الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محطـات بـارزة تقود تطور قطـاع الطاقة

محطـات بـارزة تقود تطور قطـاع الطاقة
2 ديسمبر 2020 05:13

سيد الحجار (أبوظبي)

شهد قطاع الطاقة في الإمارات محطات بارزة على مدى العقود الماضية، والتي صاغت رحلة تطور القطاع، منذ بداية اكتشاف النفط منتصف القرن الماضي، وحتى نجاح الإمارات في تنويع مصادر الطاقة لتشمل بجانب النفط والغاز، الطاقة النظيفة، والنووية، ما جعل الدولة تتبوأ مكانة رائدة على صعيد قطاع الطاقة العالمي.
وتتبوأ دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم مكانة عالمية بارزة في قطاع الطاقة، في ظل دورها الرائد في قيادة التحول في مجال الطاقة، ونشر حلول الاستدامة، ودعم الجهود العالمية لمواجهة تحديات الطاقة، والتغيير المناخي، وخفض الانبعاثات الكربونية.
وترصد «الاتحاد» أهم المحطات البارزة التي قادت تطور قطاع الطاقة في الإمارات.

اكتشاف النفط وتأسيس «أدنوك»
تم اكتشاف النفط في دولة الإمارات في حقل باب عام 1958، وتم الانتهاء من تطوير هذا الحقل الذي يعرف أيضاً باسم مربان 3 في عام 1960، وتوالت بعد ذلك عمليات اكتشاف الحقول الأخرى، بما في ذلك الحقل العملاق «بوحصا» الواقع إلى الغرب من حقل «باب»، وكذلك حقول «بدع القمزان»، و«عصب»، و«شاه» و«الساحل»، ومع بدء نمو إيرادات إنتاج النفط، تم إنشاء شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» في عام 1971. 
واليوم، تدير «أدنوك» وتشرف على إنتاج 3 ملايين برميل من النفط الخام يومياً، مما يضعها ضمن قائمة أكبر منتجي النفط في العالم، كما وسّعت أدنوك محفظتها لتشمل أيضاً عمليات تكرير متطورة للبتروكيماويات، وشبكة واسعة من محطات خدمة الوقود والغاز، بالإضافة إلى أسطول حديث من الناقلات والسفن، بما في ذلك ناقلات الغاز الطبيعي المسال، وناقلات النفط والمواد الكيماوية والبضائع غير المغلفة والحاويات.

إطلاق «مصدر» واستضافة «آيرينا»
جاء إطلاق مبادرة «مصدر» عام 2006 بأبوظبي، لتبدأ بذلك مسيرة تنويع مصادر الطاقة في الإمارات، مع التوسع في مجال الطاقة المتجددة، لا سيما مع استضافة أبوظبي لمقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» عام 2009، ما عزز مكانة الإمارات العالمية بالقطاع، خاصة مع توالي تنفيذ «مصدر»، وصندوق أبوظبي للتنمية، عدد من المشاريع الرائدة، لنشر حلول الطاقة النظيفة حول العالم.
كما شهد عام 2008 تأسيس جائزة زايد للاستدامة تخليداً لرؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والذي أرسى ركائز التنمية المستدامة، وحماية البيئة في الإمارات، حيث باتت الجائرة تحتل مكانة عالمية رائدة في مجال تحفيز الإبداع والابتكار وتشجيع المبتكرين بمجال الطاقة النظيفة.

إطلاق أسبوع أبوظبي للاستدامة وتطوير «أديبك»
شهد عام 2008 إطلاق الدورة الأولى من أسبوع أبوظبي للاستدامة، والذي شهد تطوراً كبيراً ليصبح واحداً من أكبر التجمعات المعنية بالاستدامة في العالم ومنصة عالمية، تسهم في تحفيز الجهود لتسريع وتيرة التنمية المستدامة. 
ويضم الأسبوع مجموعة من الفعاليات والمبادرات العالمية البارزة، تشمل الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، ومنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي، ومنتديات ومعرض القمة العالمية لطاقة المستقبل، وملتقى أبوظبي للتمويل المستدام، وحفل توزيع جائزة زايد للاستدامة.
كما يوفر منصات مثل «مركز شباب من أجل الاستدامة،» و«ملتقى تبادل الابتكارات بمجال المناخ - كليكس»، والملتقى السنوي لمنصة السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة، والمهرجان في مدينة مصدر. واستقطب أسبوع أبوظبي للاستدامة 2020 نحو 45 ألف مشارك من 170 دولة، وأكثر من 500 متحدث بارز من مختلف أنحاء العالم. 
ورغم إطلاق الدورة الأولى من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك» عام 1984، إلا أنه منذ عام 2013، تحول «أديبك» إلى حدث سنوي، بدلاً من تنظيمه كل عامين في دوراته السابقة، وذلك نظراً لتنامي قطاع النفط والغاز في المنطقة، وتطور المعرض ليصبح أحد أهم الأحداث العالمية الخاصة بقطاع النفط والغاز.
وشهدت دورة العام الماضي من «أديبك» مشاركة ما يزيد على 2200 جهة عارضة، مع استقطاب أكثر من 150 ألف زائر من أنحاء العالم، فيما تابع جلسات دورة العام من «أديبك 2020»، والذي تم تنظيمه افتراضياً خلال نوفمبر 2020 نحو 80 ألف شخص.

