الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عطرك سر أناقتك.. فأي العطور يناسبك؟

العطور توجد حالة من البهجة والانتعاش (الصور من المصدر)
15 ديسمبر 2020 02:39

خولة علي (دبي)

تعكس العطور مظهراً من الأناقة والفخامة الخفية، وتوجد حالة من البهجة والفرحة والانتعاش تارة، والراحة والسكينة تارة أخرى، ولها تأثير كبير على الحالة المزاجية، فقد تربطه بذكريات سعيدة أو تنقل له ماضياً حزيناً، فتحمل الكثير من الدلالات. 

  • موزة الغفلي
    موزة الغفلي

وحول مكانة العطور وأهميتها، قالت موزة الغفلي خبيرة صناعة العطور: إن تصميم الروائح العطرية يعتمد على فصول السنة، حيث إن الزيوت العطرية تنقسم إلى عائلات مختلفة، منها الزهرية والمنعشة والخشبية والشرقية، ويتم اختيار الخط العطري لكل تصميم بطريقة تناسب الموسم الذي سيطرح فيه، ففي موسم الشتاء تتميز العطور باحتوائها على الروائح الشرقية والخشبية مثل دهن العود وزيت الصندل والعنبر والأخشاب، وفي الصيف يعتمد التصميم على الروائح الزهرية والحمضية، أما في الخريف فيشمل الروائح الزهرية والخشبية والتوابلية، وصولاً إلى الربيع فتهيمن الزهور على التصميمات. 

روائح قوية
ولفتت إلى أن العطور العربية تتميز بروائح قوية ونفاذة، تساعدها على وجود خاصية ثبات طويلة قد تمتد لأيام، بينما تعتمد العطور الغربية على الزهور والروائح الخفيفة، كما أن العطور العربية تميزت بندرة موادها المستخدمة في التصميم مثل دهن العود والعنبر والمسك والزباد، بينما تعتمد مصادر العطور الغربية على الزهور والحمضيات والفواكه، وعادة ما تشتهر العطور النسائية بالزهور والمسك والفواكه، بينما نلاحظ أن الرجالية تعتمد على الروائح الحمضية والجلدية والخشبية.

الثبات
وأوضح طارق أحمد تاجر عطور: تنقسم العطور من حيث نسبة التركيز إلى عدة أقسام منها بارفيوم، وأو دي تواليت، وأو دي كولونيا، طبعاً التركيز العالي والثبات نجده في البارفيوم، ويقل تدريجياً في الأنواع الأخرى، مشيراً إلى أن هناك مصادر مختلفة من العطور، منها، الحمضيات، التي تثير مشاعر الانتعاش والحيوية، ويرغب في هذا النمط الشخصيات الرياضية، التي تفضل أن تعيش في أجواء من النشاط الدائم. 

  • روائح العطور ترتبط بالمواسم
    روائح العطور ترتبط بالمواسم

ثقافة المجتمع 
ويوضح طارق الأسمر خبير العطور وصاحب قناة متخصصة في العطور: عندما نسترجع تاريخ صناعة العطور نجد أنها بدأت عند العرب الذين استخلصوا الزيوت العطرية من الأزهار والورد، وكان لهم الفضل في نقل تقنية صناعة العطور إلى أوروبا، ولا يمكن أن نتجاهل أساس ازدهار العطور في فرنسا، التي تعود إلى احتكاك الفرنسي ديمارلي بأصدقاء له في العالم العربي المهتمين بصناعات العطور وغيرها من الشواهد والبراهين، التي أكدت الفضل للعرب في صناعة العطور. 
ولفت إلى أن ثقافة المجتمع تحدد نوعية العطور، فكل دولة في الخليج لها طابعها العطري الخاص، فهناك خلطة أو مزيج عطري يشكل الطابع البحريني مثلاً، أو نوع عطري خاص بالبيئة العمانية كمزج اللبان في عطورها، وهذا التنوع جميل بحد ذاته، ويعطي قراءة دقيقة في عمق تراث وتاريخ البلد نفسه. 
ويؤكد الأسمر: أثبتت الدراسات العلمية أن هناك علاقة قوية بين العطر وتأثيره في استحضار الذاكرة، فوجود جزء في الدماغ تسمى باللوزة الدماغية ترتبط بحاسة الشم، مما يحفظ الكثير من الروائح على شكل مشاهد وصور مطبوعة في الذاكرة، فما أن يستنشق الفرد رائحة معينة، سرعان ما تفتحت طيات الماضي ويسترجع موقفاً وحدثاً أو حتى شخصية تربطه بعلاقة ما، كما أن الفرد قادر على اختيار العطر الذي يمثله ويجد نفسه فيه، فالبعض قد يفضل العطور القوية، ومنهم من يبحث عن الأنواع الباردة، كما أن العطور قد تكون أيضاً مفتاحاً لتحليل الشخصيات، والتعرف على سماتها. 

