الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مغامرات في كهوف عميقة

مغامرات في كهوف عميقة
22 ديسمبر 2020 00:08

خولة علي (دبي)

على شواطئ الدولة الخلابة، وفوق قمم جبالها، ينفذ شباب مواطنون تجارب رائدة في مجال سياحة المغامرات، تتسم بالغرابة أحياناً، وبالتفرد في أحيان أخرى، لكنها تبقى في كل الأحوال جهداً واعياً لاستثمار المقومات الطبيعية الفريدة لدولة الإمارات، وتوظيفها كعوامل جذب سياحي، تستقطب شريحة كبيرة من سياح الداخل والخارج الذين يبحثون عن الإثارة والتشويق، ويركضون خلف الأنماط السياحية المستحدثة التي تلبي حاجتهم لمغامرات تبقى تفاصيلها محفورة في ذاكرتهم مهما تعددت بعدها الرحلات والمناشط.
البداية كانت خارج الدولة، عندما تعرف شباب إماراتي واعد على أشكال مثيرة من الرياضات والمناشط السياحية أثناء وجودهم في عدد من الوجهات العالمية المعروفة بسياحة المغامرات، وعادوا إلى الوطن، وكلهم إصرار على تنشيط هذا النوع من السياحة في ربوعه، وبعد سنوات من العمل الجاد والمتواصل، أصبح لديهم شركات تنفذ برامج جذابة وعصرية تستقطب أعداداً كبيرة من السياح والسكان.

تعتبر المغامرات المثيرة التي يتيحها شباب الوطن للزوار والسياح إضافة جديدة للمقاصد والمعالم السياحية التي تزخر بها الإمارات، ونتيجة للتنوع البيئي، وغنى إمارات الدولة بالمواقع البحرية والبرية والجبلية الفريدة تتزايد أعداد المقبلين على سياحة المغامرات بشكل مستمر، خصوصاً خلال فصل الشتاء، حيث يساعد اعتدال الطقس على ممارسة كافة الأنشطة في أجواء ملائمة، ويخرج الشباب ومعهم السياح والزوار في رحلات تأخذهم مرة إلى قمم الجبال فيستكشفون أسرارها، وتنطلق بهم مرة أخرى إلى كهوف عميقة في باطن الأرض، فيستمتعون بدهاليزها وما تحويه من حيوانات، وأحياناً تتجه البوصلة إلى البحر فيغوص عشاق الطبيعة تحت الماء ليتعرفوا على أسرار ذلك العالم المثير.
ولسياحة الكهوف ومغامراتها مذاق مختلف، يستهوي فئة من السياح والزوار الذين يرغبون في قضاء لحظات مثيرة داخل التجاويف الجبلية، والأنفاق الطبيعية في الوديان والسفوح، واستجابة لمتطلبات هذا النوع من الزوار ينظم المغامر خليفة المزروعي رحلات إلى أعماق الكهوف، ليقدم من خلالها وجبة من المتعة لعشاق الإثارة والمغامرة، وهواة السير في دهاليز شكلتها التفاعلات الجيولوجية، أو حفرها الإنسان قديما، بحثاً عن مصادر للمياه أو ليتخذها بيوتاً، يقول المرزوعي عن هذه الإضافة السياحية المثيرة: المغامرة جزء من هوايتي، وشغفي بالبحث والاستكشاف التي دائماً ما أشاركها مع متابعيّ على حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى وجدت رغبة شديدة من فئة كبيرة في الداخل والخارج، لتجربة هذا النمط من المغامرات، ولذا نظمت الكثير من الرحلات، ومنها زيارة كهوف الخفافيش في مدينة العين، والتي كانت بمثابة بداية فتح بوابة سياحة المغامرات والاستكشاف بالنسبة لي، واختتم كلامه قائلاً: الرحلة لن تنتهي مادام هناك سياح يبحثون عن سياحة من نوع خاص، خاصة وأن طبيعة وتضاريس دولة الإمارات توفر مقومات أساسية مهمة تمثل بيئة ملائمة ومشجعة على استمرار هذا النوع من سياحة المغامرات.

يقول أحمد النعيمي من مؤسسي إحدى الشركات المتخصصة في سياحة المغامرات: نظراً لتنوع اهتمامات سياح المغامرات ورغباتهم، كان لابد من إيجاد وجهات سياحية تتمتع بأنشطة وبرامج مبتكرة قادرة على تلبية احتياجاتهم، فعالم سياحة المغامرات متنوع وثري، ويتضمن الكثير من البرامج التي تأخذ السائح إلى محطات لم يشاهدها أو لم يألفها من قبل، وهذا النوع من السياحة يستهوي قطاعاً كبيراً من سياح العالم، لذا أصبحت المغامرات إضافة متميزة لقطاع السياحة في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن سياحة المغامرات تلقى اهتماماً كبيراً من الجهات المعنية بالسياحة يتمثل في تقديم كل الدعم لكافة مناشط المغامرات، وتوفير كل الخدمات والمقومات التي تتطلبها الصناعة بمستوى عالمي، وهذا يؤدي بدوره إلى زيادة إقبال السياح والزوار على خوض تجارب مثيرة وممتعة في أجواء آمنة ووسط ضوابط تضمن سلامتهم، وتجعلهم أكثر قرباً من الطبيعة، وأدق فهماً للبيئة المحلية. 
ويضيف: نشأت فكرة تأسيس سياحة المغامرات من هواية وشغف قطاع من السياح الدوليين والمحليين بأجواء الإثارة والتشويق، ونتيجة وجود بيئة مهيئة لهذا النوع من الترفيه، ويسترجع تفاصيل البدايات قائلاً: أثناء القيام بمغامرة في جبل كلمنغارو، سمعت تساؤلات من أحد المرشيدين السياحيين حول المكان الذي سنأخذهم إليه لممارسة هذا النوع من النشاطات، عند قدومهم إلى الإمارات، كان الأمر أشبه بتحد بالنسبة لنا نحن كشباب، وهذا ما دفعنا إلى إنشاء منصة لتنظيم رحلات المغامرات واكتشاف الطبيعة، والخضوع لدورات تأهيلية عدة، لاكتساب مهارات في مجال سياحة المغامرات، منها دورات في مجال الإرشاد والتوجيه، والإسعافات الجبلية، على يد خبراء وجهات مختصة في هذا الجانب، والحصول على شهادات تؤهلنا لدخول عالم تنظيم الرحلات السياحة.

