تأتي شهادة الروائي الفرنسي الكبير جيلبير سينويه بعظيم شأن من عظم قامة الإمارات وأضاء مشهدها بنبيل العمل، وأصيل الفعل، وجليل القول، وجميل الأثر، وفضيل المأثر، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إنها شهادة تؤكد عظمة المشهد الإماراتي في عيون الآخر، وما الصورة الجلية التي تركها المغفور له الشيخ زايد، إلا القامة الرفيعة التي تشكلت عليها الإمارات، ونمت، وترعرعت، وتفرعت، وصارت في المنجز الحضاري أيقونة تتغنى بها قريحة الآخر، وتسهب في تفصيل جدائلها، وتجديل تفاصيلها في عالم لا يحترم إلا الكبار، ولا يقدر إلا الجمال في الأشياء، حيث البريق يسهم في تسليط الضوء على كل ما هو نابض، ونابس بالأصالة، والجزالة، وفضيلة الشكل والمضمون.
ما قاله الروائي الفرنسي لم يكن من باب الشفاهية في البوح، وإنما هو يعبر عن مدى ما تركه المغفور له في الذاكرة الإنسانية من معانٍ تستحق التبجيل، ومفردات يجب الاعتزاز بها، لكونها تشكل اليوم واحدة من أهم ما أنجزته البشرية على مدى التاريخ، وهي الإمارات بجلالها، وبهائها، ونقائها، وصفائها، وتكوينها المذهل، والذي سلب الألباب، وخلب العقول لما تتضمنه هذه الدولة من فضائل الرقي والتطور، والتماسك الاجتماعي، والتضامن الإنساني، ولما تقوم به من دور على مستوى العالم، في جميع الصعد والمجالات، ويجسد ذلك الدورُ المهمُّ الذي قامت به الإمارات في الفترة الأخيرة، وسعيها الدائب لترسيخ روح السلام في المنطقة، وتكريس المحبة، متجاوزة حدود الماضي وما خلفه من عقد في ضمير الكثيرين، ومتحدية نفسها، بعقل متفتح، ونفس قريرة، وروح صافية، وقلب أشبه بالمحيط، يحتوي، ويضم، ويحتضن، ويحصن، ويدافع عن الحقيقة بكل صرامة وحزم، إيماناً من القيادة الحكيمة بأنه لا حياة للإنسانية من دون عقول تحترم الآخر، وقلوب تؤمن بأن الحب هو الطريق إلى حياة ملؤها الوفاء لإنسانية الإنسان في كل مكان.
هذه الثوابت هي من حصاد المغفور له، والذي تتبع خطوات الأمل، فوجده مزروعاً في حقل الحب، فأشار بيده إلى سلفه، قائلاً هناك تكمن حقيقة السلام، والوئام، وهناك تقع خريطة الطريق إلى أمان الناس، وتطورهم، واستقرارهم، وانتمائهم إلى الوجود الكلي من دون تمزيق القماشة الطبيعية للحياة.