الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خالد الكركي.. رئيس مجمع اللغة العربية الأردني لـ «الاتحاد»: مطلوب تشريع عربي حاسم يضبط التلوث اللُّغوي

خالد الكركي
26 ديسمبر 2020 00:11

محمود إسماعيل بدر (الاتحاد) 

قال الدكتور خالد الكركي، رئيس مجمع اللغة العربية الأردني: إن من أهم بعض التحديات التي تواجه اللغة العربية، هو ما يسود لدى البعض، أنه كلما تقدّم المرء بلغة أجنبية كان عندئذ أكثر حضارة ورقياً من الآخرين، مضيفا: أن لغتنا العظيمة هذه يجب أن تظل عزيزة علينا، بكل ما تمثله من أصالة وقيم وبما تحمله من رسالة قويمة للثقافة العربية الإسلامية، مع إدراكنا للمسؤولية الجليلة الملقاة على عاتقنا في حماية لغتنا وصيانتها من التحديات الممنهجة التي تواجهها، مشيراً الكركي في السياق إلى أن اللغة العربية باقية ما بقي القرآن، منتقداً الذين يقولون إنها «تحتضر»، ونسب في هذا الشأن لأحد العلماء الغربيين قوله «لو عددنا عشرة من العلماء الذين غيروا وجه العالم لكان الخليل بن أحمد أحدهم». 
وربط الدكتور الكركي بين اللغة وعاء الأمة فكراً وثقافة، داعياً إلى ضرورة تكاتف الجهود على مواطن الضعف، ومحاولة تقديم حلول للحد من التشوه المتأتي من القصور في استخدام اللغة العربية قراءة وكتابة واستماعاً ومحادثة وترجمة وتعريباً على الصعد كافة، سواء في المدارس أو الجامعات أو مواقع التواصل الاجتماعي أو المطبوعات والمنشورات والإعلانات وغيرها، وضرورة التعاون مع مجامع الدول الأخرى ومقاومة العوائق التي تحد من ذلك، وأكد أن أي مشروع وحدوي للأمة من أجل اللغة العربية نريد أن نكون جزءاً منه. 
عن أهمية والقيمة الرفيعة للغة العربية يقول الدكتور الكركي: تفيد أحدث الإحصائيات أن لغة الضاد تحتل المركز السادس بين أكثر اللغات تحدثاً، إذ يبلغ الناطقون بها اليوم لغة أم قرابة 300 مليون إنسان، فضلاً عن أكثر من 1.6 مليار مسلم يلهجون بها في صلواتهم وتلاواتهم، فهي كما تعلمون لغة القرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه، وبالتالي حفظ اللغة التي نزل بها، فضلاً أنها وعاء الحضارة العربية الإسلامية وتراثها الإنساني العظيم، وأستذكر هنا ما قاله المستشرق الألماني يوهان فك: «إن العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي أساسياً لهذه الحقيقة الثابتة، وهي أنها قد قامت في جميع البلدان العربية والإسلامية رمزاً لغوياً لوحدة عالم الإسلام في الثقافة والمدنية. 
ويرى الكركي صاحب كتاب«الرونق العجيب قراءة في شعر المتنبي» في الختام أن تكريس قانون حماية اللغة العربية سيكسبنا الكثير في مجال مواجهة التحديات والعمل على النهوض بهذه اللغة العظيمة، ويقول: لطالما آمن المجمع أن حماية اللغة العربية وتبوأها المكانة التي تليق بها لا يكون إلا بتشريع حاسم يضبط التلوث اللغوي في سائر مجالات الحياة، خصوصاً في مجال التعليم والإعلام والإعلانات التجارية، مضيفاً: لا نقول في الواقع إننا أمام أزمة لغة، بقدر ما نجد المسؤولية تقع على الناطقين بها، وعلى المؤسسات ذات الصلة، وأرى أن سبب تراجع حال اللغة العربية عائد بالدرجة الأولى إلى التعليم، ولا أظنني بحاجة إلى أن أفصل في هذا الموضوع، فالدراسات والإحصائيات الرسمية، وغير الرسمية في هذا المجال تتحدث عن نفسها. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©