عالم بلا طفولة، أي عالم بطفولة معذبة، هو عالم يذهب إلى قضم أظافر الفقدان بعصابة فتاكة.
عندما نتخيل الأمر كذلك ينتابنا الذعر، ونشعر بتقاعس قلوبنا عن أداء واجبها تجاه مضغة في صميم الوجود. اليوم ونحن نتابع ما يحدث في بعض بلدان العالم المحاذية لتكنولوجيا مبهرة، يعترينا الذهول لكون الحضارة المدهشة تكاسلت كثيراً عن حماية الطفولة، وفي أحيان كثيرة، نراها تجحف بحق مخلوقات هي الأنبل، وهي التي تستحق الأولوية في تقليم أظافرها قبل أن تتسخ، وهي تحفر في أديم الأرض بحثاً عن قطرة ماء أو تنبش في مكبات القمامة لعلها تجد ما يشفي الغليل.
لهذا السبب، وأسباب كثيرة، تقف الإمارات بين الدول قيثارة حلم، ترتل النشيد من أجل إيقاظ الوعي البشري وتنبيهه بأن هناك فلذات لم تزل تقف في آخر العربة، وربما تقع، ويحدث الخطر الرهيب. لهذا السبب ترتب الإمارات أولوياتها، من أجل طفولة لا يخدش محياها جرح التهميش، ولا حزن الفقدان، لهذا السبب نرى الإمارات تقف بين العالمين زهرة اللوتس التي تنبثق من باطن الأرض لكي تلون الحياة بالجمال، ولكي تمنح الناس عطرها الفواح.
لهذا السبب تكافح الإمارات من أجل طفولة مترعة بالحيوية، ومن أجل طفولة مفعمة بالفرح، ومن أجل طفولة تمضي إلى الحياة، على صهوة حلم باذخ، لا تشوبه شائبة كآبة، ولا تعرقله رياح الانكسار.
لهذا السبب، تعمل الإمارات على ترتيب البيت الإنساني على أسس الوعي بأهمية أن يكون الطفل في حاضنة، تمنع عنه الغبار، وتصد عنه السعار، وتجعله في الوجود فراشة تلون أجنحتها السعادة، وتملأ مهجتها الطموحات الكبيرة.
كل هذا يحدث هنا، في إمارات الخير، لأن القيادة آمنت بحب الطفولة، وترسخت لديها القناعة بأن الأوطان لا تنمو وتزدهر، إلا بسماع ضحكة طفل تشتت ظلام الليل الطويل، وابتسامة عفوية تغير وجه الكون.
لهذا السبب نجد الإمارات تضع في مقدمة أولوياتها التربوية والتنموية، الاهتمام بالطفولة، ووضع القوانين الصارمة لردع اضطهاد الطفل أو الاعتداء على كرامته أو التقصير في تحقيق متطلباته أو نبذه وتحقيره وإهماله.
الإمارات سنت نظماً وقواعد راسخة، وتعتبر من يتجاوزها، يرتكب جريمة في حق الوطن، لذلك فنحن لا نبالغ بأن هذا الوطن أسعد الأوطان. وحمى الله هذا الوطن من كل مكروه.