رني يا أجراس الأمل، ويا حارسة الأرواح. ها هو زمن جديد يولد من رحم السنين. فنحن هائمون في انتظار انحسار هذه الجائحة اللئيمة التي أودت بآلاف البشر. وموقنون بأنها ستنحسر برحاب الأمل. ففجر العام سيحرس البيوت والبلاد. وها نحن نبسط موائدنا في انتظار عناق الأحبة دون احتراز وخشية وأقنعة وتباعد قسري. فمرحباً بك يا عام التفاؤل والأمل. املأ قلوبنا وأكفنا بذهب السلامة وإشراق المحبة. طلقاء نحن في بلاد تنهض بالرعاية الحكيمة.
فلا جائحة ستحط بثقل وطأتها على فضائنا، ولا سياج العزلة سيشد علينا حصاره. ولا سماء غير ما ترسمه الروح العصية على الجوائح والكوارث. ولا مدى غير تضاريس الوطن! نعم أيها العام الجديد لا يزال الأفق مغبراً، والرؤى فيض إعتام، لكننا على مشارف الأمل ننتظر. أفرغنا نفوسنا من عتمة الأيام القديمة كيما نعبئها ببهجة طازجة، ونهتف: كم مسرة ستغرقنا؟ وأية ألوان لأحلامنا الجديدة ننتقي؟ وكم وردة وقبلة للقاء سنهدي ونهدى؟ هل ستتدفق دموع كثيرة أجفاننا ونمسحها بمناديل النسيان؟ أم سنرش الأيام بدمعة الفرح؟ فيا بستاناً من ورود الأمل ادفق عطرك على هذا الزمن الجميل الموعود.
وعلى الحراس الذين يحملون مشاعل التصدي لكل وباء وشر. وعلى كل البشر الذين يدفقون ينابيع السلامة، ويحيلون الخوف من الجوائح إلى ابتسامة تشرق على أرواحنا بفتنة الصحة الأمل. ورد للنساء حارسات الأجنة والحياة على مدى الأيام والأزمان. ورد وريحان وفل وياسمين لوطننا الإمارات الناهض دوماً من لجة الجوائح، والراسم دوما طرق الحضارة والمستقبل المضيء بنور البصيرة وشغف الكشف عن طرقات التطور.
عام يجيء..إذاً فلتنهض البيوت من خوف أرخى مواسمه على العتبات. وليتفتح الورد وينثر فتنة عطره على أطفالنا وأحبابنا في القريب والبعيد وليأت الضياء مشرقاً في غفوة النوم والنوافذ والستائر. وليأت العام الجديد بالأمطار مزناً تفيض بالخصب على أرضنا، فأرواحنا عطشى إلى مطر ليخصبها. وليكن كالقمح، فسنبلة الحياة قد تجف قبل نضوجها. وليكن عنباً فحقول الكروم جففها يباس الطقس الذي لوثته أطماع البشر، وليكن وطناً للمغتربين. وليكن ما شاء، لكننا نرجو من الله القدير أن يجعل هذا العام والأعوام المقبلة نقية، كما نتوق ونبتغي ونهوى.
فألف تحية من قلبي المحب لكل الناس حين تتمنى السلامة والسلام، وحين تنهض بشوق الروح، وتهيئ موائدها واحتفالاتها وأفراحها لأحبابها، ولكل من يلج أعتاب منازلها في هذا العام الذي سوف يشرق بأمل انزياح هذه الجائحة!‏