الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السياحة الصحراوية.. متعة العوائل في الشتاء

السياحة الصحراوية.. متعة العوائل في الشتاء
19 ديسمبر 2020 01:52

لكبيرة التونسي 

روعة الطقس، وسحر الطبيعة في الشتاء، والأمن، وترحيب المجتمع بالزوار، عناصر تجذب العوائل والأصدقاء إلى القيام برحلات شيقة إلى الصحراء والاستمتاع بتجربة لا تنسى، تبدأ بالانطلاق بسيارات الدفع الرباعي في تجربة مثيرة عبر الكثبان الرملية يصعب نسيانها، يتعرف خلالها المشاركون فيها على جزء من تراث الإمارات، ويستمتعون بكرم ضيافة وركوب الجمال والخيل والاستمتاع برؤية الكثبان اللامعة والتزلج على الرمال، فضلاً عن النشاطات الأخرى. وتزايد الطلب في الآونة الأخيرة على رحلات السفاري في الصحراء، وهذا ما أكدته نتائج إحصائيات التقرير السنوي للزوار الدوليين لعام 2019 الصادر عن دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي «دبي للسياحة»، الذي أظهر أن 41 % من إجمالي الزوار الدوليين في العام الماضي استمتعوا بتجارب مميزة ضمن فئة مغامرات الصحراء، بينما ارتفع المعدل أكثر هذه السنة نتيجة الإقبال الشديد على السياحة الداخلية. 

ويبقى التخييم في الصحراء متعة لا تقارن بغيرها، حيث الراحة والاسترخاء وسط الصحاري، والاستمتاع بروعة الهدوء بعيدا عن صخب الحياة في المدينة، والروتين اليومي المعتاد، لا سيما وأن أماكن التخييم في الإمارات تمتاز بالفخامة والرقي، كما أن الصفاء في كل هذه المواقع يأخذ الضيف إلى عالم ساحر من الخيال، وتستهوي هذه الرحلات في صحراء الإمارات على الخصوص العوائل والأصدقاء، سواء المقيمين داخل الدولة أو الذين يقدمون إليها من الخارج خصيصاً لقضاء أجمل الأوقات في فضاء رحب وسيع برماله الذهبية الساحرة. 
وتوفر رحلات السفاري والمخيمات الشتوية في الهواء الطلق المنتشرة في جميع أنحاء الإمارات فرصة ذهبية للعائلات التي ترغب في قضاء أجمل الأوقات وأمتعها ضمن أجواء تعكس كرم الضيافة الإماراتية، بداية من ليوا التي تقع وسط صحارى أبوظبي، بواحاتها ونخليها وصحرائها المترامية، أو في صحراء دبي التي ذاع صيت مخيماتها، وصولاً إلى رأس الخيمة المعروفة بتنوعها الطبيعي ومناظر رمالها الساحرة، وتوفر هذه المخيمات التي تعكس حياة البداوة في صحراء ليوا ودبي ورأس الخيمة مزيجاً من التراث العربي الغني مع الفخامة والترف الإماراتي. 

روح المكان
سحر الطبيعة الصحراوية، له عشاقه من العوائل والأسر، سواء من داخل الدولة أو من خارجها، لما تتوفر له من مقومات مثالية، حيث الخدمات الممتازة ضمن أجواء تنعم بالسلام والهدوء والصمت، فضلاً عن الأنشطة الترفيهية والبوفيهات والأطعمة العربية الفخمة، ما يجعل الجميع يسعى إلى عيش هذه التجربة المثيرة والشيقة، وتكرار ذلك أكثر من مرة، إلى ذلك قال فهد فيصل بن مخاشن صاحب استراحة واسطبلات الناموس إن الأجواء الرائعة التي تميز الإمارات خلال فصل الشتاء تدفع الناس إلى البحث عن أماكن وفضاءات تعكس طريقة عيش الإماراتيين، من التخييم في البر إلى ركوب سيارات الدفع الرباعي والتزلج على الرمال أو ركوب الخيل والجمال أو الدراجات، وصولاً إلى الضيافة العربية والأنشطة الترفيهية من حناء وارتداء الملابس التقليدية والتقاط الصور، ما يجعل هذه الرحلات توفر من جهة فضاء للترفيه، ومن جهة أخرى تعريف عشاق الصحراء، وخاصة من العوائل على تراث وعادات وتقاليد الإمارات، وتقريبهم من فن العيش الإماراتي، حيث نحرص على تقديم هذا الموروث بروحه الأصيلة. 
وأكد فهد فيصل أن هذا النوع من السياحة يشهد إقبالاً منقطع النظير، لا سيما أن مثل هذه الرحلات تتيح الفرصة لجميع أفراد العائلة للاستمتاع بأجواء الطبيعة الصحراوية ضمن أجواء العيش القديمة، بحيث نحرص على جعل الضيوف يعيشون تجربة ترفيهية وتثقيفية، ونخصص خيمة للرجال وأخرى للنساء، ونستقبلهم بالقهوة العربية، وكرم الضيافة، ثم نتركهم يستمتعون بأجواء الاسترخاء ورؤية النجوم والتأمل في جمال المكان.

