لا يختلف إثنان على الجهود التي بذلها مشكوراً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في تعزيز مكانة دول مجلس التعاون الخليجي.. من ناحية و تقوية الدور العربي من ناحية أخرى.. فمنذ توليه حكم المملكة باشر- أيده الله - السعي الحثيث، إلى تعزيز علاقات المملكة مع سائر الدول الخليجية، إيماناً منه بالعلاقات التاريخية المشتركة بين هذه الدول ووحدة المصير والعلاقات الأخوية التي تربطها بعضها ببعض، وحدة العادات والتقاليد والتاريخ المشترك. فكان ضمن أولى أولياته في الحكم. وعمل عليها، في إطار سياسة المملكة العربية السعودية، التي تتسم بالحكمة والعقلانية، وأوعز إلى جميع المسؤولين في المملكة للعمل في هذا الاتجاه، الأمر الذي أثمر نتائج طيبة في العلاقة بين دول الخليج مع بعضها.. فتحققت على يديه الكثير من الإنجازات في هذا الصدد، وازداد مستوى تلك العلاقات وتوطدت أكثر من أي وقت مضى. فجاءت النتائج مبشرة لأبناء الخليج من دون استثناء وغطت منطقة الخليج العربي.. وازداد تماسك وتعاضد تلك الدول في مواجهة الظروف العالمية المتحولة والمتغيرة بين ليلة وضحاها.
وهذا التحول بنظر الكثير من المحللين السياسيين كان تحولاً غير مسبوق في هذه الفترة من عمر منطقة الشرق الأوسط. وتفاعلت سياسات المملكة مع هذه التحولات، بما يضمن استقرار المنطقة وحماية مكتسبات شعوبها، ومنع مخططات الفوضى. 
ولطالما حرصت المملكة على استقرار المنطقة، وهذا ما أكدته مسيرة خادم الحرمين السياسية الرائدة بكل ما للكلمة من معنى.. فهو منذ نعومة أظفاره نشأ في بيت السياسة والزعامة على مستوى الأمة العربية والإسلامية، فهو ابن المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود.. فنشأ زعيماً أباً عن جد. فمسيرته السياسية ثرية بالكثير من الجوانب الريادية في ظل خبرات اكتسبها على مدى عقود، وهذا ما يتأكد من خلال قراراته الاجتماعية في الداخل، تلك القرارات الصائبة التي تسعى لمزيد من الخير والنماء في المملكة. 
ومنذ توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، ومسيرة التنمية تتواصل بوتيرة غير مسبوقة، وما شهدته المملكة من قرارات سياسية على الصعيد الخارجي شكّلت ردعاً وحزماً لكل من سولت له نفسه العبث بأمن منطقة الخليج العربي وأوصلت رسالة غاية في الحزم للوقوف في وجه الأطماع، والتدخلات المشبوهة في المنطقة العربية.
وأثبت خادم الحرمين فعلاً بأنه نعم القائد والزعيم لهذه الأمة الإسلامية من شرقها لغربها. وعلى السياق نفسه، فإن جهود الملك سلمان على الصعيد الدولي، تمثلت في سياسة وحنكة كبيرين ترجمهما من خلال التقارب مع الكتل المحيطة بمنطقة الشرق الأوسط، والقوى الدولية، التي كان لها عظيم الأثر في إرساء الأمان والسلام للكثير من شعوب المنطقة.
خبرات كبرى تراكمت لدى قيادات المملكة العربية السعودية، جعلتها قادرة على بلورة رؤى واقعية حكيمة بالتعاون مع الدول الحريصة على الاعتدال والسلام والاستقرار في المنطقة، مثل الإمارات والكويت والبحرين ومصر والأردن، وأثبتت الأحداث صحة المواقف وصواب الرؤى، وليس أدل على ذلك من تحديات ما يسمى «الربيع العربي»، وما تلاه من تدخلات بغيضة في شؤون المنطقة، تسعى المملكة مع أشقائها إلى كبح جماحها، والحد من تداعياتها.