الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحذيرات غربية لبايدن: العالم لا يحتمل تكرار أخطاء أوباما لولاية جديدة

تحذيرات غربية لبايدن: العالم لا يحتمل تكرار أخطاء أوباما لولاية جديدة
17 ديسمبر 2020 03:13

دينا محمود (لندن)

مع بدء العد التنازلي لدخول الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن البيت الأبيض، بعد تأكيد المجمع الانتخابي فوزه في السباق الرئاسي الأخير، تتوالى تحذيرات الخبراء الغربيين من خطورة أن يحاول الساكن الجديد للمكتب البيضاوي، تبني خيارات السياسة الخارجية الخاطئة، التي سبق تطبيقها خلال إدارة باراك أوباما، التي حكمت الولايات المتحدة بين عاميْ 2009 و2017، وخدم بايدن فيها نائباً للرئيس.
 ووفقاً لهؤلاء الخبراء، سيكون من الخطأ أن يكرر الرئيس الأميركي «الأخطاء الفادحة، التي ارتُكِبَت على صعيد السياسة الخارجية في عهد الرئيس الديمقراطي الأسبق»، لأن الوضع العالمي الآن تغير بشكل كبير عما كان عليه قبل أربع سنوات من جهة، وفي ضوء تبني أوباما «مواقف متساهلة» للغاية، حيال عدد من خصوم أميركا الألداء على الساحة الدولية، من جهة أخرى.
وفي مقال نشرته صحيفة «دَيلي تليجراف» البريطانية ذات التوجهات المحافظة والمعروفة بقربها من حزب المحافظين الحاكم، شدد المحلل المخضرم كون كوجلين، على ضرورة أن يسعى بايدن، الذي قضى عقوداً طويلة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، للاستفادة من إرث الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، بدلاً من السعي إلى تبني سياسات مغايرة تماماً، لتلك التي انتهجتها الإدارة الجمهورية الحالية.
وأكد كوجلين أن على بايدن إدراك «أننا نعيش الآن في عالم، لا يمكنه ببساطة، تحمل أربع سنوات أخرى من السذاجة السياسية، على غرار تلك التي انغمس فيها أوباما»، خصوصاً في ظل صعود نجم قوى إقليمية ودولية، تحكم بعضها أنظمة مارقة. 
وأشار إلى أن الاستعانة بشخصيات خدمت من قبل في إدارة باراك أوباما لتعود إلى البيت الأبيض مع بايدن، مثل وزيريْ الدفاع والخارجية المرشحيْن الجنرال لويد أوستن وأنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي المرشح كذلك جيك سوليفان، «تنذر بأن الرئيس المنتخب سيتبنى النهج الذي سبق أن تبناه أوباما، خلال فترتيْه الرئاسيتيْن، دون إدراك منه لحجم التغيرات التي طرأت على الساحة الدولية منذ 2017».
وقال كوجلين: إن ذلك «يجعل من الصعوبة بمكان الدفاع عن تلك الأخطاء المؤسفة التي تعامل بها أوباما مع أعداء واشنطن»، معتبراً أن الاندفاع للتوصل إلى الاتفاق النووي المعيب مع إيران في ربيع عام 2015، يشكل نموذجاً للأخطاء التي ارتكبتها إدارة أوباما على الساحة الدولية، رغم أن الرئيس الأميركي الأسبق نفسه، ما يزال يرى أن هذه الصفقة «تتوج ما يعتبره إنجازات لإدارته في مجال السياسة الخارجية». 
فالاتفاق أدى إلى «إهدار عشرات المليارات من الدولارات، في صورة أموال تم منحها لإيران، وسمحت لها بالعمل على توسيع رقعة نفوذها الإقليمي المرفوض وغير المرغوب فيه، فضلاً عن ذلك، لم تمنع شروطه طهران من مواصلة جهودها للحصول على مواد قابلة للاستخدام لتصنيع أسلحة نووية. 
 وحرص كوجلين على إبراز الجهود التي بذلتها إدارة ترامب لمعالجة تلك «الإخفاقات المؤسفة لإدارة أوباما، بعدما تفهم الرئيس الجمهوري تماماً طبيعة هذه الأخطاء، وسعى خلال فترة ولايته إلى إجراء تحول جذري في نظرة واشنطن إلى العالم، على نحو تم في إطاره ممارسة ضغوط شديدة الوطأة على أعداء بلاده على الساحة الدولية، بدلاً من الانغماس في التعبير بشكل ساذج عن حسن النية»، كما فعل سلفه الديمقراطي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©