قيل أيام مر علينا الثاني من ديسمبر، يومنا الوطني التاسع والأربعون، وأتساءل: كيف يمكن لنا أن نحتفل بالوطن؟! 2 ديسمبر ليس مجرد يوم أو رقم في أجندة أعمال أو أجندة سنوية، إنه حالة دائمة، احتواء مستمر، وفكرة لا تغادر الأذهان. 
فهذه الشجرة المغروسة في قلوبنا، تكبر كل لحظة وتزداد جذورها رسوخاً.. وحباً.. وتفرعاً في عروق ضمائرنا، إنها شجرة فروعها تمتد وكأنها واثقة في رسوخ جذعها فلا تخيفها رياح ولا عواصف. 
الاحتفال بالوطن يكمن في احتفاء دائم، يؤكد انتماءً لا يمكن الحديث عنه دون أن نمر على الدموع وشهقة القلب العاشق لبلادنا بكل تفاصيلها، حب الوطن يتجدد عندما نرى البر والشاطئ والسماء الزرقاء النقية والشوارع وشجر الغاف، وروائح الزعفران والقهوة الممزوجة بعبق الهيل وأصوات الصغار عندما يحيون العَلَم.
الاحتفال باليوم الوطني يجدد إدراكنا لنجاح مسيرتنا وتنميتنا عندما نسترجع أحاديث الآباء والأجداد عن أحوال ما قبل الاتحاد.. كان أبي أكثر المؤمنين بهذا الوطن، وكثيراً ما كان يوصيني بضمير حي حتى يعيش الوطن كما كان دائماً وعلى مر التاريخ شاهقاً حراً، وغنياً بكل ما فيه.
حتى حكايا الجدات كانت تتغنى بتلك الأزقة الوارفة الظلال وقيظ الظهيرة، الذي تكتنفه أحاديث الجارات، وعبق العطر الساري مع خطواتهم وهن صغيرات وكبيرات وكأن العطر هو الوطن.
وعلى أصوات النشيد الصباحي عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا تتجدد روح العمل والمثابرة من أجل غد أفضل، وأقول: عاش اتحادنا.. عاش الحس الذي يخشى على المكان ويعمل بكل جد واجتهاد من أجل رفعة الوطن واستمرار نجاحاته. 
وعاشت أخلاق أهل هذا الوطن وأدبهم الجم وحسن حفاوتهم بالغرباء، عاشت شيمهم وحياؤهم وكرمهم مع القريب والبعيد، عاشت قصص بطولاتهم، عاشت أحلامهم الملونة بألوان بلادهم، وعاشت قيمهم ومعانيهم وأشعارهم واحترامهم لأرض وناس المكان.
لا تكفي الكلمات ولا تسعف من يحاول وصف هذه البلاد وأهلها، كل عام والوطن بخير وأنتم تحت ظله وسمائه وحبه الكبير منذ ولدت هذه الأرض. عامها سعيد بلادي.. وأعوامنا بها من سعادة لسعادة أكبر.
عيشي بلادي وعاشت أيامك وسنواتك وكل الأزمنة لك وبك دائماً وأبداً.

*كاتبة إماراتية