  • علي العوضي
    علي العوضي

الهرم العطري 
وعن سر التركيبة يتحدث علي العوضي المتخصص في صناعة العطور: عندما نتفحص تركيبة العطور نجدها تتكون من ثلاث طبقات يطلق عليها الهرم العطري، فكل طبقة لها وظيفة وخصائص معينة، وعادة ما تتكون القمة من زيوت الفواكه والحمضيات وكل زيت ذات تأثير نسبي عال، وتعمل زيوت الافتتاحية على الانتشار الواسع للعطر وتكون عادة سريعة التطاير ولا تدوم إلا لعدة دقائق، ثم الطبقة الوسطية أو القلب ويطلق عليه قصة العطر وما تحاكيه هذه الرائحة، لأن المتعارف عليه لدى معظم المصممين البدء بتصميم من الطبقة الوسطى، ثم القمة والانتهاء بالقاعدة، فالطبقة الوسطى أو القلب عادة ما تتكون زيوتها من الورقيات والورود، بالإضافة إلى الأزهار والحبوب وتدوم رائحة الزيوت فالعطر له مدة أطول تصل من 4 إلى 6 ساعات، أما الطبقة الأخيرة وهي القاعدة فهي تعتبر من زيوت التثبيت، فتعمل على زيادة بقاء العطر بالإضافة للنكهة الشرقية الجميلة، حيث تتكون زيوت القاعدة من الخشبيات والدهان كالعود والمشتقات الحيوانية مثل المسك والزباد والعنبر والجلود، بالإضافة للجذور والأحجار، وجميعها تعتبر ذات تأثير نسبي منخفض وتدوم من 7 إلى 12 ساعة.

نصائح مهمة
قدمت خبيرة العطور موزة الغفلي نصائح مهمة عند اختيار العطر، منها تجربة العطر قبل شرائه بفترة عن طريق رشه على الجلد وتركه لفتره لا تقل عن ربع ساعة، للتمكن من معرفة رائحته بعد التفاعل مع الجلد، وللحصول على الرائحة النهائية، حيث إن جلد كل إنسان يفرز مواد تتفاعل مع مكونات العطر الملامس له، وتنتج رائحة جديدة، ولا بد من رش العطر على الملابس بطريقة مباشرة على أن نراعي ترك مسافة مناسبة بين العطر والسطح الملامس. ولتثبيت رائحة العطر، نصحت بالتبخر بخشب العود أو الدخون ومزامنة رش العطر بالوقت نفسه؛ لأن الدخان المتصاعد من البخور يلتصق بالسطح الرطب، الذي تعرض لرذاذ العطر، وهكذا تثبت الرائحة.

تحذير
حذر علي العوضي المتخصص في صناعة العطور من تجاوز التحذيرات الصحية الخاصة بتركيب العطور لأن ذلك يهدد صحة الإنسان، وبالتالي يكون للعطور تأثير شديد، على الرئة والجيوب الأنفية، مشدداً على عدم استخدام الكحول المخالف بغرض تقليل قيمة تكاليف الإنتاج لأنه يشكل ضرراً على المستهلك.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©