الإمارات قبلة المشاهير العالميين، وخصوصاً في هذه الفترة من الموسم، حيث تزدهر الأنشطة والفعاليات في مختلف إمارات الدولة، ولكن ما حدث في استضافة النجم العالمي ستيف هارفي في الدولة يجب أن نتوقف عنده.
العالم يعرف جيداً ما هي الإمارات، ويعرف برج خليفة، وجامع الشيخ زايد، ومتحف اللوفر والحدائق والأسواق، لكن من المهم أن يعرف العالم أصالة المجتمع الإماراتي وقيمه وتسامحه وترحيبه بالآخرين، لربما نحن لا نعلم الكثير عن المناطق السياحية اليابانية، لكننا نعلم أن الشعب الياباني يتمتع بقيم أخلاقية ومهنية كبيرة، حتى إن البعض ربما يبالغ في سرد القصص عن مواقف خيالية لم تحصل على أرض الواقع، ولكن هي الآثار التي ترتب على ما نقل إلينا عن اليابانيين.
ستيف هارفي مثال في زيارته الأخيرة بمخالطته للمجتمع الإماراتي المحلي، فالإمارات لديها تنوع ثقافي كبير على المستوى المحلي، وغالباً ما يعجب الزوار بهذه العادات المحلية التي تؤكد في رسالتها تمسك المجتمع بقيمه وأصالته مهما تغير الزمن وبلغ التطور، هذا الأمر لن يتحقق بالتقاط النجم العالمي صورة له في أعلى مبنى في العالم، وإنما يتحقق من خلال ملامسة الضيوف للمجتمع الإماراتي.
لا ندعي الكمال، ولكننا كمجتمع أصبحنا ذي خبرة في التعامل مع مختلف الثقافات واحترامها، حتى ولو كانت غريبة علينا نوعاً ما، لذلك إذا ما أردت أن تلمس معنى التعايش يمكنك أن تتجه الى مطعم ستجد عشرات الثقافات من حولك، وعشرات الجنسيات، لكن كل منهم يحترم الآخر، وكل منهم إذا ما نظر إليك سيبتسم، هذا الأمر ليس من فراغ بالطبع، هي معادلة وتركيبة أساسها المجتمع المحلي الذي فرض سمو أخلاقياته على كافة شرائح المجتمع، هذا الفرض لم يكن بقوة القانون، ولكن بقوة الجذب والإعجاب الذي حظي به المجتمع الإماراتي. هذه السمعة هي كنز الإمارات، وهي الأكثر قيمة من كل مبنى.