الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مشاهير السوشيال.. «ثروات بضغطة زر»

مشاهير السوشيال.. «ثروات بضغطة زر»
18 ديسمبر 2020 00:54

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

كانت حليمة إنسانة بسيطة تعيش في قرية لا أحد يعرف عنها أي شيء، تقوم بواجباتها اليومية من زراعة وتربية دواجن وحيوانات أليفة، إلى أن جعل منها أحد مشاهير «السوشيال ميديا» نجمة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اتخذ من عفويتها مادة مؤثرة تجذب آلاف المتابعين، وفي ظرف وجيز من حياة «أمي حليمة»، كما يحلو للكثيرين تسميتها نظراً لسنها، ظهرت علامات الثراء عليها، وأصبحت تتنقل في سيارة خاصة، وتستضيفها بعض القنوات.
ضغطة زر الإعجاب التي يراها البعض فعلاً عادياً بمحتوى إلكتروني معين، قد تغير حياة الآخرين وتجعل منهم مشاهير يحققون مداخيل كبيرة من وراء حساباتهم، ناهيك عن حصيلة الدعاية والإعلان.

وأكد الدكتور سرحان المعيني الخبير الإلكتروني ومؤلف كتب في هذا المجال: إن المحتوى الترفيهي يتصدر المتابعات، ويلقى قبولاً كبيراً من طرف الأطفال والشباب، وإن بعض الحسابات التي تصنع مثل هذا المحتوى ظاهرة في كل المجتمعات، حيث بات بعض الأطفال يحققون مشاهدات تفوق الخيال، ولعلَّ ما فتح المجال أمام هذه الطفرة هو تطور وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم وجود ضوابط لهذا المجال المفتوح الذي لا يتطلب مجهوداً يذكر إلا عدداً معيناً من ضغطات الإعجاب بالمحتوى، أو إعادة نشره ومشاركته مع الآخرين، وكتابة تعليق بسيط.
واقترح أن تكون هناك جهة متخصصة تضع ضوابط لهذا المجال، وتراقب محتواه، وأبدى أسفه على المحتوى الضعيف الذي لا هدف لأصحابه إلا جني الأرباح، ودعا إلى تخصيص مشاهير السوشيال ميديا 20 في المائة من مداخيلهم التي يجنونها من خلال أنشطتهم على هذه المنصات كخدمة مجتمعية، فحسب بعض التقارير، فإن المنشورات المدعومة من قبل مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي زادت بنسبة تصل إلى 150 بالمائة.

تناول جديد
وأوضح المؤثر إبراهيم الذهلي أن عالم السوشيال ميديا حقق قفزات كبيرة جداً، لأنه تطرق لمواضيع كان يصعب تناولها فيما سبق، وتخطى الإعلام التقليدي في بعض الجوانب، وبالنسبة لبعض الناس فإن هذا النوع من «الإعلام الجديد» ملأ بعض الفراغ، كما أنه يتناسب مع سرعة هذا العصر، ولاسيما أن أغلب الشباب والمراهقين وبالأحرى الكثير من الناس في هذا الوقت ليس لديهم صبر ويشعرون بالملل، ولهذا وجد مشاهير السوشيال ميديا مكانة بين هؤلاء الناس الذين يتابعون وبشغف كبير مواد هذا العالم المتنوع، وقال: ما ينطبق على «الفاست فود» ينطبق على محتوى هذا العصر فطالب الأكل يريد طعاماً سريعاً بنكهة طيبة، دون أن يتطلع إلى ما تحتويه من فائدة للجسم ومن فيتامينات، فهكذا هو بعض المحتوى السريع الذي لا يتضمن أي معلومات مفيدة، ومع ذلك يحظى بمتابعة كبيرة، ويحقق لأصحابه أرباحاً طائلة.

صناعة التغيير
وأضاف الذهلي: الشهرة سيف ذو حدين، فقد تساهم في بناء المجتمع عن طريق التطرق لبعض القضايا، وهناك نوع من المشاهير الذين يتخذون من الترفيه مطية للوصول إلى رقم معين ولا يهمهم المحتوى، وحسب الذهلي، فإن بعض المؤثرين حققوا أرقاماً خيالية من المتابعات بسبب لقطة أو أغنية لا معنى لها، وهؤلاء راكموا ثروة كبيرة نتيجة عدد الإعجاب، وأصبحوا يسافرون بطائرات خاصة، ويحصدون أموالاً طائلة من الإعلانات، مؤكداً أن شركات الدعاية تهتم جداً بمثل هؤلاء المشاهير، لأن الشركة لا يهمها المحتوى بقدر ما يهمها الانتشار والحساب الضخم. وحمل الذهلي المسؤولية لمنابر المحتوى التقليدي وحثه على القيام بالتوعية لردع انتشار المواقع التافهة، وحذر من انتشار وتفشي التفاهة في المجتمع، كما حمل الأسرة مسؤولية توعية أبنائها حتى لا ينساقوا وراء صناع مثل هذا المحتوى أو يتخذوا هؤلاء قدوة لهم، وتعليمهم كيفية إدارة إعجاباتهم وتعليقاتهم، وألا يقوموا بالضغط على زر الإعجاب بأي محتوى إلا إذا كان جيداً.

