أعلنت منصة «يوتيوب» أنها ستبدأ إزالة مقاطع مصورة تضلل الناس بشأن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية، وهو إجراء يشمل ما قد ينشره الرئيس دونالد ترامب في المستقبل. وأعلنت منصة مقاطع الفيديو، المملوكة لشركة «جوجل»، أنها شهدت المزيد من الناس يتحولون إلى الموقع على مدار الأسابيع والشهور الماضية للحصول على المعلومات بشأن الانتخابات التي احتدم النزاع عليها. وبعد مرور أكثر من شهر على الانتخابات التي أُجريت في الثالث من نوفمبر، رفض ترامب التسليم بخسارته أمام الرئيس المنتخب جو بايدن، وعكف على الترويج لوجهة نظر مفادها وقوع تزوير واسع النطاق وسوء إدارة في عملية فرز أوراق الاقتراع. 
وتحتوي قناة ترامب على «يوتيوب»، والتي تضم 2.5 مليون مشترك، على مقطع يشرح فيه الرئيس «المساعي الجارية لكشف التزوير والمخالفات الهائلة التي وقعت أثناء التصويت الطويل بشكل مثير للسخرية في انتخابات الثالث من نوفمبر». وعلى «تويتر» الذي يتمتع فيه ترامب بعدد أكبر من المتابعين، أطلق الرئيس أقوالاً مشابهةً رفضتها المحاكم ومسؤولي الانتخابات من الحزبين السياسيين الكبيرين في عدد من الولايات. ووصف موقع «تويتر» هذه المزاعم بشأن تزوير الانتخابات بأنها «مطعون فيها» وقيّد انتشارَها. وأعلنت «يوتيوب» في تدوينة في الأيام القليلة الماضية أن الحظر سينطبق على المحتوى الذي يبدأ نشره من تاريخ التدوينة؛ لأن هناك عدداً كافياً من الولايات أكدت النتائج التي تهدي الفوز لبايدن. وذكرت «يوتيوب»: «سنبدأ في إزالة أي محتوى يجري تحميله، ابتداءً من اليوم، يضلل الناس بشأن الزعم بوجود تزوير أو أخطاء واسعة الانتشار غيّرت نتيجة الانتخابات الأميركية عام 2020». وأضاف المتحدث باسم المنصة: «نطبق سياساتنا بصرف النظر عن شخصية المتحدث». 
والمقاطع التي نشرت قبل ذلك لن يطالها الحظر. وأحدث مقطع نشره ترامب على قناته كان قبل ستة أيام. وقبل الانتخابات لم يكن لـ«يوتيوب» خطة معلنة لكيفية التعامل مع مقاطع الفيديو التي تطعن في النتائج أو تكذب على المشاهدين بشأن النتيجة. وهذا على خلاف «فيسبوك» و«تويتر» اللذين أعلنا استراتيجيات مفصلة للتعامل مع التضليل الإعلامي. ومع استطالة أمد إحصاء الأصوات لأيام، روجت مقاطع مصورة كثيرة لنظريات التزوير والتلاعب في البرمجة. وأعلنت «يوتيوب» أنها جعلت هذا النوع من المقاطع يأتي في مستوى أدنى من نتائج البحث ولم تنصح المشاهدين كثيراً بمشاهدتها. لكنها لم تزلها؛ لأنها اعتبرتها «تعبيراً عن وجهات نظر» بشأن الانتخابات. 
وبعد إعلان فوز بايدن، واصل ترامب وأنصاره الترويج لفكرة تزوير الانتخابات. وفي نهاية نوفمبر، ناشد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، من الحزب الديمقراطي، «يوتيوب» كي تزيل المقاطع التي بها معلومات «خاطئة ومضللة» حول الانتخابات، في إدانة سياسية اختصت بها عادة «فيسبوك» و«تويتر». وأشار أعضاء مجلس الشيوخ إلى أن المقاطع «تسعى لتقويض ديمقراطيتنا وإلقاء الشكوك على مشروعية» إدارة بايدن القادمة.

مارك بيرجن وخيريت دي فيك
صحفيان أميركيان
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»