تشرق الشمس فتتمطى هذه الزاهية مثل غزالة المها التي تعبر الطقوس والوديان بخفة نسمة تعدو للبعيد، حاملة ضياء الصباحات الجميلة الممطرة، تبرق مثل سناء بارق لاح في الأفق وأنار الدروب، تمضي في سيرها الهادئ المتوازن في هذا المحيط الذي تصنعه من ذهب وحب، الإمارات النجم الساري تعبر الآن نحو الخمسين سنة وهي علامة فارقة في الخليج العربي، بلد صنع بأيادٍ محبة ومخلصة ورثت ذلك لأجيال تسير بثبات على نفس الطريق والمسيرة. عندما تنظر إلى الماضي البعيد وتقارنه بحاضر اليوم، عندما تعد الإنجازات والنجاحات والبناء الذي شيد على مدى تسعة وأربعين عاماً من العمل والجد والاجتهاد، حباً في وطن يزهو بما تحقق ويفخر بالأبناء الذين قدموا الكثير في ميادين الحياة المختلفة، وعندما تنظر للمكانة المحترمة التي وصلت إليها الإمارات في كافة المجالات، خاصة في صنع الإنسان والبناء والعمران، وكذلك صنع الرجال الذين يذودون عن حوض الوطن في البر والبحر والجو، عندما نجد أبناءنا البواسل لهم اليد القوية في الميادين التي تصنع الرجال، القوة التي تحمي الوطن، نشعر بالعزة والفخر ونقدم كل الشكر والتقدير لأولئك الذين شيدوا مصانع الرجال في الميدان والساحات. وحدهم هؤلاء الأبطال وفي كافة ميادين العمل، الذين يقدمون كافة الخدمات الجليلة ليبقى الوطن مصاناً ومحمياً من عاديات الأيام وأطماع الطامعين والضاربين بيد من حديد على صناع الظلام. 
يأتي اليوم الوطني هذا العام والكثير من الإنجازات تحققت والكثير من الصعاب تم تجاوزها، خاصة هذه الجائحة التي عانى منها الكثير من البلدان والدول، ولكن هنا بعزيمة الرجال والحب والعمل الذي يقود كافة الناس والمتواجدين على أرض الإمارات، وبتعاون الجميع، يعبر الوطن إلى الانتصار على هذا الطارئ. وما احتفالات هذا العام لليومالوطني، إلا عنوان للعودة إلى سابق العهد وعودة الحياة كما كانت وأجمل بفضل هذه المجهودات، نودع هذه السنة الكئيبة بعام جديد وأحلام جديدة، وربما كان القادم أكثر زهواً، ومرور خمسين عاماً ليس بالأمر الهين والبسيط، وفعلاً يحتاج أن يكون الحاضر والمستقبل روعة، وأرض قامت على العمل والحب والجمال والانفتاح على الآخر واحترام حرية الناس لن تكون غير بستان ووردة زاهية، كما صنعها الأوائل من ووضعوا لبنة البناء.
اليوم مناسبة جميلة وبشارة جميلة بأننا نمضي في الطريق بخطوات ثابتة نحو آفاق كبيرة ورائعة، لدينا عزيمة الرجال بهؤلاء الأبناء ولدينا الأفق الواسع المنفرج نحو حرية الناس والنظرة البعيدة بأن الإمارات أرض الحب والجمال والحرية، التي ينشدها الجميع، ولذلك هي قبلة لكل الناس من كافة الأقطار!