احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس الأربعاء، الموافق الثاني من ديسمبر 2020، بيومها الوطني الـ49 تحت شعار «روح الاتحاد»، هذا الشعار الوطني المليء محبةً ووفاءً لروح المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وإخوانه المؤسسين الأوفياء، واحتفل الأشقاء في العالم العربي وفي الخليج العربي بهذه المناسبة العظيمة، وكان احتفالنا في المملكة العربية السعودية خاصاً؛ إذ كان متدفقاً حباً ووفاءً لإخوتنا في دولة الإمارات قيادة وشعباً تحت شعار «معاً أبداً».
اليوم الوطني لهذه السنة مختلف ومتجدد كتجدد هذه الدولة المعطاءة، مليء بالإنجازات والأحداث رغم جائحة كورونا التي داهمت العالم وأوقفت التنمية والاقتصاد في كثير من الدول، لكن دولة الإمارات تواصل مسيرتها دون فتور ولا توقف، سواء على الصعيد السياسي والدبلوماسي أم الاقتصادي والتنموي، حيث تستمر الإنجازات وعلى رأسها بناء الإنسان المتعلم. 
وعلى المستوى السياسي، شهدت الساحة العالمية حدثاً عظيماً لصناعة السلام وتفعيل القضية الفلسطينية بمعاهدة السلام مع دولة إسرائيل ووضع حجر الأساس لبناء السلام في المنطقة، وهي معاهدة سرعان ما أورقت وبدأت ظلال أغصانها تعم المنطقة وتظللها بالسلام والأمل والمحبة.
ويمر علينا اليوم الوطني الإماراتي في المملكة بنفس المشاعر البهية حيال يومنا الوطني، فالأواصر التي تربطنا ليست جواراً وانسجاماً فحسب، بل أواصر دم ومصير وأخوّة ووفاء، روابط تاريخية وعائلية ومواقف سياسية سطرت في أنصع صفحات التاريخ المشترك. وهنا لا يسعني إلا أن أعرِّج على بعض المحطات التاريخية لهذه العلاقة الخليجية الفريدة والمتميزة التي بدأت قبل تأسيس الاتحاد وتحديداً في عام 1967 حين تم اللقاء التاريخي بين المغفور لهما الملك فيصل والشيخ زايد خلال زيارة الأخير للرياض، حيث تباحثا بشأن مشروع الاتحاد وبعض المشتركات المهمة. ويحتفظ الأرشيف الوطني البريطاني بخطابات متبادلة تؤكد عمق العلاقة وتجذرها بين الزعيمين وبالتالي بين البلدين الشقيقين. وكانت الانطلاقة سنة 1971 حين أعلن الشيخ زايد طيب الله ثراه تأسيس اتحاد الإمارات التي لمَّ شملها بعد الشتات، فكان من الطبيعي أن يُجمع شيوخ الإمارات على صاحب المبادرة بهذا المشروع، أي الشيخ زايد، ليكون رئيساً للدولة لدى تأسيس اتحادها يوم الثاني من ديسمبر 1971 وأن يختاروا الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي شارك الشيخ زايد في صناعة الاتحاد، نائباً لرئيس الدولة. ومنذ ذلك اليوم لم تتوقف هذه الدولة عن مشاريع الإنماء والتقدم حتى أصبحت أنموذجاً للدولة المتحضرة وأيقونة للتطور في شتى المجالات، بحكمة حكامها الأفذاذ وسواعد أبنائها المخلصين.
باسمي وباسم السعوديين كافةً أنقل لأحبابنا في الإمارات كل التبريكات والتمنيات بالنماء والازدهار والاستقرار لدولة الإمارات الحبيبة وعلى رأسها حضرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وإلى إخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وشعب دولة الإمارات الكريم الأبي.

*كاتبة سعودية