الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أمسية شعرية ضمن أسبوع اللغة العربية: غناء الشعر يقرّب المفردة للمتلقين

المشاركون في الأمسية (من المصدر)
24 ديسمبر 2020 00:42

أبوظبي (الاتحاد)

ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية، وبالتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة والشباب تقرير حالة اللغة العربية، انعقدت فعالية اللقاء الحواري/‏‏‏ الشعري بعنوان «العربية في قصائد الشعراء»، بمشاركة كل من الشاعرين الإماراتيين كريم معتوق المرزوقي وعبد الله الهدية الشحي، والشاعر السعودي معبر النهاري، والشاعرة والناقدة الأدبية السورية الدكتورة بهيجة إدلبي، وأدارتها الإعلامية ندى الشيباني.
وتضمن اللقاء حضوراً متميزاً غناءً وعزفاً موسيقياً للفنان فرج أبيض في أداء مقام «مضامٌ عند غيرك يا حبيبي»، وغنائه قصيدة للشاعرة الإماراتية أمل السهلاوي بعنوان «بكل غرائبِ العمر امتحنّي»، كما شهد اللقاء حوار المشاركين حول اللغة العربية ومكانتها في الحياة والوجدان العربي، وكيفية اختيار العناوين للقصائد كعتبات للنص، ومدى مسايرة النص الشعري لمكانه وزمانه خاصةً، والإلهام الشعري الذي تحفزه اللغة العربية بجمالياتها وبلاغتها وبيانها، وأهمية الغناء للمفردة الشعرية الفصيحة كي ترسخ في وجدان الأجيال وذاكرة الناس، إضافة إلى أهمية جهود الإمارات في إحداث تغيير جذري في آليات التعامل مع الشعر وتهيئة مناخات الإبداع واكتشاف المواهب بالتفرغ الإبداعي والحوافز والتحديات والمسابقات، والارتقاء بالذائقة الشعرية المجتمعية عبر الانتقاء للنص الشعري الجيد إماراتياً وعربياً في المناهج التعليمية لخلق ذاكرة وذائقة لدى الأجيال القادمة وصولاً إلى التوصية بتعاون وزارة التربية مع وزارة الثقافة خاصة والمؤسسات الثقافية الأخرى لوضع مناهج متطورة تقارب الإبداع الإماراتي الشعري في جميع أغراضه.
حيث أشاد الشاعر عبد الله الهدية بدور وزارة الثقافة والشباب، وأهمية تنظيمها لفعاليات اللغة العربية ورؤيتها في الحفاظ عليها، معتبراً أن الشعر حاضر في كل المناسبات وهو أبو الأنماط التعبيرية جميعاً، فلا ينفك العربي عن الشعر أينما وكيفما كان، ولا يُفطم عن الشعر الذي يبقى هاجساً محركاً للأجيال، أما الشاعر كريم معتوق فقد رأى أن القصيدة تكون المؤثر الأول في الوجود والوجدان عندما تكون حاضرة في المناسبات المختلفة في حياتنا اليومية، وأن للشاعر قدراً ودوراً يتمثل في خلود المفردات ورسوخ المعنى، وأكّدت الدكتورة بهيجة إدلبي أن الشعر تجربة في اللغة، وهو الذي يستكشف اللغة ويستقصيها وهو طاقة كامنة في اللغة، والشعر باقٍ ونحن كعرب أبناء شعرنا، واعتبر الشاعر معبر النهاري أن العرب لا يزالون على علاقتهم الأزلية التاريخية العاشقة للشعر وللغة من خلاله، مع شعور البعض للأسف بالعجز تجاه التعبير بلغته الأم. وحول عناوين القصائد وكيفية اختيارها من قبل الشعراء رأى الشاعر كريم معتوق أن الشاعر يحرص على أن يكون العنوان مفتاحا للقصيدة وعتبة للغوص في معانيها، بينما رأت الدكتورة بهيجة إدلبي أنها لا تقرأ العنوان لأن العنوان هو النص ذاته، وهي تختار العنوان بجمالية المعنى أولاً، وتنتقي لنصوصها العناوين الجاذبة المحببة للشاعر نفسه أولاً كدالة شعورية، وعن متلقي الشعر اعتبر معبر النهاري أن مهمة القصيدة أن تخاطب المتلقي العادي لا النخبة فقط، فعلى الشاعر أن ينزل إلى مستوى المتلقي كي يرفع من مكانة اللغة العربية، وأن المتلقي متقدّم الاهتمام في مجالات الحياة المختلفة، إلا أنه لا يخص الشعر بالاهتمام نفسه، فالشاعر لا يُكرّم في حياته ولا يجد التلقي المطلوب، مشيراً إلى أهمية تعامل الشعراء مع التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتمحورت مداخلة الشاعر عبد الله الهدية حول أن اللغة العربية تستمد قدسيتها من قدسية القرآن الكريم ونفحات الروح والإيمان في عقيدتنا الإسلامية، وأن واجب كل إنسان عربي أن يهتم بالنهوض بلغة الضاد، وخاصة الشعراء الذين يجسدون القصائد كامتداد فكري راسخ وأزلي، مشيراً إلى صراع الآراء خاصةً في وسائل التواصل الاجتماعي، حول مكانة وضرورة اللغة العربية كعنصر من عناصر الهوية الوطنية الإماراتية والعربية، مشيداً بتلك القصائد التي تم غناؤها من عيون الشعر العربي والتي خلدت الشعر غناءً على ألسنة الناس، قائلاً: «يشكو الشعراء والشعر من عدم الرعاية والاهتمام، ولكن لو بقينا على هذه المآسي لما وصلنا إلى شيء، بل نحتاج جميعاً إلى اعتبار القصيدة مشروعنا الخاص الذي يخلدنا».
واعتبرت الدكتورة بهيجة أن غناء الشعر العربي يقرّب المفردة الشعرية للمتلقين ويرسّخ حضورها في وجدان المجتمعات وحياة الناس، وأنّ الغناء يؤرخ للشعر، مع ضرورة النقد كرافعة للنص الشعري بما يجنبنا الاختيار الخاطئ للمفردة الشعرية للغناء، ورأى الشاعر معبر النهاري أن النقد غائب في مواجهة النص الشعري، وخاصة لجهة القيام بدوره في تقديم النص الشعري الجيد والجاد، كما أن الموسيقى في رأيه هي أرقى أنماط التعبير في السلم الإبداعي، وبها ينتشر الشعر ويشتهر الشاعر، وختم الشاعر كريم معتوق بإشارته إلى أن الغناء يجب أن يتخفف من الشعر، وأن يتعامل مع ضعيف الشعر فقوي الشعر لا يصلح للغناء، والدليل أن شعر المتنبي لم يغنَّ، مؤكداً أنّ الشعر الغنائي مجال مختص يغوص فيه من يتقن أدواته ومفرداته. كما تضمنت الفعالية إلقاء الشعراء المشاركين لمجموعة من نصوصهم الشعرية وقصائدهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©