هذا ليس مجرد عام يمضي على تأسيس الاتحاد، بل هو العام الذي يضع 49 عاماً من الجهد والعمل الدؤوب، والسعي المتواصل لتحقيق أعظم الإنجازات، بفضل رؤى القيادة الحكيمة، وسواعد أبناء الإمارات المخلصة، على أعتاب خمسين عاماً أخرى، بأسس سليمة وأفق يتوهج بالخير والعطاء.
تحتفل الإمارات اليوم، الثاني من ديسمبر 2020، بذكرى اليوم الوطني الـ49، وهي تعتلي قمة المجد وحدها، فتبهر العالم، أنها دولة تمكنت خلال مدة وجيزة، في صفحات التاريخ البشري، من أن تسير خطوات ثابتة في كافة المجالات، وأن تتصدر في مكانتها الرفيعة، دولاً كثيرةً متقدمة من العالم. وأن تصبح الأولى عربياً وإقليمياً، في معظم المؤشرات الحيوية، وعلى رأسها مؤشرات التنافسية، والأولى أو الثانية عالمياً في كثير منها، وأن تتقدم، بشموخ قيادتها الرشيدة، وجهود أبنائها، نحو أعلى درجات التميز العالمي.
تشرفت خلال فترة عملي الطويلة، وخلال مراحل عدة، بلقاء معظم قيادات الإمارات، ورأيت بأم عيني، الحرص الشديد والإخلاص الذي ليس له مثيل، من شيوخنا حفظهم الله جميعاً، حين يبدأ التخطيط لعمل ما يتعلق بالمواطن الإماراتي، أو البنية التحتية، أو القوات المسلحة أو أي مجال من مجالات العمل الكثيرة، وكيف يتم التأكيد في كل مرة، أن يكون العمل على أعلى مستوى ممكن، وعلى أحدث وسائل ممكنة، وأن يبذل الغالي والنفيس لتحقيق هذا العمل بصورة تعكس الخير المباشر على الدولة وأبنائها.
يقول تعالى: «وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ»، فكيف بي أكتم شهادة لـ49 عاماً الماضية، التي شهدت خلالها، في كل ساعة وكل يوم، وحتى خلال العطل والإجازات، وخلال أحلك الأوقات، كيف تقدم قيادتنا الحكيمة المتميزة العمل لمصلحة شعب الإمارات على نفسها ومالها وعلى وقتها الشخصي، ليالٍ كثيرة، لا تعد ولا تحصى، كنت قريباً من قيادة وهبت كل ما لديها، من أجل أن ينام المواطن، في أمن وسلام، وهدوء وإطمئنان، وأن يستيقظ في اليوم التالي، ويسمع عن إنجازات تملأ قلبه بالعزة والفخر.
قد يقرأ شهادتي اليوم شاب إماراتي قد أنهى الثانوية هذا العام، ولكنه بلغ من الوعي ما يرى ويميز العام 2020 مثلاً، وكيف واجهت الإمارات جائحة كورونا باقتدار، وكيف تعاملت معها كوادرنا الوطنية، وخط دفاعنا الأول، بتوجيه مباشر ومتابعة دقيقة من القيادة الإماراتية الرشيدة، وكيف تجاوزت الأزمة وأعلنتْ عن أول مشروع عربي لاستكشاف القمر واكتشاف حقول نفط وغاز جديدة وإتمام تشغيل مفاعل «براكة» للطاقة النووية السلمية، وتوقيع اتفاق سلام تاريخي موشح بالتسامح ويدعو للتآخي وينقل العالم إلى التعايش والاستقرار.
المئات بل الآلاف، من الإنجازات الكثيرة التي تحققت في الإمارات، خلال العام 2020 فقط، تضاف إلى سجل 49 عاماً امتلأت بالحب والعمل والعطاء، على الأساس المتين الذي وضعه الأباء المؤسسون، بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورؤيته الحكيمة، التي حمل لواءها القائد الوالد، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ونائبه وولي عهده الأمين، وأصحاب السمو حكام الإمارات، حفظهم الله جميعاً، لتصبح واحة للمجد، ووجهة للتميز ومحجّا لكل من ينشد السلام.
ما زلت ومنذ الأسبوع الماضي، أطالع تدوينة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، على حساب سموه في «تويتر» حين وضع تعليقاً على صورة تجمع سموه مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قال فيه سموه: «فخر الوطن.. والوطن الذي يجمعنا.. محمد بن زايد»، وأتأمل هذه التدوينة التي جعلت العالم كلّه يتعلم كيف تكون القيادة الحكيمة المتآلفة المتجانسة المخلصة، هي الأساس الأول، الذي تنهض به الأوطان.
في اليوم الوطني 49، نجدد لقيادتنا في دولة الإمارات، العهد على الولاء والانتماء وعلى الإخلاص والوفاء، وعلى العمل وتحقيق الإنجازات، ولتبقى راية الإمارات، عالية خفاقة على قمة المجد التي لم يبلغها أحد.