الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مغازلة بايدن لـ«اليسار المتشدد» تفاقم الانقسامات في أميركا

مغازلة بايدن لـ«اليسار المتشدد» تفاقم الانقسامات في أميركا
9 ديسمبر 2020 02:20

دينا محمود (لندن)

قبل أقل من شهر ونصف الشهر على تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن مهام الحكم في الولايات المتحدة، يخشى كثير من مواطنيه، من أن تجبر الحسابات الحزبية الضيقة، الساكن المقبل للبيت الأبيض، على اتخاذ سياسات تزيد الانقسامات القائمة من الأصل في بلادهم.
وتنبع مخاوف هؤلاء، من احتمال سعي بايدن لاسترضاء الأجنحة الأكثر تشدداً في الحزب الديمقراطي، تلك التي تصر على إحداث «قطيعة كاملة» مع السياسات التي تم انتهاجها خلال السنوات الأربع الماضية، في ظل حكم إدارة الرئيس دونالد ترامب، وهو ما سيثير حفيظة أكثر من 74 مليون أميركي، أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الأخيرة لصالح الملياردير الجمهوري.
ولذا، تعالت تحذيرات أوساط أميركية محافظة، من مغبة تبني الرئيس المقبل للبلاد «توجهات ليبرالية مبالغ فيها»، الأمر الذي يفاقم حالة الرفض السائدة حالياً إزاءه، بين شرائح من الجمهوريين، الذين لا يريدون حتى الاعتراف علناً بخسارة ترامب للاقتراع الرئاسي.
وفي هذا الإطار، قالت لورا أنجراهام مقدمة البرامج المخضرمة على شاشة شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية الشهيرة: إن ذلك سيجعل بايدن «رئيساً مثيراً للانقسامات، لا قائداً داعياً للوحدة، كما يؤكد في كل الكلمات والتصريحات، التي أدلى بها سواء خلال الحملة الانتخابية، أو بعد فوزه بالرئاسة».
وأشارت أنجراهام إلى أن سير الرئيس الأميركي المنتخب على درب تفتيت مواطنيه المنقسمين من الأساس، سيجعل «الأميركيين ذوي التوجهات المحافظة، يواصلون الاعتقاد بأن الرئيس ترامب، هو الشخصية السياسية الوحيدة التي تناصر مواقفهم، وهو ما سيشجعهم على الإبقاء على ولائهم الشديد له».
فانحياز بايدن لأقصى يسار الحزب الديمقراطي، سيؤكد لغلاة الجمهوريين أن «ترامب يشكل أحد الساسة القلائل الذين لا يزالون يناضلون بالفعل من أجل الحفاظ على القيم المحافظة في الولايات المتحدة». وتساءلت الإعلامية البارزة بالقول: «من سيستطيع لوم هؤلاء الأميركيين في هذه الحالة على اتخاذ مواقف معارضة لبايدن، إذا رأوا أنه يخشى إغضاب اليسار المتطرف في حزبه، أكثر من خوفه من أن تُقصي إدارته أنصار ترامب».
واعتبرت أنجراهام أن المؤشرات الحالية، تفيد بأنه ليس لدى بايدن «مصلحة حقيقية، في تهدئة التوترات الداخلية»، التي أظهرتها نتائج السباق الرئاسي الأخير، مشيرة إلى أن بعض اختياراته لفريق معاونيه يعكس هذه الحقيقة، خاصة ترشيحه للمدعي العام لولاية كاليفورنيا كزافييه بيسيرا، ليشغل منصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية.  فوفقاً للمذيعة الأميركية الشهيرة، يشكل اختيار «بيسيرا إعلان حرب على المحافظين في الولايات المتحدة، في ضوء سجله في الكونجرس الذي شغل عضويته على مدار 24 عاماً، قبل أن يصبح مدعياً عاماً في 2017». فقد عُرِفَ عن الرجل دعمه «لليسار المتشدد».
وقالت أنجراهام: إن «إقرار الكونجرس اختيار بيسيرا لوزارة الصحة، سيجعله أحد أكثر الوزراء (يسارية) في التاريخ الأميركي». 
وخَلُصَت الإعلامية الأميركية المعروفة إلى القول: إنه على الرغم من أن بوسع بايدن اتخاذ خطوات لتبديد مخاوف الأميركيين المحافظين، مثل «الذهاب إلى ولاية تكساس الواقعة على الحدود مع المكسيك، وتأكيد سيادة القانون وضرورة تطبيق القوانين المتعلقة بالهجرة، أو إلقاء كلمة واضحة يشدد فيها على أهمية الالتزام بالدستور، ويحذر من الترويج لأي أفكار غير ديمقراطية»، فإنه لن يُقْدِم على الأرجح على أي من هذه الخطوات، بسبب توجسه من أن يقود ذلك لإفساد علاقاته مع التيارات اليسارية بين الديمقراطيين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©