ضوابط
وعن الضوابط القانونية لهذا المجال الواسع، قال الدكتور عبدالرحمن المعيني أمين السر العام لجمعية الإمارات للملكية الفكرية: صدر القانون الاتحادي رقم 2 لسنة 2006 في شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وصدر المرسوم بقانون اتحادي رقم 5 لسنة 2012 في شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، والذي حل محل القانون الاتحادي رقم 2 لسنة 2006 المشار إليه، وبهذا يعاقب بالحبس والغرامة من خالف أحد نصوص القانون أو القوانين الأخرى، ومنها: قانون حق المؤلف، وقانون العلامات التجارية، وقانون الملكية الصناعية، وقد نظم المجلس الوطني للإعلام حصول المؤثرين والمشاهير على رخصة لمزاولة أنشطة إعلامية، حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي زيادة ملحوظة في عدد المؤثرين ومشاهير التواصل الذين يزاولون أعمال الدعاية والترويج، سواء عبر التغريدات أو مقاطع الفيديو مقابل أجر مالي عبر حساباتهم، ووفقاً لبعض التغريدات يحصل بعضهم على مبالغ مالية تصل إلى 100 ألف درهم في الإعلان الواحد.

تعديل
وعن التدقيق على المحتوى وكيفية التعامل مع المؤثر قال: إن التواصل الاجتماعي وسيلة فعالة في الوضع الراهن لجذب الجمهور وفعاليته من حيث المشاركة في الخبر والمحتوى الرقمي والتفاعل سواء الإيجابي أو السلبي ودورها في تزايد عدد المتابعين في الحساب، مما قد يدفع أصحاب مواقع التواصل الاجتماعي إلى استغلالها لأغراض غير سليمة وغير قانونية منها الترويج لبعض البضائع المقلدة ومروجي الإشاعات، والبعض الآخر استخدمها لأغراض نبيلة كمساعدة المحتاجين، ولكن في حال التعديات على الشركات والقوانين الوطنية فهنا يتم معاملتها، سواء في حال أي نوع من التعدي على القانون وتطبق عليها العقوبات المخولة في القانون، مثل نشر كتاب مقرصن يتم التعامل معه كأنه قام بطباعة الكتاب من دون أخذ الموافقة من المؤلف، ولذا تطبق عليه العقوبة وفقاً لقانون حق المؤلف. ولذا وجب على أصحاب الحقوق المبادرة والإبلاغ للجهات الرسمية عن هذه التعديات. وهناك أيضاً لأصحاب الشركات حق التوجه إلى هيئة تنظيم الاتصالات وأجهزة الشرطة في حال وجود مواقع للتواصل الاجتماعي تخترق حقوقهم، ومن الممكن حجب هذه المواقع وإلغاؤها، ولذا يكون الأثر كبيراً على صاحب موقع التواصل الاجتماعي من خسارة لملايين المتابعين وسنوات الجهد، وتقوم هيئة تنظيم الاتصالات بشكل دوري بمتابعة هذه المواقع من خلال برامج إلكترونية تراقب وتحد من اختراقات هذه المواقع للقوانين وحجبها.

