباء المؤسسين عندما ارتفع عَلَم الإمارات لأول مرة على سارية العَلَم في قصر جميرا في الثاني من ديسمبر 1971.
وكانت إمارات الوفاء على العهد والوعد إلى جانب شقيقتها الكويت عندما تعرضت لغدر وغزو الشقيق فكان أبطال قواتنا المسلحة ومتطوعون في مقدمة الصفوف لتحرير الكويت.
واليوم يتابع أبناء منطقتنا الخليجية بكل تقدير الجهود الطيبة التي يبذلها صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح أمير دولة الكويت على خطى الأمير الراحل لتوحيد الصف الخليجي ونحن على أبواب قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي التي ستنعقد يوم غدٍ في الرياض بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى وعمود خيمتنا الخليجية.
وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد موقف الإمارات «الداعم لكل جهد مخلص لتحقيق الأهداف الوطنية العليا لدول وشعوب المجلس»، مشدداً على «أهمية التضامن وتوحيد الجهود بين دول المجلس، خاصة في هذه المرحلة التي تشهد فيها المنطقة تحديات كبيرة ومتعددة». حفظ الله خليجنا وشكراً لأهلنا في الكويت.