الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عادل عصمت لـ «الاتحاد»: هموم الكـاتب ومخاوفه تتغلغل في نصوصه دون قصد!

عادل عصمت لـ «الاتحاد»: هموم الكـاتب ومخاوفه تتغلغل في نصوصه دون قصد!
8 ديسمبر 2020 01:06

إيهاب الملاح (القاهرة)

ليس اسم الكاتب والروائي عادل عصمت غريباً عن مسامع القارئ العربي، فقد اشتهر في العالم العربي كله برواياته اللافتة؛ بعوالمها الخاصة وطرائق تشكيلها المحكمة وجماليتها المتميزة، كما ساهم وصول بعضها إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (رواية «الوصايا»؛ بوكر 2019) في اكتساب مساحات قرائية أكبر وأوسع، ومن أعماله؛ «أيام النوافذ الزرقاء» (حصلت على جائزة الدولة التشجيعية في الرواية عام 2011)، و«صوت الغراب» و«حكايات يوسف تادرس» (جائزة نجيب محفوظ للرواية 2016).. وأخيراً، وبعد هذا العدد الوافر من الروايات المتميزة، يخرج عادل عصمت على جمهوره بمجموعته القصصية الجديدة «مخاوف نهاية العمر» الصادرة أخيراً عن دار الكتب خان بالقاهرة. «الاتحاد» التقت الكاتب والروائي عادل عصمت.. وكان هذا الحوار...

* السؤال يفرض نفسه: من الرواية إلى القصة القصيرة.. لماذا «مخاوف نهاية العمر» الآن؟
- بهدوئه ورصانته المعتادة؛ يقول: طول الوقت، وعلى مدار سنوات طويلة، لم أتوقف عن التفكير في كتابة القصص، وفي القصة القصيرة باعتبارها شكلاً جمالياً، أنا مهموم بالقصة القصيرة، ومفتون بشكلها الاختزالي وطاقتها التكثيفية وشعريتها الفائقة في التعبير عن التجربة الإنسانية. وأنا في الأساس من المفتونين بقصة أنطون تشيخوف، ونوفيلاته الرائعة، وتمنيت أن أقترب كثيراً من هضم واستيعاب حساسية هذا الشكل الفريد؛ بمعنى التأمل فيه طويلاً وإجادته وإنتاج نصوص تقترب من هذا الشكل.

* لم يفارقك هذا الانشغال حتى أثناء كتابة الرواية التي راكمت فيها أعمالاً مهمة؟
- يقول جازماً: نعم. لم يفارقني هذا الانشغال وهذا التأمل حتى في الفترة التي أنجزت فيها رواياتي، وعلى مدار سنوات طويلة لم أنقطع أبداً عن التفكير في القصة ومقاربتها قراءة وكتابة وإبداعاً. وفي النهاية عملية الإبداع واحدة؛ لكن هناك «فكرة» تجذبك لأن تفكر فيها كقصة قصيرة وليس أي شيء آخر، وهناك «خبرة» تجذبك لأن تفكر فيها كرواية. 
الموضوع هنا لا يخص خط إنتاج بضائع من دون توقف! أبداً! فمنطلقي تأمل الأشكال الفنية في ذاتها، ولهذا لم أتوقف أبداً عن التفكير في القصة القصيرة، ولا كتابتها. ربما فقط تهيّبت كتابتها لبعض الوقت، لخصوصية عوالمها الشعرية التي تقاس بميزان حساس دقيق للغاية، وهذا الميزان الحساس إذا لم يصل إليه المبدع أو يتقنه تفسد لديه عملية كتابة القصة القصيرة فوراً «وتبوظ الطبخة» مثلما نقول في لهجتنا المصرية الدارجة.

 

* فلننتقل مباشرة إلى «مخاوف نهاية العمر» ونقترب من أجواء المجموعة.. بأي دافع أو دوافع إنسانية أو شخصية أو إبداعية.. إلخ أخذت رحلتها إلى النور؟
- قصص هذه المجموعة لم تكتب دفعة واحدة أو في سياقٍ زمني متصل، بل تراكمت قصص المجموعة على مدار عشر سنوات أو أكثر، مثلاً قصة «لن أتذكرك أبداً»، فالمسودة الأولى لها كتبت في 2009، ومن وقتها لم ينقطع تفكيري فيها، أو عنها. قصة أخرى؛ مثل قصة «حديث مريم» مهمة بالنسبة لي؛ في فكرتها وكيفية بنائها التي اعتمدت على خاطرةٍ وخبرٍ جاءني من الخارج (خارج مصر)، واستغرقني التفكير في هذه الواقعة لفترة طويلة جداً، إلى أن تمكنت من إيجاد الشكل الملائم والمناسب للقصة كي تخرج للنور. 
أما القصة التي اتخذتها المجموعةُ عنواناً لها «مخاوف نهاية العمر»، فكانت تقريباً ضمن الحالات الغريبة والتحولات الفانتازية في رواية «صوت الغراب»، ووجدت أن الرواية لا تتسع لها، كانت أشبه بنتوء أو زائدة يجب أن تزال، وأخذت في التطور والاستقلال والنماء حتى اتخذت شكلها النهائي في «مخاوف نهاية العمر». أنا أنظر إليها كأنها أنشودة أو تحية لسيدة عجوز قررت أن تقاوم الزمن وأن تصمد وتقف أمام التبدلات والتحولات التي يواجهنا بها الزمن.

* ما الخيط الرفيع الذي يجمع بين القصص السبع في هذه المجموعة؟
- أثناء إعدادي لهذه المجموعة، توقفت عند نصوص عديدة كتبتها ونشرتها، ومنها ما لم أنشره قبل ذلك، واخترت من بينها سبع قصص؛ لفت نظري أنه يجمع بينها جميعاً همّ الموت أو سؤال الموت، وهو ما انتبهت له أثناء بروفات التصحيح والمراجعة للنص قبل طباعته.

* هل يكون هذا بقصد من الكاتب أم لا؟
- لو أردت الحق، فقد كان هذا فعلاً دون قصد مني أو وعي مسبق، من سيقرأ المجموعة سيتفاجأ تماماً بأن تيمة الموت أساسية في القصص السبع منذ قصة «الفجر» الأولى حتى آخر قصة «مخاوف نهاية العمر». واستغربت جداً؛ لأنه كما لو كانت الهموم الفكرية والأدبية للكاتب تتخلق داخل نصوصه وتتغلغل فيها دون أن يتعمد ذلك أو يقصده.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©