اليوم.. ختام الضحكات والمواقف المحرجة في وداع هذا العام الصارم والمنصرم الذي عرقل كثيراً من الأحلام والأمنيات، وأصاب الناس في مقتل وخوف وقطع رزق، سنودعه بابتسامة وضحكة آملين في عام جديد وسعيد على كل البشرية، إحدى الراقصات مازحت الكاتب «نجيب محفوظ» حين نزلت من سيارتها المرسيدس وهي تتبختر، ساحبة ريشها لتسلم عليه، وتعرض عليه أن تقله بسيارتها لأنه كان يمشي كعادته، لكنه اعتذر منها بلباقة، لأنه يمارس المشي وفق برنامجه اليومي المعتاد، تركها وذهب في طريقه، فقالت لجماهيرها المحتشدة حولها، والمتدافعة طالبة توقيعها التي بالكاد تعرفه، ولا يتشابه توقيعان في الوقت نفسه: «يقطع الكتابة وسنينها، بصوا الأدب عمل فيه أيه»! فسمعها رغم أن سمعه ضعيف فقال: «وأنتِ.. بصي قلة الأدب عملت فيك أيه»!
وفي عصر الرئيس «السادات» تم توقيف برنامج «سمير صبري»، «النادي الدولي» بسبب مزحة من العيار الثقيل مع «فيفي عبده» أثناء بث البرنامج حين سألها «سمير صبري» عن مسقط رأسها، فردت: «ميت أبو الكوم» فعلق سمير ضاحكاً: «آه.. يعني بلد الريس»!
الكاتب «برنارد شو» كان صديقاً لـ «تشرشل»، رئيس وزراء بريطانيا حينذاك، وكان كلاهما مولعاً بالنكتة، والقول البليغ، فمازح تشرشل - وكان ضخم الجثة - «برنارد شو» الذي أقرب ما يكون لهيكل عظمي متحرك، وكان نباتياً، قائلاً: «إن من يراك يظن أن بلادنا تعاني أزمة اقتصادية حادة، وأزمة جوع خانقة، وكوارث بيئية مهلكة»، فأجابه «برنارد شو»: «ومن يراك أنت يا صديقي يدرك سبب الأزمة كلها».
«برلسكوني» مثله مثل أي إيطالي مشاغب، لا يستطيع أن يضبط نفسه، ويقول ما يأتي على لسانه، حتى إنه مرات كثيرة يحرج إيطاليا كدولة، ومرة حلّ ضيفاً على أحد البرامج التلفزيونية، فاتصلت به مواطنة تشكو من سوء الأوضاع المعيشية، والبطالة والضرائب والغلاء، حتى أصبحت لا تملك شيئاً، وتطاردها الديون، فتعاطف معها، وكاد يذرف الدمع لحالها، فعرض عليها الزواج من ابنه أو أن يتبناها حلاً لمشكلاتها الحياتية كافة!
أما الرئيس الإندونيسي الأسبق «سوكارنو»، فقد كان مولعاً بالنساء حد الهوس، ويقال إنه تزوج 8 مرات، ولم تكفه، وذات مرة صورته أجهزة المخابرات الروسية مع عدد من النسوة، وحاولوا ابتزازه عن طريق تلك الصور، لكنه لم يخجل، وطلب منهم نسخاً كثيرة منها، فتعجبوا متسائلين، فرد عليهم: لكي يأخذها بنفسه إلى بلده وينشرها علناً، لأنها تمثل مصدر فخر وإعجاب للشعب الإندونيسي القوي المكثار. 
طريقة ترحيب الرئيس الفرنسي الأسبق «ساركوزي» والمبالغ فيها بالمستشارة الألمانية «ميركل»، حيث يمطرها بالقبل والأحضان، ويضع يده على كتفها، ويمسك بها، على الطريقة الفرنسية التي تعتبر مثل هذه التصرفات جزءاً من الحفاوة بالضيف وحسن استقباله، وتصرف يشبه تصرف نبلاء البلاط الفرنسي، الأمر الذي جعلها تغضب وتشتكيه دبلوماسياً لقصر الإليزيه، خاصة أنها زوجة وأم لستة أطفال، ومحافظة، وأبوها رجل دين، وثقافتها جرمانية، ممنوع فيها مثل هذه الحركات الفرنساوية، ولا تمشي مع المرأة الألمانية، فكيف إذا كانت ألمانية، وحديدية!
عسى عامكم الجديد خير وضحكة وبسمة وسعادة، ورغيد من العيش والهناء.. دمتم.