في خضم الجائحة، وفي معترك المواجهة المؤلمة لأشرس داء حل بالعالم، وفي غضون التصدي لكورونا، كانت الإمارات الدولة المتميزة في التعاطي لهذه الجائحة، حيث التعامل مع الأزمة أبرز القدرة الفائقة لأبناء الإمارات في الوقوف جنباً إلى جنب في المواجهة، وقد كان للمؤسسة الصحية الذراع الأطول لضرب حصون هذا الوباء الفتاك، وقد توازت الجهود العلاجية مع البذل اللامحدود في تكريس القيم الاحترازية لمنع تفشي المرض، وقد أسفرت الأرقاء في الأعداد البشرية التي حظيت بالشفاء عن حنكة، وحكمة، وفطنة مؤسساتنا الصحية على النجاح المبهر في تحقيق القدر الأكبر من القفزات العلاجية والتي شهدت لها منظمات دولية وجهات عالمية أكدت أن مؤسساتنا تدار بعقول لا ينضب إبداعها، ولا يجف يراعها، ولا تكف براعتها عن تقديم كل ما يؤمن حياة بلا خوف، ولم تتوقف مهاراتها عن إبداء كل جديد يكون إضافة جديدة لمحاصرة المرض، وكف أذاه عن الناس جميعاً.
وريادة الإمارات في هذا المجال على مستوى الشرق الأوسط حسب تقرير المؤشر العالمي للقوة الناعمة، والذي شمل عشرات الآلاف في 105 دول حول العالم، هذه الشهادة العالمية لا تحتاج إلى السؤال، فالجواب يكمن في ضمير الرجال الذين سهروا لينام الناس هانئين، وتعبوا ليرتاح الآخرون، وضحوا لتبقى راية الإمارات عالية خفاقة، ينعم شعبها والمقيم على أرضها بصحة وعافية.
هذه الجهود هي التي كللت الواقع الإماراتي بهذه الشهادات التي نعتز بها، كما نفخر بقيادتنا الحكيمة التي وفرت كل سبل النجاح للعاملين في القطاعات الصحية، وسوف نظل نحمل في أذهاننا الجهود القيمة التي قدمتها المؤسسات الصحية، وأفرادها الأبطال الذين لم يتوانوا عن بذل أقصى الجهود، وتفانوا غابوا عن أبنائهم، وأسرهم لفترات طويلة، ولولا الإيمان بقدسية هذا العمل، والثقة بالنفس، والثوابت التي رسختها سياسة الإمارات في عقول أبنائها لما استطعنا أن نقهر جائحة تبدو فريدة في عدائيتها للإنسان، وعنيدة في تعاملها مع الجسم البشري. ولكن جسارة الفرق الطبية كانت الأقوى، والأكثر صرامة وحزم في التعامل مع واقع الجائحة، الأمر الذي جعل الإمارات الأكثر تعافياً من الوباء.