إطلاق مجمع محمد بن راشد  للطاقة الشمسية 
يعد مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي تم إطلاقه في يناير 2012، أكبر مشروع للطاقة الشمسية على مستوى العالم في موقع واحد بطاقة تصل إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 وباستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم. 
وتم تشغيل المرحلة الأولى من المجمع بقدرة 13 ميجاوات في 22 أكتوبر 2013. 
وفي 20 مارس 2017، تم تدسين المرحلة الثانية من المجمع بقدرة 200 ميجاوات من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وفي يونيو 2016، أعلنت هيئة كهرباء ومياه دبي عن فوز الائتلاف الذي تقوده شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» بمناقصة تنفيذ المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، بقدرة 800 ميجاوات بنظام المنتج المستقل. 
وفي 16 سبتمبر 2017، تم الإعلان عن المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، وفي 3 نوفمبر 2018، وقّعت هيئة كهرباء ومياه دبي ملحقاً تعديلياً لاتفاقية شراء الطاقة لإضافة 250 ميجاوات بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية، لترتفع القدرة الكليّة للمرحلة الرابعة من 700 إلى 950 ميجاوات.
ومؤخراً، أعلنت هيئة كهرباء ومياه دبي إصدار تقديم طلبات التأهيل للمطورين المؤهلين لبناء وتشغيل مشروع المرحلة الخامسة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بقدرة 900 ميجاوات، على أن يتم تشغيلها على مراحل بدءاً من الربع الثاني من عام 2021.

تقدم الإمارات للمركز السادس باحتياطيات النفط والغاز
جاء إعلان المجلس الأعلى للبترول نهاية العام الماضي، عن اكتشافات وزيادات في احتياطيات النفط والغاز في إمارة أبوظبي تقدر بـ7 مليارات برميل من النفط الخام، و58 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز التقليدي، ليضع الإمارات في المركز السادس عالمياً من حيث احتياطيات النفط والغاز العالمية، بإجمالي احتياطيات بلغ 105 مليارات برميل من النفط، و273 تريليون قدم مكعبة من الغاز التقليدي، فضلاً عن إعلان المجلس عن اكتشاف موارد غاز غير تقليدية قابلة للاستخلاص تقدر بـ160 تريليون قدم مكعبة قياسية.
ومع الإعلان مطلع العام الحالي عن اكتشاف مكمن جديد للغاز الطبيعي في المنطقة بين سيح السديرة - أبوظبي، وجبل علي- دبي، بمخزون ضخم يقدر بنحو 80 تريليون قدم مكعبة، ضمن المشروع المشترك الذي أُطلق عليه اسم «مشروع جبل علي»، فضلاً عن إعلان مؤسسة نفط الشارقة الوطنية (سنوك)، عن اكتشاف حقل جديد للغاز الطبيعي والمكثفات في الإمارة تحت مسمى «محاني» بمعدلات تدفق تصل إلى 50 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، برزت مكانة الإمارات في مجال الغاز الطبيعي.

افتتاح محطة شمس ومشاريع الطاقة الشمسية 
باشرت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» تطوير محطة شمس للطاقة الشمسية في منطقة الظفرة، والتي تم افتتاحها عام 2013 بطاقة 100 ميجاواط، ليتوالى بعد ذلك إطلاق عدد من مشاريع الطاقة الشمسية البارزة بالإمارة.
وشهد العام الماضي بدء التشغيل التجاري لمحطة «نور أبوظبي»، أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم، بطاقة إنتاجية قدرها 1.177 ميجاواط، والتي تم إنشاؤها في سويحان بأبوظبي، بتكلفة إجمالية 3.2 مليار درهم.
كما يجري حالياً تطوير محطة لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية الكهروضوئية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 2000 ميجاواط، تمهيداً لتشغيل المحطة بحلول الربع الثاني من عام 2022، وهو ما سيرفع إجمالي الطاقة الكهروضوئية الشمسية التي تنتجها إمارة أبوظبي، إلى نحو 3.3 جيجاواط، بما يعادل %20 من إجمالي القدرة الإنتاجية المركبة بأبوظبي.

تشغيل مفاعل براكة للطاقة النووية 
جاء نجاح دولة الإمارات خلال العام الحالي في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، ليؤكد المكانة الرائدة للدولة في مجال الطاقة.
ومع الإعلان عن بداية تشغيل مفاعل محطة براكة للطاقة النووية السلمية، أصبحت الإمارات الأولى في العالم العربي والـ33 على مستوى العالم، التي تنجح في تطوير محطات للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء على نحو آمن وموثوق وصديق للبيئة.
وعند تشغيلها بشكل كامل، ستنتج محطات براكة الأربع 5.6 جيجاواط من الكهرباء، وستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وهو ما يعادل التخلص من عوادم 3.2 مليون سيارة من طرق الدولة كل عام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©