هكذا هي المرأة في حياتنا، وهكذا هي في الوجود، سؤال ينفتح على الأفق، ويسري في ثنايا الكون، ليؤكد أن للمرأة أشواق الطير، وأحلام الشجر، للمرأة فكرة الخلق والإبداع وصياغة العالم من قماشة الأهداب السمراء، ومن خيوط الشمس، تحيك فرحنا، وتنسج طموحاتنا للحياة، لنبقى في الأبدية، جداول، ومناهل، وجدائل، ومفاصل، وفواصل، وسحابات تنث، وتبث، وتحث على العطاء دوماً ولا تكف عن جدل التنامي، وجديد الإرواء.
المرأة هي هكذا خلقت لأن تعطي، وأن تحتضن الجهات الأربع، بجوانح أوسع من الفضاء، وأسمق من تلابيب النجوم، وأبسق من تلافيف الغيوم، إنها الوعد والعهد، والسعد، والرغد والمهد، والكد، والسد، والصد، والثلج والبرد، هي هكذا بدأت، وتمضي في الدنى شمعة ولمعة ونجمة ونعمة، وهي الطريق إلى البناء والارتقاء، والسير قدماً نحو غايات ورايات، ومنذ القدم والمرأة في الإمارات، مشت على الرمل، تحث الخطى باتجاه الإسقاء والإرواء، وحملت على عاتقها قطع الدروب، في البيداء، والشعواء، لأجل غصن توري به موقد الحياة، ولأجل عشبة تملأ بها بطون صغار جاشت مشاعرهم، بانتظار من تعود إليهم بقطرة ماء، أو حفنة طعام.
هكذا كانت، واليوم ترتفع هامتها على نفس المنوال، متحدية الظرف بكل ما تعنيه الإرادة الأنثوية من جلد وصبر، وصرامة، وحزم، وجزم، إنها المرأة الحديدية الطالعة من تجليات الصحراء، وتطلعات مجتمع آمن بأن المرأة العمود الفقري لجسد مجتمع التأمت قناعاته بأنه جسد من رئتين، الرجل، والمرأة في الصدر، الشهيق والزفير، هما في القانون الطبيعي، جناحا الطير، هما زعنفتان لكائن واحد، لطموح واحد، لسعي واحد نحو المستقبل، نحو الحلم الأزهى، نحو لغة تكتب تاريخها امرأة آمنت أنها ليست النصف، بل هي في الكل رقم صعب، يتجلى في قوته، صعوبة عدم الانتباه إلى جلجلته وهو يحرك مكامن الوعي في العقول والحقول والسهول، ومرابع وطن يتكئ دوماً على خاصرة الحقيقة، والحقيقة هي امرأة تأزرت بالحب، واحتطبت في سفوح الأشواق، فأنبتت الأرض من تحت قدميها، عشب التطور، والارتقاء إلى فضاءات علال، ما لها أن تصل إلى شغافها لولا وجود قيادة تسدد الخطأ، وتنعم على عشاق الأمل، بخيرات التشجيع، وتسريع حركة النمو في الثنايا، والنوايا، والقيم، والشيم.