للأسرة في التعليم عن بُعد، دور الدورة الدموية في الجسد، ومكانة القلب في الصدر، وقيمة الروح في الحياة.
قد يستسهل البعض وجود الأبناء في كنف الأسرة، وبين الجدران التي لم تنفتح بعد على المدارس، وهذا ما قد يعرقل العملية التعليمية، ويعيق استيعاب الأبناء لما يلقى عليهم من دروس عن طريق الأثير.
اليوم هو يوم الوالدين، ويوم تضافر الجهود من أجل استمرار الجداول كي تذهب إلى السنابل، وكي تغذي الأعشاب، لتزهر، وتزدهر، وتثمر وعياً حقيقياً لا يزل عن الأهداف التي وضعتها القيادة على عاتق الجميع، لكي يتحملوا المسؤولية بالتزام واحترام وانسجام، ومن دون تقصير، أو تقتير في تقديم المعونة للأبناء الذين وقفت الجائحة أمام طريقهم إلى المدرسة.
ونتمنى أن يكون لهذا الضرر منفعة ودرس في التضامن، والكفاح من أجل تحصيل علمي لا يشوبه خلل، ولا يكتنفه زلل.
اليوم أبناؤنا يخوضون معركة مصير من أجل التفوق، والانتصار على الظرف المحيق، وكسر شوكته بإرادة لا تنثني، وعزيمة لا تنكسر، وحب لا يمنعه ظرف، ولا حيف.
ونحن على ثقة من أن الأسرة الإماراتية الخارجة من رمل الصحراء قادرة على مواجهة هذا الزمن بكل جدارة صحراوية، ونباهة من قيم التاريخ الذي علمنا كيف نكون حصاة للصبر، وكيف نصبح شراعاً لا تخبه ريح، ولا تجبه تباريح، فهذه هي المرأة الإماراتية النجيبة بنت النخلة النبيلة، وأخت الشطآن الأصيلة، هي هذه المرأة التي ذللت النوق الشواهق، وبللت ريق الحياة برضاب المعنى، والمغزى المهيب، وهذا هو الرجل الإماراتي الفذ، بساعد أسمر أرخى ذيول الليل على مناكب السفن العملاقة، وسار في الهزيع يطلب الدر من حقيقة اللجج، وهو اليوم، وأخرى امرأة، نافذة في الصوت والصيت يسيران معاً من أجل بناء جيل طيب الأعراق، ونسج خيوط الأبجدية على صفحة بيضاء لم تزل تهفو إلى كلمة تضيء الطريق، نحو غايات، ورايات، ها هما الأب، والأم معاً في الطريق إلى مجد وجد، ووجد، وجديد يجيد تقصي المضمون من بين خير جليس، ها هما الأب، والأم، معاً باتجاه مستقبل يحقق الأمنيات، ويمنع كل ما يضير، وكل ما يغبش.
ها هما الأب والأم، عند ناصية مجللة بالوعي، يقفان في الأيام العصيبة، كي يكونا السد والسند، والصد والعضد، لجيل نحن نضع على كاهله مسؤولية استمرار الشجرة العظيمة في الإثمار، والإعمار، وتقديم كل ما يسهم في بناء الصرح، وتوضيح التصريح، بلغة لا تمتلئ إلا بزخات المطر، ولون السحابة الثرية، ولمعة الزهرة البرية عند شغاف الأغصان العالية.
ها هما الأب والأم، معاً إلى مجلس في البيت، تؤمه زهرات العمر، بعطر الألفة والمحبة، والشوق إلى لحمة الأرواح، وتكاتف القلوب.
ها هما الأب والأم تحت سقف البيت خلية نحل وعمل على تقطير الشهد في نفوس فلذات الأكباد، ومضغات الصدور.