عدد اليوم
منى الحمودي (أبوظبي)
كشفت مدينة الشيخ خليفة الطبية عن نجاح أول عملية لتطويل الساق لطفل باستخدام تقنية «مسمار النخاع بريسايز» (PRECICE Nail)، وتعد التقنية ثورية حديثة تستخدم للمرضى الذين يعانون تبايناً في طول أطرافهم. بمعنى آخر، لديهم ساق واحدة أقصر من الأخرى.
طلال، البالغ من العمر عشر سنوات يعاني قصراً في إحدى ساقيه، وقد خضع للجراحة في شهر فبراير من العام الحالي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، وذكر والده سالم البوسعيدي أن طلال تعرض لحادث سيارة عندما كان في الثانية من عمره. وتابع أبو طلال، «عندما أصبح في السادسة من عمره، اكتشفنا أن الركبة لم تكن تنمو، وأن ما يقرب من 70% منها مات، وأن 30% فقط كانت تنمو، ما جعلها أقصر من ساقه اليسرى». أجرى طلال أول عملية له خارج الدولة عام 2016 ويصفها والده بأنها فترة عصيبة في حياته، وقال: «لقد عانى كثيراً لقد كان الجهاز ضخماً ومؤلماً، وكان طلال بعيداً عن والدته التي لم يكن يفارقها قبل ذلك. لقد كان عاماً صعباً».
وكان من المقرر أن تسافر الأسرة العام الماضي لإجراء جراحة أخرى، لكن الأسرة اختارت إجراءها في مدينة الشيخ خليفة الطبية بالتقنية الجديدة. وسيحتاج إلى مزيد من العمليات الجراحية حتى يبلغ الثامنة عشرة من عمره لإطالة وتقويم ساقه.
وذكر الدكتور مايكل أوغلو استشاري جراحة عظام الأطفال ورئيس قسم العظام بالإنابة في مدينة الشيخ خليفة الطبية أن العملية تكللت بالنجاح، وحققت نجاحاً ملحوظاً في طول عظمة الساق منذ إجراء العملية مطلع هذا العام.
وأشار إلى أن التقنية الجديدة تفوقت على التقنيات التقليدية التي كانت عبارة عن مثبت خارجي لإطالة العظام، حيث كان هذا المثبت كبيراً وغير مريح للمرضى، خاصة لمن هم أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات.
وأوضح أنه أثناء الجراحة التي تستغرق ساعتين، يقوم الجراح بعمل ثقب في العظام، ويتم تثبيت المسمار في الداخل، وأن مسمار النخاع عبارة عن قضيب يدخل في تجويف النخاع بتقنية المناظير، ولديه القدرة على التمدد. ويتم قطع العظم جراحياً بنفس طريقة قطع العظم في التقنية التقليدية للتثبيت الخارجي، ما يؤدي إلى كسر العظم بطريقة يُمكن التحكم بها. وعادة ما يخرج المرضى من المستشفى بعد ثلاثة أيام من العملية. وأضاف بعد العملية تتم الإطالة عن طريق استخدام جهاز مغناطيسي خارجي يوضع على سطح الجلد، ومن خلال تشغيل هذا المغناطيس يتحرك المحرك المغناطيسي الموجود داخل مسمار النخاع، ما يؤدي إلى إطالة القضيب، وبالتالي إبعاد جانبي العظمة المكسورة عن بعضهما، مما يحفز بناء عظم جديد، ومع كل استخدام للجهاز المغناطيسي يتم إبعاد جانبي العظم، وتحفيز المزيد من البناء إلى أن نصل للطول المطلوب، وعند الوصول إلى الشفاء الكامل يصبح العظم الجديد صلباً وقوياً.
ولفت الدكتور مايكل أوغلو بأنه يتم استخدام المغناطيس بعد الجراحة، بمعدل ثلاث مرات في اليوم لإطالة العظام بمعدل 1 ملم. موضحاً بأن معدل الإطالة الأسبوعي هو7 ملم، وسيستغرق الأمر عاماً كاملاً للوصول إلى زيادة في الطول قدرها 5 سم.
