لدولة الإمارات العربية المتحدة مكانةٌ متقدمة في القطاع السياحي على المستويين الإقليمي والدولي، نظراً لامتلاكها مواقع سياحية متنوعة، منها ما هو طبيعي وبيئي، ومنها ما هو ثقافي وتراثي وتاريخي، ومنها ما هو ترفيهي، حيث أسهم الاستقرار الاقتصادي والسياسي في الدولة، وموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق والغرب، وشركات الطيران الكبرى والبنية التحتية القوية والداعمة للسياحة، وتوافر باقة منوعة من الفعاليات والأنشطة التي تلبّي احتياجات جميع الفئات العمرية، والتنوع البيولوجي الفريد، كالصحارى، والواحات، والجبال، والوديان والسهول، وغيرها من المقومات، في جعل القطاع السياحي قطاعاً رائداً في الدولة.
وجاء اللقاء الذي جمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، يوم الاثنين الماضي، في دبي، وجولة سموهما عند بحيرات المرموم، ليشير إلى اهتمام القيادة الكبير بإعطاء السياحة الداخلية في الدولة قيمة وعظمة كبيرتين، وهو ما يؤكده تطرّق سموهما خلال اللقاء إلى مبادرة إطلاق السياحة الداخلية التي ستسهم في تفعيل قطاع السياحة، وتجذب المزيد من السائحين من أنحاء العالم كافة، حيث تجدر الإشارة في هذا السياق إلى إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في 12 ديسمبر الجاري «الهوية السياحية الموحدة في دولة الإمارات»، واستراتيجية حكومية لتعزيز السياحة الداخلية، وحملة وطنية تحت عنوان «أجمل شتاء في العالم».
وبالعودة إلى أهمية التوجه إلى السياحة الطبيعية والبيئية في هذا الوقت من العام، فإن دولة الإمارات تنفرد بـ161 موقعاً سياحياً بيئياً، جعلها وجهة عالمية لهذا النوع من السياحة، من الداخل والخارج، حيث تشهد الدولة حركة سياحية بيئية داخلية نشِطة، نظراً لاعتدال الطقس، وتوافر خيارات عدة تناسب أذواق وتطلعات السائحين في تنظيم رحلات تقصد مواقع السياحة البيئية في أرجاء الدولة، من أبرزها المحميات والمواقع الطبيعية، كالحدائق والمنتجعات، إضافة إلى المواقع الأثرية والتاريخية والبرية والبحرية الخاصة بالغوص، والمزارع السياحية، فبحسب بيانات وزارة التغير المناخي والبيئة، ارتفع عدد المحميّات الطبيعية من 44 محميّة خلال عام 2019 إلى 49 محمية في عام 2020، كما ارتفعت نسبة المساحة الإجمالية للمحميّات الطبيعية من 14.8 في المئة في عام 2019 إلى 15.5 في المئة في العام الجاري، من إجمالي مساحة الدولة.
وعملت دولة الإمارات، ولأجل تعزيز نمو السياحة البيئية الداخلية وتنميتها، خصوصاً المحميّات الطبيعية، على وضع خطط وبرامج أسهمت في حماية بعض الكائنات المهددة بالانقراض، ووفرت موطناً خاصاً لها، وإطلاقها في بيئاتها الطبيعية، التي عززت من تكاثرها. كما تم العمل على إصدار قوانين يتم الحفاظ من خلالها على البيئة، وإطلاق العديد من مشاريع حماية التنوع البيولوجي في المحميّات الطبيعية، لما تمتلكه من أنظمة بيئيّة متنوعة، حتى بات تنشيط حركة السياحة ينظر باهتمام كبير إلى المحميّات بوصفها إثراءً للقطاع السياحي، وتتيح الإمكانية للعلماء والباحثين لإجراء دراساتهم الميدانية بدقّة وسلاسة.
وفضلاً عن ذلك كله، فإن دولة الإمارات، ومن خلال سياساتها وبرامجها السياحية، تُعنى بالاهتمام بتنمية المواقع البيئية والتاريخية والتراثية والترفيهية وتطويرها، إذ تمتلك 85 موقعاً منها، تتنوع ما بين مناطق لممارسة الرياضات البيئية، وأخرى للاسترخاء، كالمنتجعات والفنادق، ومواقع تاريخية تحكي تاريخ الدولة الحافل بالأحداث والوقائع، أبرزها الموقع الأثري في جزيرة صير بني ياس، وقلعة الجاهلي، ومقابر جبل حفيت، وغيرها من المواقع التاريخيّة في إمارة أبوظبي.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.