تواترت في الأيام الأخيرة أخبار حصول أنواع عدة من التطعيمات ضد فيروس كوفيد-19، على تصاريح وموافقات من الجهات الصحية الرسمية في بعض الدول، مع التوقع بأن تتوالى المزيد من التصاريح والموافقات خلال الأيام والأسابيع القادمة. ورغم أن هذه التطعيمات تهدف جميعها لتحقيق الوقاية من العدوى، أو على الأقل تجنب المضاعفات الخطيرة والقاتلة أحيانا، فإنها تختلف وتتباين فيما بينها في الأسس العلمية أو التكنولوجيا الحيوية التي تعتمد عليها.

حيث يعتمد التطعيم الروسي على فيروسين يسببان نزلات البرد الشائعة، تم تحميلهما بالجينات الوراثية المسؤولة عن إنتاج النتوءات أو الأشواك الموجودة على سطح فيروس كورونا. وبالتالي، عند إنتاج هذه النتوءات داخل جسم الإنسان، يتعرف عليها جهاز المناعة ويصنفها كجسم غريب، ليكوّن أجساماً مضادة تجاهها، تهاجم الفيروس الحقيقي وتقضي عليه. ويتشابه تطعيم أكسفورد مع التطعيم الروسي في التكنولوجيا البيولوجية، حيث يتم دمج جينات من فيروس كورونا داخل فيروس آخر يعمل كحامل أو كناقل، ولكن في هذه الحالة اختار علماء أوكسفورد فيروس يسبب نزلات البرد في قردة الشمبانزي.

وكما يتشابه التطعيمان الروسي وتطعيم أكسفورد في التكنولوجيا، يتشابه أيضاً التطعيمان الأميركيان: تطعيم شركة مودرنا، وتطعيم شركة فايزر بالتعاون مع بيونتك الألمانية. ويعتمد هذان التطعيمان على ما يعرف بالحمض النووي الريبوزي (mRNA)، وهو جزء أيضاً من المادة الوراثية لفيروس كورونا، ومسؤول عن تكوين نتوءات الفيروس. وما يحدث أيضاً في هذه الحالة أنه عند تعرف الجسم على هذه المادة الوراثية الجديدة والنتوءات الغريبة، يسارع جهاز المناعة في تكوين أجسام مضادة تكون جاهزة لصد الفيروس عند وقوع العدوى الحقيقية.

وجدير بالذكر أن التكنولوجيا الروسية والبريطانية معروفة منذ عشرات السنين، وتشكل الأسس التي تعتمد عليها حالياً التطعيمات الأخرى شائعة الاستخدام ضد أمراض عدة، مثل الحصبة والنكاف وشلل الأطفال. أما التكنولوجيا الأميركية فهي جديدة، ولم تُجرب من قبل، وإن كانت الدراسات السريرية في المرحلة الثالثة، تظهر فعالية وكفاءة متقاربة لحد كبير، لجميع أنواع التطعيمات سابقة الذكر، وبغض النظر عن التكنولوجيا الحيوية التي بُنيت عليها.