واستطرد: نحن الآن ندير شركة وطنية متخصصة في سياحة المغامرات، تحاول أن تضع لها موطئ قدم بين الشركات السياحية الأجنبية في المجال، نظراً لما تشهده دولة الإمارات من نقلة نوعية في هذا النوع من السياحة والزيادة المستمرة في الطلب عليه، ونحن نعتبر أول مركز معتمد عالمياً في الخليج لسياحة المغامرة، ونهدف من خلاله لجعل الإمارات محطة مغامرات رائدة في الشرق الوسط عن طريق توفير خدمات تدريب للهواة والمحترفين، في هذا النوع من السياحة، مع العمل على نشر ثقافة سياحة المغامرات بين الأفراد، وذلك بالتعاون مع المراكز الناشئة، وغيرها من الجهات التي يمكن أن نقدم من خلالها خدمات تدريبية وتعليمية متميزة. 
ويشير صالح الظهوري، الذي يمارس نوعاً من المغامرات يستهوي عدداً كبيراً من زوار وسكان الدولة، إلى أن الغوص من المغامرات التي يقبل عليه الكثير من السياح والزوار، المهتمين بعالم البحار، يوضح الظهوري قائلاً: نحرص على أخذ السياح في رحلات بحرية بالقرب من الجزر التابعة لدبا أو الفجيرة، لالتقاط مشاهد حية للكائنات البحرية في أعماق البحر، ونسجل خلال هذه الرحلات الكثير من مشاهد الحياة البحرية، وما تنعم به بيئتنا من جمال وتنوع.
يضيف: ننظيم رحلات الغوص في مواقع بحرية مهمة في عمق الساحل الشرقي، نظراً لتنوع متطلبات السياح واهتماماتهم، فبينهم من يبحث عن سياحة المغامرة، ومنهم من يريد التعرف على طبيعة البيئة البحرية التي تتميز بها دولة الإمارات، وهذه المتطلبات تتوافر في المناطق النائية، ما يجعل من الضروري تفعيل هذه المناطق، والاستفادة من مصادرها الطبيعية، وجعلها مقصداً لسياحة.

قرش طيار وقوارب ترفيهية في مياه الخليج
ولسياحة المغامرات البحرية لها طعم آخر عند مانع المرزوقي الذي أسس شركة تعنى بسياحة فريدة ومختلفة وأكثر إثارة، وهي استخدام بعض الوسائل والأجهزة القادرة على خلق متعة رائعة للسياحة في مياه الخليج الدافئة، يقول المرزوقي: نجد الآن طفرة كبيرة في قوارب الترفيه، والأدوات المستخدمة في الأنشطة البحرية، وشغفي بالرياضة البحرية وإدراكي لمدى المتعة التي يجدها المغامر في هذه الرياضة دفعني لمنح محبي هذا النوع من السياحة الفرصة للاستمتاع بتجاربها المثيرة، وبالفعل وجدنا رغبة كبيرة من السياح والزوار، في استخدام القوارب الترفيهية، ومن جملة الأنشطة البحرية التي نقدمها للسياح القرش الطيار، ولوح الطيران، والكثير من وسائل الترفيه البحرية التي أصبحت متاحة على الشواطئ البحرية ومؤمنة بكل وسائل السلامة، ما جعل سياحة المغامرات البحرية مطلباً مهماً لعشاق البحر.

التحليق بالرداء الخفاشي
القفز من قمم الجبال، والتحليق بالرداء الخفاشي، نمط مثير من أنماط السياحة الجبلية، يستعرض تفاصيله المغامر خليفة الغافري قائلاً: نظراً لوجود قمم جبلية عالية في دولة الإمارات منها جبل جيس، وتوافر منافذ عدة للقفز من فوقها، يقصد عدد كبير من السياح المهتمين بالقفز دولة الإمارات ليمارسوا هذه الهواية، وهو بحد ذاته خطوة مهمة، فبعد أن كنا نتجه إلى عدد من الدول لممارسة هذا النشاط أصبحت الظروف لدينا مهيأة، بل وممتازة لخوض تجربة القفز بالرداء الخفاشي، ونستقبل مجموعة من السياح المهتمين بهذه النوع من المغامرات، وننظم لهم هذه الرحلات التي لا تخلو من الإثارة والمتعة، وبمجرد أن تنتهي الرحلة، نجد السياح أكثر رغبة في العودة من جديد، وتكرار هذه القفزات من على قمم الجبال.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©