الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الشارقة.. الثقافة والترفيه في نمط سياحي فريد

الشارقة.. الثقافة والترفيه في نمط سياحي فريد
31 ديسمبر 2020 01:44

لمياء الهرمودي (الشارقة)

الشارقة.. عنوان أصيل للحضارة والتاريخ العريق والثقافة المتنوعة، إمارة التمازج الراقي بين القديم والحديث، والأصالة والتطور، إمارة الصروح المعمارية التي تجسد الحضارة والتاريخ الإسلامي، إمارة المناطق الترفيهية التي أثبتت في الفترة الأخيرة أنها ضمن الوجهات الأكثر جذباً للسياح والزوار المحليين.
وتحمل الشارقة في جعبتها ألقاباً بالغة الأهمية، فهي عاصمة الثقافة العربية لعام 1998، وعاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، وعاصمة السياحة العربية لعام 2015، بالإضافة إلى لقب العاصمة العالميّة للكتاب لعام 2019.
وفي الإمارة الباسمة، يمكن للزائر أن يقضي شتاءً جميلاً وسط معالمها المتنوعة، حيث تضم الشارقة ثلاث مناطق سياحية رئيسة، هي مدينة الشارقة، والمنطقة الوسطى، والساحل الشرقي، ويمكن لزائر هذه المناطق أن يستكشف المتاحف العريقة والمعارض العالمية، ويتعرف على الحياة البرية، بالإضافة إلى فرص التسوق في المراكز التجارية الحديثة والأسواق القديمة التقليدية، كما يمكن مزاولة أنشطة التجول عبر الوديان والغطس في الخلجان والتزلج على المنحدرات في صحراء الإمارة.

وتعيش مدينة الشارقة حركة فنية نشطة، من خلال دعمها المتواصل لمختلف الفنون، وانتشار المعارض الفنية في أرجائها، كما تعد مركزاً ترفيهياً من خلال الواجهات المائية العديدة وفعاليات الترفيه المنتشرة فيها.
وبين التحديث والأصالة، تحافظ المدينة على تراثها الإسلامي العريق، وتقاليدها الأصيلة في الكرم والضيافة.. وتشارك المدينة كنوزها الفنية عبر متاحفها التي تبلغ 20 متحفاً وصالاتها الفنية والصروح المعمارية المنتشرة في ربوعها، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية الثقافية.. وقد أعلنتها «اليونسكو» عاصمة الثقافة في العالم العربي لجهودها في الحفاظ على التقاليد العربية وتعزيزها. 
ووفقاً للموقع الرسمي لهيئة النماء السياحي والتجاري بالإمارة، فإن الشارقة مدينة نابضة بالحياة وغنية بثقافتها وكنوزها الفنية، ومتميزة بموقعها بين بحيرتين، ما يجعلها وجهة سياحية رئيسة، ويستمتع زائرها بالإقامة في فنادقها التي تزيد على 106 فنادق، بخلاف الشقق الفندقية، بالإضافة إلى تجارب استثنائية متنوعة لتذوق الأطعمة المحلية والعالمية، وجولات تعود بضيوفها إلى تاريخ عريق وغني.
ومن أهم المناطق السياحية في الإمارة منطقة «قلب الشارقة» التي أُدرجت كموقع للتراث العالمي من قبل منظمة «اليونسكو»، وتضم المنازل الأولى للأجداد، خاصةً بيوت كبار التجار، وقد خضعت هذه المنازل للترميم وأعيد إليها جمالها السابق لتكون إرثاً غنياً حيوياً ومنطقةً تاريخيةً فريدة، حيث المساحات الفنية المتكاملة والمتاحف الغنية بمقتنياتها، ومن المقرر استكمال إنجاز مشروع قلب الشارقة حتى عام 2025، ويجري حالياً العمل بالمرحلة الأولى منه.
وتمتاز مدينة الشارقة بأنها مركز حيوي يتضمن عدداً كبيراً من الأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق وخيارات أطعمة متنوعة توفرها المطاعم المطلة على البحيرة، من أشهر المناطق الحيوية والسياحية فيها منطقة «الواجهة المائية» والتي شهدت تطوراً مذهلاً في السنوات الأخيرة، وتعتبر الآن من أبرز مناطق الجذب السياحي التي تضم العديد من المرافق الترفيهية المميزة وتجذب أفراد الأسرة جميعاً، حيث تضم الحدائق الخلابة والمطاعم التي تقدم تجربة تذوق أنواع متنوعة من الطعام..

