مع توالي انطلاق حملات التطعيم ضد فيروس كورونا بأنواع مختلفة من التطعيمات، وبناء على أن الطاقة الإنتاجية في البداية لن تكفي للجميع، تم استحداث قائمة بالفئات الأوْلى بتلقي الجرعات الأولى من التطعيمات، وعلى رأسها أفراد الفريق الطبي، والعاملون في دور رعاية المسنين والعجزة، وباقي القطاعات التي توفر خدمات صحية واجتماعية لكبار السن.
يلي هؤلاء في القائمة كبار السن، خصوصاً من تجاوزوا العقد السادس من العمر، ثم الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة، تزيد من خطر إصابتهم بالمضاعفات الخطيرة للمرض، مثل داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين، وأمراض الرئتين المزمنة. وفي الوقت ذاته، توجد فئات لن يُسمح بتطعيمها، على الأقل في المرحلة الحالية. من بين هؤلاء الحوامل والمرضعات، ليس لأن التطعيم خطر عليهن، ولكن نتيجة أن دراسات الأمن والسلامة التي خضعت لها تلك التطعيمات، لم تشمل أفراد هذه الفئة. وهو ما ينطبق أيضاً على من هم دون سن الثامنة عشرة، باستثناء تطعيم شركة «مودرنا»، والذي تمت تجربته على من هم فوق سن السادسة عشر. ويتوقع أن تدمج هذه الفئات في دراسات الفعالية والأمن والسلامة في المستقبل، لتصبح مؤهلة هي الأخرى لتلقي التطعيمات عن قريب.
وهناك أيضاً المصابون بالحساسية الشديدة، وخصوصاً من يضطر منهم لحمل أقلام الأدرينالين على مدار الساعة، حيث يمكن أن تتسبب نوبات الحساسية لديهم في أزمة شديدة قد تودي بحياتهم. ويضاف إليهم المصابون بأعراض وعلامات العدوى بالأمراض المعدية المعتادة، مثل البرد العادي أو الإنفلونزا، وخصوصاً من يعاني ارتفاعاً في درجة الحرارة.
ويُفضّل عدم تطعيم من تلقوا حديثاً تطعيماً ضد مرض آخر، مثل تطعيم الإنفلونزا، على الأقل لمدة أسبوعين. كما يشترط ألا يكون الشخص يعاني من أحد الأمراض التي تؤثر سلباً على جهاز المناعة، أو أن يكون يتلقى أحد العقاقير والأدوية المثبطة لجهاز المناعة لسبب أو لآخر، مثل حالات ما بعد نقل وزراعة الأعضاء. وغالباً ما يتم سؤال الشخص في مرحلة التسجيل قبل التطعيم عن جميع هذه الأمور، بما في ذلك الأدوية التي يتناولها حالياً، لتحديد ما إذا كان هناك تعارض من بعضها مع فعالية التطعيم المستخدم.
*كاتب متخصص في الشؤون الصحية.