عشية العيد الوطني التاسع والأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة، جاء أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بمنح وسام «أبطال الإنسانية» إلى مَن فقدوا حياتَهم في الخطوط الأمامية لمواجهة جائحة كورونا، ليتضح مجدداً مدى التقدير والعرفان اللذين تكنّهما الإمارات، قيادةً وشعباً، لأفراد الجيش الأبيض، وهو ما أكده أيضاً الاتصال الهاتفي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعدد من العائلات التي فقدت أحد أفرادها خلال عملهم في خط الدفاع الأول للتصدي للجائحة.
ويأتي هذا التقدير والعرفان ضمن استراتيجية شاملة تصدّرت بها الإمارات العديد من مؤشرات مواجهة واحتواء جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث تبوأت صدارة دول العالم في مجموعة كبيرة من مؤشرات احتواء الفيروس («كوفيد-19»)، وذلك من خلال تقديم أداء متميز حدَّ بشكل كبير من التداعيات السلبية للجائحة، وبفضل الإدارة المتميزة للأزمة والوعي المجتمعي والجهد الكبير المبذول من أبطال خط الدفاع الأول.
ومن خلال تعاملها مع جائحة «كوفيد–19» بأدوات وأساليب متميزة ومبتكرة، حققت الإمارات ريادةً عالمية في العديد من المجالات ذات الصلة، خاصة فيما يتعلق بفحوص كشف الفيروس، والتي تجاوزت حاجز الـ17 مليون فحص منذ بدء الجائحة، ما جعلها في المرتبة الأولى عالمياً، في تخطي عدد الفحوص عدد السكان، وذلك بالنسبة للدول التي يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة.
وعلى الصعيد الدولي، برز أيضاً الدور الإماراتي الفاعل في تعزيز الجهود الدولية، لمواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا، تأكيداً للمبدأ الإنساني المتأصل في سياستها الخارجية، حيث قدمت مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى أكثر من 100 دولة، استفاد منها ملايين الأشخاص من العاملين في الصفوف الأمامية لمعركة مواجهة الوباء، وذلك دون النظر للاعتبارات السياسية عند تقديم هذه المساعدات. 
ومما لا شك فيه أن الحفاظ على قصة النجاح التي سطرتها الدولة في مواجهة الجائحة، تتطلب مستوى متميزاً من الوعي المجتمعي ومن التزام الأفراد، وضرورة استمرارية تطبيق الإجراءات الوقائية للحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها.

*كاتب متخصص في القضايا الصحية والعلمية