وأهم ما يميزها «نافورة الشارقة»، التي تستقطب بعرضها الرائع الذي يمزج الموسيقا مع حركة المياه المتراقصة حشوداً هائلة من الناس خلال المساء، وتضمن «الواجهة المائية» قضاء ساعات من الترفيه والفرح لكل الأعمار، عبر اللعب في ملعب الجولف المصغر، أو الاستمتاع برذاذ الماء في حديقة الألعاب المائية أو ركوب القطار الصغير، أو اللعب في منطقة الألعاب، أو قيادة الدراجات، وركوب القارب التقليدي.. فيما تتركز الاحتفالات السنوية لمدينة الشارقة في منطقة المجاز كاحتفالات الأعياد والعيد الوطني، بينما يستضيف مسرح المجاز أجمل وأهم العروض الثقافية.

المنطقة الوسطى
في المنطقة الوسطى يستكشف الزائر نمطاً مختلفاً من الحياة، حيث الكثبان الصحراوية، والجبال الصخرية والسماء الممتدة على مد البصر. وكانت طرق القوافل التجارية القديمة تقطع المنطقة الوسطى، في رحلات تجارية بين السواحل الشرقية والغربية، تنقل مختلف البضائع خاصةً التمور واللؤلؤ.. وتتيح المنطقة الوسطى للزوار تجربة الحياة المحلية الأصيلة، حيث يمكنهم التجول في مزارع نخيل التمر، والتمتع بسباقات الجمال المحلية، أو رحلة إلى الكثبان الرملية في الصحراء الآسرة. 
وعلى بعد أقل من ساعة بالسيارة من مدينة الشارقة، تظهر مواقع «الوسطى» الأثرية التي تنقل الزائر في رحلات إلى الماضي يتعرفون خلالها على تاريخ المنطقة، ويعيشون المغامرات الصحراوية.
وتعتبر الذيد قلب المنطقة الوسطى، ويستمتع فيها الزوار بزراعات النخيل الذي يروى من مياه جبال الحجر القريبة، عن طريق قنوات الفلج الموجودة منذ القدم، ومزارع الخضراوات والفواكه، خاصة الفراولة والليمون الحامض والجوافة والمانجو، كما تستضيف المنطقة سباقات الهجن على مضمار الهجن الشهير طوال أشهر فصل الشتاء، وعادة ما تنطلق تلك السباقات يومي الخميس والجمعة في الصباح الباكر. هناك أيضاً زيارة سوق الجمعة المشهور والذي يفتح أبوابه طيلة أيام الأسبوع، وفيه تباع العديد من البضائع، كالأدوات الفخارية محلية الصنع، والسجاد، والنباتات، والأسماك المجففة إلى جانب الفواكه والخضراوات.

وتشتهر منطقة البداير بين محبي قيادة سيارات الدفع الرباعي؛ لوجود الكثبان الرملية المميزة والأكثر إثارة في دولة الإمارات، حيث يمكن لعشاق الإثارة القيادة في الصحراء والاستمتاع بتحدي الكثبان الرملية، كذلك قيادة الدراجات الرباعية من شروق الشمس حتى غروبها، وتتميز المنطقة بجولة «بيغ رد» الشهيرة، و«واحة البداير»، وهي منتجع صحراوي مصمم على نمط واحة قديمة بين أشجار النخيل. 
وتعتبر مليحة من أهم المناطق الأثرية في الدولة، وتم ترشيحها كموقع للتراث العالمي من قبل «اليونسكو»، وتتميز بكونها وجهة للآثار القديمة في فترة ما قبل الإسلام، وتحتضن عدداً من المواقع المهمة، منها قبور العصر البرونزي وحصون فترة ما قبل الإسلام. وشهدت اكتشاف ثروة من القطع الأثرية الرائعة، من هياكل الإبل إلى أدوات الفخار والحديد، والعديد من الآثار التي تعرض في مركز مليحة للآثار. ويمكن للزائر استكشاف المواقع الأثرية، أو اختيار الأنشطة التي تناسبه مثل جولة نحو صخرة الجمل، أو قيادة الدراجات الصحراوية، أو ركوب سيارات الدفع الرباعي، أو مغامرة دراجات الكثبان الرملية وحتى تجربة الطيران الشراعي، أو زيارة القبور والحصون. 
يتصدر الساحل الشرقي قائمة أكثر مناطق إمارة الشارقة جمالاً، إذ تضفي الجبال الصخرية خلفية ساحرة على شواطئه، ويتداخل جمال المدن الساحلية والخلجان الرملية وغابات أشجار القرم، وتشكل مشاهد ساحرة خلابة. بالإضافة لكونها منطقة يسهل الوصول إليها ويسهل استكشافها أيضاً، إذ يستغرق الوصول إليها أقل من ساعتين من مدينة الشارقة.

