للمزن شغف الاكتشاف، وصحوة العقل، عندما يكون الوجود نجوداً ترتفع على هامة الأفكار، ويكون الطموح البشري، كما أنه قافلة لرحلة بعيدة المدى، والسكنى عشاق في مضارب الوعي، يحملون الأمل، في مقل تشع بالبريق الأنيق، وهذه هي الإمارات تحمل دفتر العشاق، وبين طياته قصيدة ملأى ببلاغة الفكرة، وفصاحة النبرة، وحصافة العبرة، إنها قصيدة الإمارات للعالم، بروح تفيض بالحب، والوعي بأهمية أن نكون هناك كي نصبح هنا، محور الحوار البشري، وجوهر التواصل مع الآخر، والذي هو وجهتنا، وبوصلتنا، ومكمن حجتنا في تحقيق أمنيات وحدة الوجود، في الصميم، وفي التعميم، وفي كل خصلة من خصلات الوعي، وفي كل جديلة من جدائل النخلة العظيمة، وغافة الذاكرة القويمة.
«مزن سات» ليس رحلة إلى فراغ المراحل، وإنما هو سفر في الوريد، والفكر النضيد، هو سعي في تلابيب المساكن العليا، وموائل النجوم السابحات، الساريات، حارسات الوعي الكوني بكل نجاعة، وفلاح.
في هذا المسعى الإماراتي إنما تسير المواكب بسرعة الوعي المتدفق وعياً، وبياضاً، ونصوعاً، وتألقاً، هو الوعي الإماراتي الذي تقود مركبته قيادة نشأت على التطور نسلاً، صحراوياً، يغدق الأرض عشباً من ترف المعرفة، وحقولاً من بذخ التعارف، ونهراً من طلائع الوجد لأجل مجد يوجد دائماً في وجود الآخرين، هو النجم، وهو الحسم، وهو الحزم، وهو الجزم، وهو الوسم، وهو النعم البارزة على خد وقد، وهو رذاذ الفكرة العذبة على شفاه الطموحات، وهو نث السحابة السخية على أعطاف عشاق ما سئموا فيض الإقدام باتجاه ومض، وحض، وهم من نسل الغافيات على أديم أرض طهرها من عفوية أهلها، ونقاؤها من سحر عيون نوقها، وتميزها من بذل الأوفياء الذين ما نامت جفونهم وهم يملؤون دلو الحياة من عذب الجهد الجهيد، وهذه هي سنة من عاشوا على حلم الوفاء، كما نشأوا على علم الانتماء، إلى أرض لا سماء لها سوى هذه الأجنحة المرفرفة، بأعلام الفوز دائماً نتائج مذهلة، في هذا الميدان أو ذاك، إنها ملاحم نصر، وهي مكتسب وطني، وهي محتسب ثقافي لا يحيد عن النجاح، ولا ينأى عن الحقيقة إنه العقل الإماراتي، مجلل بالطموح، والطموح مكلل بآيات من التضحيات، إيماناً من أهل الوطن، بأنه لا مكان في هذا العالم للضعفاء، والغائبين عن الوعي.