بقنواتها الجميلة والبحيرات التي صنعت الحياة الجديدة، ومظهرها البديع الذي يأخذك بعيداً لمدن الماء والأنوار، تاهت بوصلتي في منطقة كنت أعرفها مثل أصابع الكف من أزمنة الطفولة، كانت مكاناً مفضلاً لصيادي الأسماك والتمتع بالفضاء المفتوح والرمال البيضاء، من أم سقيم إلى غنتون وسيح شعيب.
منطقة جديدة تنبت على ساحل البحر، يحضر كل جديد وحديث لينير ويزهو بالمكان، من الأرصفة إلى العلو الشاهق والبحيرات الجميلة والعمران والمباني الزجاجية الجميلة، تسير في الطرقات، وكأنك في أرقى المدن الحديثة البديعة، منطقة تحولت من المساحة الرملية على حافة السيف إلى لؤلؤة تبرق بالرقي والجمال، تضيع دربك/‏ تتيه في طرقاتها وممراتها الحديثة جداً، بحيرات مائية من صنع الأفكار الجديدة تلتف حول المساكن والمباني، تزينها القوارب الجديدة واليخوت الحديثة، تحلق في ممراتها المائية طيور البحر، عالم من الحداثة يخرج من العدم، إبداع فني وعمراني، لن تصدق أنها تلك المنطقة التي كانت فضاء رملياً يوماً..
هذا الجمال يوازيه الأحدث أيضاً، تلك البحيرات والممر المائي، أو القناة التي خرجت من غدير الطير ونهاية خور دبي لتتواصل مع الخليج العربي مشكلة قناة كبيرة وممتدة أميالاً من المسار البحري، بحيث يتكون قلب كبير يحيط بالمدينة، يأتي المد البحري من مدخل الخور ويذهب بعيداً إلى نهاية المدينة، يتوقف هناك مكوناً حديقة من أشجار القرم، التي تعتبر قديماً من أماكن تعشيش الطيور البحرية..
الآن تأتي القناة المائية الجديدة لتوصل البحر بالبحر راسمة صورة بديعة من جمال الماء/‏ البحر..
لمعت أضواء المدينة، إضاءات الخور فأنارت سير العبرة التي تقطعه من بر ديرة إلى بر دبي/‏ الضفة الأخرى للمدينة، على صدر العبرة حطت جواري أحد طيور النورس البيضاء، لها منقار أحمر بلون الرمان وأصابع بلون «القرمز» الأحمر القاني، جاء هدير العبرة الجميل، يجدد زهو المدينة وفرحها الدائم، ابتسمت الأمواج الصغيرة التي تداعب جوانب العبرة، امتد الإبحار من أقصى الخور إلى أقصاه، ابتسمت الطيرة التي تحط بأمان جانبي للنسيم المسائي العليل، زغردت المدينة للمساء، وتراقصت الأنوار الملونة الزاهية على امتداد سطح البحر/‏ الخور..
هذه المدينة الحلم/‏ دبي الفرح والجمال، الآن تغني لعشاق الحياة والجمال والفن والموسيقى والإبداع، منذ القدم هي كذلك إلى أزمنة الماء والقنوات المائية الجديدة هذه، زهرة الشطين بر دبي وبر ديرة توهب الحياة والجمال والعشق.
تمنيت أن تظل العبرة مبحرة، لا تتوقف، ولكن دار الوقت سريعاً، الوقت يمضي فتنتهي رحلة الماء/‏ البحر، أرحل أنا وطائر المساء إلى المدينة وصخبها وزينتها وفرحها، نودع الماء، البحر والخور الجميل، هل تتحول مدينة الحب والأضواء إلى مدينة القنوات المائية البديعة، إنها مدينة باتساع الحلم، دبي العشق والجمال.