ساحل دبا
وتعكس دبا الحصن بساحلها وبيوتها البيضاء روح المجتمع المتماسك، ويجسد حصنها القديم، الذي سُميت باسمه، التاريخ العريق للمنطقة، وهي جزء من ثلاث مدن ساحلية تشترك بخليج جميل ساحر، وقد رسمت أشجار النخيل الخضراء، والمساجد الهادئة، والأسواق الواعدة، الطابع واللون الخاص إلى هذه المدينة. ويمكن القيام بنزهة حول الميناء لرؤية الصيادين يتصايحون على صيد اليوم، أو استئجار قارب صيد أو مركب للقيام برحلة بحرية على طول الساحل، ومشاهدة الدلافين أو ركوب القوارب والانطلاق نحو الخلجان المهجورة أو مناطق خاصة ساحرة للغطس.

هدوء كلباء
وتطل كلباء على خليج هادئ، وهي موطن للمباني التاريخية القديمة وأشجار القرم التي تؤوي وتحمي أجناساً من الطيور، ومن بين العديد من المعالم الساحرة في كلباء الحصن الذي كان سابقاً مركزاً لإقامة الأسرة الحاكمة ومتنزهاً مطلاً على الشاطئ الخلاب، وتتميز كلباء بامتلاك أقدم غابات أشجار القرم المعروفة في شبه الجزيرة العربية.

مزارع النحوة 
وتقع منطقة النحوة، التابعة لإمارة الشارقة، بالكامل داخل ولاية مدحاء العمانية ومحاطة كلياً بدولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تم هجر المدينة القديمة بالنحوة عام 1999 لتشييد مدينة أحدث ومناسبة لمتطلبات المعيشة باسم النحوة الحديثة على منحنى وادي شيص، وهي منطقة ذات مناظر خلابة تحيط بها الجبال وتنتشر فيها مزارع النخيل الخصبة، وفيها قمم صخرية ومضيق للمياه العذبة في نهاية وادي شيص، بخلاف الكثير من الأماكن الملائمة للتخييم، والتجول وقيادة الدراجات والقيادة على الطرق الوعرة عبر الوادي، أو السباحة في المياه العذبة النقية.

عبق الماضي في مراكب الدهو
يفوح عبق ماضي الشارقة البحري العريق من مراكب الدهو الشراعية، فذات يوم كانت هذه المراكب تغطي صفحة الماء محملة بالأسماك واللآلئ.. أما اليوم، فيمكن للزائر الاستمتاع بجولات على متن الدهو على الساحل الشرقي أو حول بحيرة خالد في مدينة الشارقة. وتبحر إحدى أجمل رحلات الدهو اليومية والأكثر شعبية، من شبه جزيرة مسندم في الجانب العُماني من دبا، وتمر بالخلجان مثل المضيق البحري، ولربما يصادف الزائر الحظ ويرى خلال رحلته الدلافين، وهي تسبح وتغوص في المياه الزمردية، كما يمكنه التمتع بالاسترخاء فقط على سطح السفينة.. وتبدأ الأسعار من حوالي 200 درهم للشخص البالغ، تتضمن وجبة الغداء.

خورفكان.. عروس الشاطئ الشرقي
تعد خورفكان أكبر مدينة ساحلية على الساحل الشرقي لإمارة الشارقة، وتقع بالتحديد على بعد 137 كم شرق الشارقة، في منتصف المسافة بين دبا والفجيرة، وهي مدينة خلابة تعج بالأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق، وتتميز بشاطئها الرملي الساحر، حيث تطل على خليج رائع تحيط به تشكيلات صخرية مذهلة وتحده جبال الحجر الوعرة، وتمثل مقصداً رائعاً للرحلات اليومية وعطلة نهاية الأسبوع، وتضم ميناء حيوياً ويمكن رصد سفن الحاويات والرحلات البحرية في الأفق. وحظيت المدينة مؤخراً بنصيب الأسد من المشاريع السياحية والتطويرية لجذب السياحة العالمية، وتضم شلالات الوريعة، وهي واحدة من أجمل أماكن السياحة في خورفكان، حيث يطرب الزوار لمنظر الشلالات، وهي تتدفق من السد لتصب في نهاية المطاف في الوادي الخصب في مشهد يأسر القلوب والأعين، ويمكن للباحثين عن الاسترخاء والاستجمام قضاء يوم مُمتع بجانب أكبر سد بمنطقة شرق الإمارات، بخلاف رحلات السفاري والتخييم التي تميز خورفكان بشكل أساسي، وتتميز المدينة أيضاً بوجود مدرج خورفكان، وهو تحفة معمارية مصممة على الطراز الروماني.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©