أينما تول وجهك، وأينما تذهب عيناك، تجد الإمارات حاضرة في المشهد الإنساني، تجد الإمارات تروغ غبار الفقر، والعوز عن أولئك الذين استولت على قلوبهم دمعة الأسى والغبن.
منذ تأسيس الدولة، والإمارات أخذت على عاتقها مسؤولية كف الأذى عن الآخرين، ومسح عرق التعب عن كل من داهمه اللظى والشظف، وكل من سيطرت عليه آفة خلو الوفاض من لمعة المعدن النفيس أو الورقة الملونة بالرفاهية.
في كل صباح وطائر الوفاء الإماراتي يحط في بقعة أو يحلق في فضاء رقعة، وبين جناحيه يحمل ما يشق الطريق لابتسامة تسفر عن فرح، وتؤكد أن العالم بخير طالما ضم بين بحريه بلداً مثل هذه الأيقونة العالمية الفريدة العتيدة، المجيدة، وهي تعبر البحار، وتخوض الغمار وتسابق الزمن كي تصل إلى كل من أرهقه الانتظار، وهناك تحط طيور الأمل مرفرفة بلا وجل أو كلل، وتحدق في العيون بود الذين عشقوا الحياة، كما توادوا مع كل من يعيش على أرض البسيطة، وكل من تربطه بأبنائها رابطة الوجود وليس سواه.
وهكذا نقرأ في جريدة الصباح كل ما يثلج الصدر من أخبار عن مثابرات الإمارات، وعن منجزاتها على صعيد الإغاثة، وصون مشاعر الناس أجمعين، وإعادة صياغة الوجوه، من شاحب متعب، إلى صاخب بالفرح والحب، وتستمر المسيرة بلا مهل، ولا خلل، لأن الإيمان راسخ، ولأن الانتماء إلى الإنسانية لا تثنيه عقبة، ولا ترخي شراعه نكبة، إنه القدرة الفائقة على تحمل المسؤولية بالتزام أخلاقي لا يعرقله شيء، إنه تبوؤ المكانة العالية في الوسط العالمي، إنه الرغبة الواسعة في الحب، حب الناس أجمعين، من دون تفنيد أو تحديد، بل هو التوطيد الذي يعيد اللحمة إلى عالم بأمس الحاجة إلى التوطيد والتضميد، والتأكيد على أهمية أن نكون معاً، في الدرب الواحد، والهدف الواحد، والقيم التي تضعنا في مصاف النجوم وعند هامات الغيوم.
هذه هي الإمارات، بنيت على أسس الوحدة، وهي هكذا تمضي بشفافية الجداول، وعرفان الفراشات، وعطر الوردة، تمضي لذلك الذي ينتظر، وفي عينيه دمعة الحسرة، ولذلك الذي يقف عند قارعة العالم، في فمه سؤال الوجود الأهم، من أنا فإذا بالإمارات تجيب، أنت الإنسان، من دمنا ولحمنا، وحلمنا، وعلينا أن نجيب سؤالك ونمنع عنك الضيم والظمأ.
وأول الإجابات، ابتسامة محملة بأكسير حياة، ونغمة فرح.