وأشار إلى أن فصل الشتاء عادة ما يجذب محبي ركوب الدراجات والرياضات الرملية والخيول والجمال، كما يجذب العوائل للمخيمات، حيث يتخلص الجميع من الطاقة السلبية بالمشي على الرمال، لا سيما أننا نوفر خيماً خاصة بالعوائل، وأخرى مخصصة للطبخ الذي يقوم به الرجال، ما يجعل مثل هذه الرحلات تشكل متنفساً للنساء والأطفال، ناهيك عن البوفيهات المفتوحة. 

تفريغ طاقة 
سمية سعد إبراهيم الضبع منظمة رحلات سفاري بمنطقة العوير بدبي، تؤكد أن المخيمات تشهد إقبالاً كبيراً لما يميزها من إتاحة الفرصة للاستمتاع بأجواء تجتمع فيها العائلة مع بعضها بعضاً، بحيث تبقى الصحراء ورحلات البر الوجهة المثالية لعشاق السهر في الأجواء الهادئة تحت النجوم اللامعة ليلا، وفرصة لا تنسى للإقامة والتخييم والتمتع بأفضل الأوقات مع العائلة والأصدقاء، وخاصة أن منطقة العوير تتسم بكثرة المسارات الرملية التي تساعد الزائر على الوصول إلى مكان التخييم، وتكثر بها بيوت الجِمال والواحات الصغيرة، وتنتشر أشجار البانيان والنخيل كما يوجد الكثيرة من الطيور البرية.

جزر أبوظبي ومزارع العين.. فرصة مثالية لاستكشاف الطبيعة
مع حلول فصل الشتاء، يبدأ عشاق التخييم في الصحراء بالبحث عن أماكن جديدة تنعم بالهدوء، وتوفر الراحة والطمأنينة لمرتاديها بعيدا عن ضوضاء المدينة، لاسيما أنها تسمح باستكشاف طبيعة الصحراء وأسرارها من خلال مجموعة من المرشدين الذين خبروا طرقاتها وثقافتها وعاداتها، حيث قال سلطان محمد الكراني مرشد سياحي إماراتي وعضو مجلس إدارة جمعية الإمارات للمرشدين السياحيين، بالنسبة للرحلات العائلية تنقسم إلي موسمين، موسم الصيف والموسم الثاني في الشتاء، في الصيف أغلب العائلات تفضل الأماكن المغلقة التي تزخر بها الإمارات، في فصل الشتاء تفضل العائلات الأماكن المفتوحة للاستمتاع بالأجواء الجميلة، ويركزون على الرحلات الصحراوية ورحلات المزارع في العين والجزر الموجودة في أبوظبي مثل جزيرة صير بني ياس.
وأوضح أن العائلات بالطبع يكون لديها ميزانيات مختلفة، وقال: نحن كمرشدين ننصح العائلات حسب الميزانية المتاحة، ومن خبرتي في مجال الإرشاد السياحي، فإن القادمين من خارج الدولة يحبون زيارة أبوظبي بشكل خاص والإمارات بشكل عام ولسبب مهم وهو نعمة الأمن الأمان التي تعم ربوع الدولة، وهذه الميزة تجعل الأسر مع أطفالها يزورون الإمارات ويتجولون فيها بكل أريحية وبكل ثقة، بالإضافة إلى ترحيب الناس والمجتمع بالضيوف وتآلفهم مع الزوار، مشيراً إلى أن فترة تفشي جائحة كورونا شهدت زيادة ملحوظة في الإقبال على السياحة الداخلية، وأصبحت الأسر تبحث عن فرص ترفيه في الداخل، ودائماً ما تكون الصحراء ضمن الخيارات الأولى. 

ليوا الخيار الأول للتخييم
تتميز صحراء ليوا بمكانة بارزة وأشهر أماكن رحلات البر والتخييم في أبوظبي، وتعتبر الوجهة المثلى لعشاق الصحراء وهواة السهر تحت النجوم اللامعة، كما تعد من أشهر المناطق التي يلجأ إليها الكثير من الأسر والعوائل للتخييم أثناء فصل الشتاء، فليوا لها طابع خاص يميزها عن باقي المناطق لما تتميز به من مزارع النخيل وواحات غناء تجعلها وجهة مفضلة للكثير من محبي الطبيعة والهدوء، وتتميز بإمكانية ممارسة الكثير من النشاطات مثل التزلج على الكثبان الرملية، وممارسة المغامرات ورياضات السيارات على الرمال، وهي أنشطة  تدخل السعادة على نفوس الكبار والأطفال، وتبقى محفورة في ذاكرة الجميع مهما طال الزمن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©