تخطي الحساب 100000 متابع
بداية جني الأرباح تبدأ عندما يتخطى المؤثر حاجز 100 ألف متابع، شريطة أن يكون الحساب حقيقياً وليس وهمياً، حيث أكد محمد الأمير مدير للمتصفح والمساعد الذكي لهواتف هواوي، محاضر ورئيس تحرير الصفحة الرئيسة لياهو الشرق الأوسط سابقاً، أن حصد الأموال يبدأ بعد تحقيق هذا الرقم شريطة أن يملك معدلات التفاعل التي تؤكد للمعلن أن هذا الرقم حقيقي ومن جماهير متفاعلة.
وعن سر جذب المشاهدين وحصد الأرباح الطائلة، قال الأمير: إن المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي يحصدون الكثير من الأموال، ووفقاً لتقرير مؤسسة العام الماضي، فإن المؤثرين في الإمارات يتقاضون ما بين ألف إلى خمسة آلاف دولار مقابل المنشور الواحد على حساباتهم، ويزيد الرقم إلى عشرة آلاف دولار للمنشور أو «البوست» الواحد، وهذا لنحو 5% من المؤثرين ممن يملكون قاعدة جماهيرية كبيرة، ويرجع هذا إلى إيمان أغلب العاملين في مجال التسويق بقدرتهم على إيصال رسالتهم إلى الجمهور المستهدف وتحقيق أهداف حملاتهم الإعلانية.
وعن آلية الوصول إلى حساب مؤثر، أكد الأمير ضرورة توفر عدة عناصر، منها معدل الوصول لعدد كبير من الجمهور، ثم معدل تفاعل الجمهور مع هذا الشخص، بمعنى، هل يعلقون على منشوراته؟ هل يعيدون نشر فيديوهاته المؤثرة؟ طبيعة الجمهور المستهدف، بمعنى أن لاعب كرة القدم لن يكون هو المؤثر المناسب لمخاطبة سيدات مجتمع ما لنشر محتوى إعلاني عن ماركات نسائية، فالمؤثر في النهاية هو صانع محتوى مثل محطة تلفزيونية أو موقع إلكتروني متخصص.

ضربة حظ
رأت المؤثرة ديما الأسدي أن المصادفة تلعب أحياناً دوراً كبيراً في شهرة بعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يتحقق الاستمرار لمن يعمل بجد ويختار المواضيع الهادفة، ليجد له مكاناً في هذا الفضاء اللامحدود، والذي لا تحكمه مقاييس معينة، وأنها اشتغلت على نفسها كثيراً وتعبت حتى حققت شهرتها الحالية، موضحة أنها بدأت في الوقت الذي كان لا يشهد مثل هذا الزخم الحالي، وأن التحدي الأكبر بالنسبة لها يتمثل في الاستمرارية.
وعن كيفية التأثير وتحقيق متابعات كثيرة ومن ثم تحقيق الشهرة، قالت: هناك عدة عوامل لنجاح صاحب الحساب، منها القبول والكاريزما والحضور في المكان المناسب.
وأضافت: المؤثر من يغير نظرة الأشخاص لموضوع معين أو قضية معينة، بينما المشهور قد يكون مشهوراً وليس مؤثراً وليس له رسالة، فهناك أطفال يحصدون آلاف المشاهدات ولا ينطبق عليهم لقب مؤثر، وما جعل هذه الحسابات تنتفخ وتتضخم هو الفراغ الترفيهي، مما جعل البعض يتجه لهذا المجال وبالتالي حصد الأموال الطائلة.. وبالنسبة لي لقد وظفت شهرتي في التطرق لمواضيع جادة للتوعية بالأمومة، إلى جانب مواضيع أخرى اجتماعية، وبالتالي، فإنني أنصح بضرورة تأطير الشهرة والمسؤولية المجتمعية.

ضوابط
من ضوابط ممارسة أنشطة الإعلام الإلكتروني التي أقرها المجلس الوطني للإعلام:
- يكون كل طالب ترخيص مسؤولاً مسؤولية قانونية كاملة عن صحة البيانات الواردة في طلب الترخيص، وفي حالة ثبوت عدم صحة أي من تلك البيانات يحق للمجلس إلغاء الترخيص.
- على جميع أصحاب التراخيص تنفيذ كل ما يخطرهم به المجلس من قرارات تتعلق بممارسة النشاط المرخص به، وذلك خلال المواعيد التي يحددها المجلس.
- الالتزام بمعايير المحتوى الإعلامي والإعلاني المنصوص عليها في القوانين والأنظمة.
- احترام توجهات الدولة لتعزيز هويتها الوطنية ودمج المواطنين في سوق العمل الإعلامي.
- احترام المبادئ الأخلاقية في العمل الإعلامي بما فيها الخصوصية وحق الجمهور في الوصول للمعلومات والتفاعل مع الفضاء الإعلامي.
- تطبيق أرفع المعايير المهنية والأخلاقية في عملها للحفاظ على جودة المخرجات الإعلامية.
- اللجوء للقنوات القانونية المتوافرة في دولة الإمارات للوصول إلى حلول للقضايا والمشكلات.
- تجديد التراخيص خلال المواعيد المقررة وإلا اعتبرت ملغاة.
- التقيد بالتعليمات التي يصدرها المجلس والجهات المختصة في حالات الطوارئ أو الأزمات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©