يحتفل العالم اليوم الأحد الموافق 20 ديسمبر، باليوم العالمي للتضامن الإنساني، وهو يوم تؤكد فيه حكومات العالم ضرورة الالتزام بتعزيز التضامن لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وترسيخ قواعد التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية، ذات الطابع الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الإنساني. كما تدعو فيه إلى رفع مستوى الوعي العام بأهمية التضامن، وتعزيز ثقافة المشاركة للقضاء على مظاهر الفقر وضمان الكرامة للجميع.
وباعتبار التضامن الإنساني أحد القيم الأساسية والعالمية التي تقوم عليها العلاقات بين الشعوب والدول، تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة على الدوام تضامنها العميق مع دول العالم وشعوبه في مختلف القضايا والمحافل والمناسبات، انطلاقًا من القيم الإنسانية النبيلة التي أرساها ورسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي خلّد التاريخ كلماتِه الإنسانية وصارت نهجاً نهتدي بها إلى فضاءات الخير والعطاء، إذ نستذكر له في هذا السياق قوله: «لا يمكن لأي إنسان أن يعيش منعزلاً عن الآخرين، فكما أن الإنسان يحتاج إلى عائلته أو أقاربه، فهو بالقدر ذاته في حاجة إلى التعاون والصداقة مع مناطق أخرى، قريبةً كانت أم بعيدة. لقد خلق الله الناس ليعيشوا مع بعضهم، بصرف النظر عن مركزهم في الحياة».
لقد أثبتت دولة الإمارات تضامنها مع العالم والإنسانية جمعاء، لنهجها القائم على التوازن والاعتدال ومناصرة الشعوب والوقوف إلى جانبها في أزماتهم كافة، بصرف النظر عن البعد الجغرافي أو الاختلاف الديني أو العرقي أو الثقافي، حتى تربعت على عرش أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية، وباتت شعاع نور وبسمة أمل لكل المحتاجين والمتضررين في جميع دول العالم. وبرزت أسمى صور التضامن الإنسانية لدولة الإمارات خلال هذا العام، في مدها جسور المساعدات الإنسانية لتصل أياديها البيضاء إلى مجموعة كبيرة من دول العالم، حملت مساعدات طبية وإنسانية عاجلة، نتيجة التداعيات التي عاشها العالم إزاء اجتياح فيروس «كوفيد-19» وما خلّفه من خسائر للمجتمعات في مختلف البلدان، وقامت بتسيير رحلات عاجلة لإجلاء رعايا الدول الصديقة من المناطق المنكوبة واستضافتهم، وتكفّلت بعلاجهم وعودتهم إلى دولهم.
وجاء تحقيق دولة الإمارات إنجازاتٍ عدةً في مجالات التضامن الإنساني، التزامًا منها بضرورة تحقيق أهداف وتطلعات التنمية المستدامة 2030، التي أقرتها الأمم المتحدة، بهدف القضاء على الفقر والجوع وتوفير الصحة الجيدة والتعليم الجيد وتحقيق المساواة بين الجنسين وضمان توفير المياه النظيفة والطاقة النظيفة، وتوفير فرص العمل وتعزيز الصناعة والابتكار، وغيرها من الأهداف الأممية التي تُعنى بتنمية الشعوب. فلطالما كانت دولة الإمارات سبّاقة في هذا المجال انطلاقًا من جوهرها الإنساني النبيل، حيث أصبحت رائدة في تقديم المساعدات للدول والشعوب في كل مكان، وهو ما يعكس فلسفتها في التعامل مع الآخر التي قوامها التعايش والتضامن والإخاء، عبر تعزيز الأمن والاستقرار، وتحسين مستويات المعيشة لجميع الأفراد في أنحاء المعمورة كافة.
إن حرص دولة الإمارات على أن تصل مساعداتها إلى الأشقاء والأصدقاء في كل مكان، وفي مختلف المواقف والظروف، يعكس حرصها الكبير على ترسيخ القيم والمعاني التي جعلت منظمة الأمم المتحدة تُقرّ هذا اليوم، احتفاءً بالوحدة الإنسانية في إطار التنوع، وتذكير الحكومات بضرورة احترام التزاماتها في الاتفاقيات الدولية، ورفع الوعي العام بأهمية التضامن، وتشجيع النقاشات بشأن تعزيز التضامن لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية 2030، والتشجيع على مواصلة اعتماد مبادرات يُقضى من خلالها على الفقر والعوز والحاجة. فهنيئًا لكل المواطنين والمقيمين على تراب هذا الوطن قدرة دولة الإمارات وتمكّنها من صناعة اسم عالمي لها يرمز إلى الإنسانية، والتآخي، والتضامن العالمي.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.