عواطف جياشة من الفخر والحب والاعتزاز غمرت كل من استمع لذلك المقطع المتداول للاتصالات الهاتفية التي أجراها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مكتب فخر الوطن بعدد من ذوي أبطال خط الدفاع الأول الذين ضحوا بأرواحهم في مواجهة جائحة «كورونا». لم يستطع كل من سمع تلك الكلمات المهيبة حبس دمع تجمع في المقل، وانساب تأثراً لمهابة المشهد والكلمات، وسموه يثني على أولئك الأبطال، مؤكداً لذويهم «أنهم بين أهلهم وإخوانهم، وفي بلادهم.. وأن لهم أخاً هو محمد بن زايد»، ويطلب سموه منهم إتاحة الفرصة لخدمتهم، قائلاً «خلونا نرد الجميل بأي شكل كان بأي وقت كان».
اتصال هو درس رفيع في الوفاء من رمز الوفاء في وطن الوفاء، ودرس في حسن التعامل مع الناس، وهؤلاء ليسوا بأي ناس، بل نساء ورجال ضحوا لأجلنا جميعاً، كانوا في الصفوف الأولى من المواجهة مع الجائحة التي فتكت بالعالم وشلت مفاصله. الاتصالات من صور تكريم وتقدير «أبطال الإنسانية»، تخفف من مصابهم، وسموه يؤكد لهم «كم نحن محظوظون بوجود أشخاص من أمثالهم عملوا معنا وضحوا من أجلنا»، و«نحن مديونين لكم ليوم الدين» هكذا قال الوفي، وسيظل ما قدمه هؤلاء الأبطال شامخاً في ذاكرة كل الأجيال.
ستبقى المواقف الإنسانية الخالدة لـ«أبو خالد» شاخصة في القلوب والوجدان تعبر عن تقدير قيادة وطن لدور كل إنسان خدم بإخلاص وتفانٍ هذا الوطن الغالي، إمارات العز والوفاء والشموخ.
مقطع مؤثر لامس كل القلوب، وقدم لنا أنموذجاً يُحتذى به في تقدير وتكريم المخلصين والأوفياء ممن قدموا أروع الأمثلة في البذل والتضحية. 
عندما تقترب من تلك القصص تبرز أمام المرء نماذج للإيثار من أرض الإمارات، ومن بلدان شقيقة وصديقة اعتبروها وطنهم الثاني، واجتمعوا على حبها وحب الإنسانية والحياة، ابتعدوا عن أقرب الناس إليهم وعملوا لساعات طويلة ومرهقة، وتحت ضغوط كبيرة وظروف متعبة من أجل أن يروا غيرهم أصحاء يغادرون الأسرّة، ويلتحقون بعائلاتهم وأعمالهم من جديد بعد تعافيهم من المرض. 
كانوا لا يطلبون منا شيئاً سوى أن نحترس لصحتنا وصحة كل غالٍ علينا، لذلك كان مكتب «فخر الوطن» عنواناً لجميع هؤلاء الذين نفخر بهم ونعتز ونقدر كل ما قدموا لنا، وكل الامتنان لفخر الوطن بوخالد.