أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة عملية الاغتيال «المشينة» التي تعرّض لها «محسن فخري زادة»، أحد أبرز علماء البرنامج النووي الإيراني، حيث نص بيان صدر عن وزارة الخارجية على أن «دولة الإمارات العربية المتحدة وانطلاقاً من إيمانها الراسخ بضرورة البحث عن كل مقومات الاستقرار في المنطقة فإنها تدين جريمة الاغتيال المشينة التي طالت السيد محسن فخري زاده، والتي من شأنها أن تقود إلى حالة من تأجيج الصراع في المنطقة». وجاء في البيان أيضاً: «أنه ونظراً لما تمر به المنطقة فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب انجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار وتهديد السلم».. 
ويعد فخري زادة من أهم العلماء الإيرانيين في مجاله، وكان يشغل رسمياً منصب رئيس إدارة منظمة الأبحاث والتطوير في وزارة الدفاع الإيرانية، وكان تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد وصف زادة في عام 2011 بأنه «المدير التنفيذي» لخطة «أماد» التي عملت على إعطاء بعد عسكري للبرنامج النووي الإيراني. 
وعلى مدى العقود الماضية، تعرض العديد من العلماء الإيرانيين العاملين في القطاع النووي لعمليات اغتيال، ودعا المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إلى «معاقبة» المسؤولين عن عملية الاغتيال، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل الذي كان يقوم به «زادة»، ومتوعداً بالثأر لمقتله، واعتبر الاغتيال تصعيداً جديداً وتأزيماً للأوضاع في المنطقة، خاصةً وأن طهران سارعت بتوجيه أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة ضمناً.
وتنطوي عملية اغتيال العالم النووي الإيراني على خطر رفع منسوب التوتر في المنطقة، ولا يتوقع أن تبادر طهران للرد سريعاً، لا سيما في الظرف الزمني لعملية الاغتيال، حيث تمر العلاقات الإيرانية الأميركية بلحظة حساسة، وذلك خلال المرحلة الانتقالية بين إدارة الرئيس المنصرف دونالد ترامب والرئيس المنتخب جو بايدن، خاصة بعد أن تحدثت تقارير إعلامية عن رغبة الرئيس ترامب في توجيه ضربة عسكرية إلى منشأة «نطنز» النووية الإيرانية.
ولن ترغب طهران في منح ترامب الذريعة لقصف أي من منشآتها النووية قبل مغادرته البيت الأبيض، لكن من المرجح أن تؤدي عملية الاغتيال إلى تعقيد الموقف الإيراني، وإعاقة أي محاولات من فريق بايدن لإحياء الحلول الدبلوماسية بشأن الملف النووي الإيراني، وطهران بدورها تنتظر الخطوات القادمة المتوقعة من إدارة الرئيس المنتخب بايدن.
ومن المتوقع أن تحاول طهران الرد على عملية الاغتيال الموجعة، بما يحفظ ماء وجهها أمام الاختراق الأمني الكبير الذي مكّن من اغتيال «زادة»، وأن يتخذ الرد صيغة هجمات إلكترونية أو استهدافاً للدبلوماسيين أو حتى شن هجمات صاروخية من قبل أذنابها في المنطقة، من ميليشيات «حزب الله» إلى ميليشيات الحوثي مروراً بالميليشيات العراقية، ومع ذلك ستعمل طهران على أن لا يؤدي ردها إلى نزاع أوسع مع الولايات المتحدة في الوقت الذي راهنت فيه على فوز بايدن ولا زالت تراهن على عودة واشنطن للاتفاق النووي.