تتزايد الأنباء في الآونة الأخيرة حول نجاح العديد من الشركات والمعاهد الطبية المتخصصة في بعض دول العالم في تطوير لقاحات ناجعة لفيروس كورونا المستجد. وتأتي روسيا في مقدمة تلك الدول التي أعلنت عن التوصل إلى لقاح مضاد لكورونا باسم «سبوتنيك في»، وتم تسجيله رسمياً في شهر أغسطس الماضي، وبعدها جاء إعلان كل من شركة (موديرنا) الأميركية عن لقاحها، وشركتي (فايزر) الأميركية و(بيونتيك) الألمانية اللتين أعلنتا عن لقاح أثبت نجاحاً في التصدي للفيروس بنسبة بلغت 95%. 
أضف إلى ذلك اللقاح الذي تعمل على تطويره شركة «استرازينيكا» وجامعة أوكسفورد بجانب لقاح معهد بيجين للمنتجات البيولوجية، الذي طورته شركة «سينوفارم سي إن بي جي»، وأظهر فعالية بنسبة 86% ضد الإصابة بالفيروس، وتم تسجيله في دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح الدولة العربية الأولى حتى الآن، التي تسجل لقاحاً رسمياً لمواجهة كورونا. 
ومما لا شك فيه أن الجهود العالمية للتسابق حول تطوير لقاح فعال لمواجهة جائحة كورونا – كوفيد 19، تهدف في المقام الأول إلى تقليل الخسائر البشرية والاقتصادية على مستوى دول العالم وتسريع وتيرة التعافي من آثار تلك الأزمة، التي وصلت في بعض الدول إلى مستوى الكارثة. فقد أصاب الفيروس حتى الآن ما يزيد على 71 مليون شخص حول العالم مع حصيلة وفيات تزيد أيضاً على مليون وستمائة ألف شخص، وذلك منذ الإعلان عن الإصابة الأولى في مدينة «ووهان» الصينية خلال ديسمبر 2019. كما تشير التقارير العالمية المتخصصة أن خسائر الاقتصاد العالمي بسبب الجائحة قد تبلغ ما بين 5.8 إلى 8.8 تريليون دولار أميركي هذا العام بجانب التراجع الحاد في دخل سوق العمل العالمي إلى نسبة 10.7% بما يعادل 3.5 تريليون دولار تقريباً وخسارة ما يقارب 400 مليون وظيفة دائمة خلال الربع الثاني فقط (أبريل إلى يونيو) من العام الحالي. كما خسر قطاع التأمين العالمي ما يناهز4.2 مليار دولار حتى شهر مايو الماضي مع توقعات بتراوح الخسائر الإجمالية في هذا القطاع بنهاية العام الحالي ما بين 11 إلى 140 مليار دولار أميركي. أما قطاع السياحة العالمي، فقد تم تقدير خسائره حتى نهاية شهر يونيو الماضي بقرابة 1.2 تريليون دولار أميركي، أي ما يعادل 1.5% تقريباً من إجمالي الناتج المحلي العالمي كما تتوقع الجهات المتخصصة في التجارة والتنمية في الأمم المتحدة ارتفاع تلك الخسائر إلى 2.2 تريليون دولار أميركي، أي ما يعادل 2.8% من إجمالي الناتج المحلي العالمي. 
تلك أمثلة على نتائج التأثير السلبي عقب تفشي جائحة كورونا، والتي كانت صدمة لغالبية دول العالم، وخاصة في القطاع الصحي، والذي عجز في العديد من تلك الدول عن مواجهة الأعداد المتزايدة من الإصابات بالفيروس. ومن هنا تأتي أهمية تركيز الدول المتقدمة على سرعة تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد كي تعود عجلة الاقتصاد العالمي للدوران. ولكن الأمر اختلف في دولة الإمارات العربية المتحدة في نقطتين مهمتين: الأولى، أن الإمارات حلت في المركز الأول عربياً، في مؤشر التعافي الاقتصادي من آثار وباء «كوفيد-19»، وستكون واحدة من أسرع دول العالم في التعافي من آثار أزمة كورونا، والعودة إلى النمو خلال العام المقبل 2021. والنقطة الثانية، أن الإمارات من الدول القليلة التي ركزت على نشر ثقافة «اللقاح الذاتي» من خلال الوقاية الشخصية والإجراءات الاحترازية بهدف احتواء انتشار الفيروس ومواجهته وتجنب تأثيراته السلبية على الاقتصاد الوطني وسوق العمل.