عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
تظاهر آلاف السودانيين أمس، في الخرطوم ومختلف المدن السودانية في الذكرى الثانية لانطلاق الثورة التي أطاحت نظام عمر البشير بعد حكم استمر 30 عاماً، وذلك وسط انتشار واسع للجيش والشرطة.
ورفع المتظاهرون شعارات متباينة، يحمل بعضها مطالب أبرزها تحقيق العدالة والقصاص للشهداء، وتعديل مسار الثورة، وتحسين حياة المواطنين. في حين طالب فلول النظام المعزول بتنحي رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، ورفعوا شعارات مناوئة لقوى الحرية والتغيير.
وفيما طالبت بعض المسيرات بإسقاط المكون العسكري ومحاسبة أعضائه، وحرق عدد من المتظاهرين علم الحزب الشيوعي السوداني.
وقد وصلت مواكب بعض مناطق الخرطوم إلى القصر الرئاسي، بعد انسحاب الشرطة من بعض الشوارع المحيطة بالقصر، حيث اقتحم مئات المتظاهرين سياجاً حديدياً من الأسلاك الشائكة حول القصر، مما دفع قوات الجيش إلى فرض طوق أمني وزيادة التعزيزات العسكرية.
وكانت السلطات السودانية قد استبقت مظاهرات أمس، بتوجيهات صارمة لتأمينها، ومنع استخدام الرصاص والغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرات، وتفادي الأخطاء التي وقعت في مظاهرات سابقة.
وهنأ الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، الشعب السوداني بذكرى ثورة ديسمبر. وقال في تغريدة له عقب عودته إلى الخرطوم بعد 3 أيام قضاها على الحدود الشرقية مع إثيوبيا: «نجدد العهد بأن تظل القوات المسلحة الضامن والحامي للثورة ومكتسباتها».
ومن جانبها، حيت «الجبهة الثورية» الشعب السوداني في ذكرى الثورة، وأكدت دعمها لحرية التظاهر، وحق الجماهير في التعبير عن تطلعاتها ومطالبها.
ودعا الهادي إدريس رئيس الجبهة الشعب السوداني إلى الوحدة ودعم حكومة الفترة الانتقالية، وطالب بضرورة استكمال هياكل السلطة الانتقالية وتنفيذ اتفاق السلام والاهتمام بمعاش الناس.
وقال محللون سياسيون سودانيون لـ«الاتحاد» إن فلول النظام السابق حاولوا استغلال المواكب والمظاهرات من أجل تحقيق أهدافهم للانقضاض على الحكومة المدنية.
وقال الناشط السوداني فخر الدين عوض لـ«الاتحاد» إن اختراق فلول النظام السابق للمواكب كان واضحاً للغاية، وأن شعاراتهم التي طالبوا فيها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بالرحيل لن تخدع أحدا.
ومن جانبه، قال المحلل السياسي حسن أحمد الحسن لـ«الاتحاد» إن الثوار رفعوا شعارات تطالب بتحقيق العدالة وحل الأزمة الاقتصادية وتحقيق الأمن والخدمات، بينما فلول النظام المعزول طالبوا بإسقاط الحكومة وحمدوك.
