154 يوماً فقط، ودون أي مباراة تنافسية حقيقية، أنهت مسيرة أول مدرب كولومبي في تاريخ «الأبيض» الإماراتي، وسبق أن كتبت في هذه المساحة قبل أسبوعين أنني أتحسس رغبة لدى المحللين والنقاد، بأن يكون بينتو «كبش فداء» جديداً للمنتخب.
المشكلة برأيي المتواضع، ليست في بينتو، فالرجل لم يأتِ من المريخ، بل هو وسيرته الذاتية، وطريقة تفكيره وتدريبه متاحة للجميع، ونفترض ونظن أن الجهة التي قامت باختياره، قد سألت عنه، وبحثت بشكل معمق في تاريخه وأسلوبه، وحتى في شخصيته، لذلك ليس مقبولاً مثلاً أن نأتي بشخص، ثم نقول عنه «إنه عصبي أو لا يقبل بتدخل أحد، أو يفضل اللعب الهجومي، أو يحب التدريبات ذات الأحمال العالية، لأن معرفة هذه الأمور من الأساسيات، قبل التفكير في اختياره، أو التعاقد معه، وليس مقبولاً أبداً أن يكون تفكير وأسلوب المدرب الذي تم التعاقد معه بناءً عليهما، هما سبب إقالته أو إقناعه بالاستقالة، أو سمها ما شئت.
الرجل وحسب صحافة بلاده مشهور عنه، أنه يفضل التدريبات المجهدة والطويلة التي تستمر لساعات ثلاث، ولكن طبيعة لاعبي المنطقة قد لا تتوافق وهذه الطريقة، لذلك كان من باب أولى «إما عدم التعاقد معه من الأساس، أو تغيير قناعاته، قبل أن يتسلم المهمة»، كما أن اللاعبين ورضاهم أو زعلهم، ليس سبباً لإقالة مدرب، وليس من الطبيعي إقالة مدرب، بعد 154 يوماً، ودون أي اختبار رسمي، وهذا يعني تكلفة مالية إضافية، والأهم تضييع للوقت، وإذا كانت «جائحة كورونا» قد أصابت العالم كله، وكانت استثنائية في تاريخ البشرية، فيجب التعامل مع تبعاتها أيضاً بشكل استثنائي.
هناك منتخبات يجلس مدربوها سنوات طويلة يبنون ويتابعون، ويتعرفون على المواهب، بغض النظر عن النتائج، مهما كانت كارثية «خاصة إذا كانت ودية تجريبية»، ولكن مسألة عدم تفاهم المدربين مع اللاعبين، يمكن حلها بطريقة إدارية تضمن هيبة المدرب وطريقة تفكيره، وفي الوقت نفسه لا تنفر اللاعبين منه، وهنا يأتي العمل الإداري الهادئ.
ما حدث مع بينتو، حدث مع زاكيروني، وهدجسون، وكويروش، وأسماء كثيرة غيرهم، مروا على كرة الإمارات، وأعتقد أن الخطأ ليس في المدربين أبداً «حسب رأيي المتواضع وقد أكون مخطئاً»، بل في طريقة اختيارهم، والكلام ليس عن كرة الإمارات فقط، بل عن كرتنا العربية بشكل عام.
نحن نحتاج لآليات أكثر وضوحاً في اختيار المدربين والمحترفين على حد سواء، أندية ومنتخبات.