الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الملتقى» يناقش رواية «زوج امرأة الرصاص..»

عبد العزيز بركة خلال المناقشة (من المصدر)
17 ديسمبر 2020 03:10

فاطمة عطفة (أبوظبي)

كانت رواية «زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة» للكاتب السوداني عبد العزيز بركة ساكن موضوع جلسة افتراضية، نظمها أول أمس صالون «الملتقى الأدبي»، وأدارت الجلسة أسماء صديق المطوع، مؤسسة الملتقى، مرحبة بالكاتب الضيف، مشيرة إلى أهمية أعماله الروائية، ومنها العاشق البدوي، الطواحين، رماد الماء، الجنقو مسامير الأرض، مسيح دارفور، منوهة بأنه لا يخلد أدب كبير دون أن يتعرض لتابوهات المجتمع وإشكالات الماضي وإسقاطاته على المجتمع وشرائحه. والاقتراب الجريء من هذه التابوهات هو ما يميز روايات عبد العزيز بركة ساكن، كما أن اللغة السردية عنده متنوعة بعدة لغات، فهو ينتقل ما بين الدارج والفصيح والشعبي والديني والماركسي، وجميعها تعمل في تناغم مدهش على توطيد العلاقة بين السرد بوصفه أداة للتعبير والتابوهات، متحدياً مسلمات القارئ وقناعاته.  وتحدث الكاتب، مشيراً إلى أنه يميل إلى اللغة العامية في كتابة الرواية، لأنها تعبر بصدق كبير عن حياة الناس من مختلف الأعمال والطبقات والبيئات الاجتماعية المختلفة، بينما يرى أن الفصحى في العمل الروائي تبدو مسطحة وعلى نسق واحد، وهي غير قادرة أن تعبر عن هموم الناس وحياتهم اليومية، ولا تأخذ في الحسبان الفوارق بين الشخصيات، سواء من يعمل منهم في الصناعة، الزراعة، التجارة، أو المكتب. وأكد بركة ساكن على جمال التنوع وأهميته في المجتمع السوداني، سواء بين الشمال والجنوب، بين الشرق والغرب، أو بين القبائل العربية والقبائل الأفريقية. لكن الإشكالية التي زرعها الاستعمار، لم تستطع القوى الوطنية بعد الاستقلال أن تجد لها حلاً عادلاً.
وتابع الكاتب حديثه حول مشكلة الهويات والثقافات المختلة في بلاده، مؤكداً أن الانقلاب عام 1989 جاء بحكم الإخوان المسلمين الذين مزقوا النسيج الاجتماعي وفرقوا بين أبناء الشعب، دون أي مراعاة وطنية أو إنسانية حتى جعلوا البلاد أشبه ما تكون بقنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت. 
وعن جمالية اللغة وأهمية دراستها قائلاً: اللغة تأتي مع النيل، أنا تعلمت في جامعة أسيوط بجنوب مصر وأمضيت فيها أربع سنوات، كما أمضيت أربع سنوات للقراءة في مكتبة «قصر الثقافة». وفي روايته يصور البيئة الاجتماعية بأسلوب لافت إلى مقدرته وامتلاكه لأدواته الإبداعية، لكن العديد من الكلمات العامية غير مفهومة في العديد من البلدان العربية، وهذه الصعوبة قد تؤثر سلباً على العمل. والكاتب أوضح أن مترجم الرواية إلى الإنجليزية اضطر أن يضع في نهاية الكتاب شرحاً للكلمات، حتى يتمكن القارئ من فهمها واستيعابها. وهذه مشكلة كبرى ليست لصالح الرواية، رغم أهميتها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©