الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء لـ«الاتحاد»: مغامرات أردوغان تفاقم عزلة تركيا اقتصادياً وسياسياً

خبراء لـ«الاتحاد»: مغامرات أردوغان تفاقم عزلة تركيا اقتصادياً وسياسياً
28 نوفمبر 2020 00:51

أحمد عاطف وشعبان بلال (القاهرة) 

أدت السياسة الخارجية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي تزداد عدوانية منذ 2016، إلى تزايد الهوة بين أنقرة والغرب وإلى تفاقم الوضع الاقتصادي في بلاده، في وقت يعتمد أردوغان دبلوماسية هجومية لتعبئة قاعدته الانتخابية، مع تفاقم صعوبات اقتصادية تضر بشعبيته.
وأدت مغامرات أردوغان في الخارج، إلى إبعاد أي مستثمرين محتملين، في حين أن تركيا بأمس الحاجة إلى أموال خارجية حالياً.
وأفضت هذه المغامرات إلى «علاقة متوترة بين تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة».
وهددت بروكسل بفرض عقوبات إذا استمرت أنقرة على هذا النهج، وستكون المسألة في صلب قمة أوروبية تعقد في 10 و11 ديسمبر.
ويدفع التهديد بفرض عقوبات أوروبية الاقتصاد التركي إلى الهاوية، كما أن فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية يطرح مشكلات جديدة لأنقرة الخاضعة لعقوبات أميركية، إثر شرائها أنظمة صاروخية روسية من طراز «إس-400». ويرى محللون أن «العلاقات التركية الأميركية قد تتراجع إلى حد أدنى جديد في 2021».
وخسرت الليرة التركية حوالى ربع قيمتها حيال الدولار منذ مطلع السنة، وزاد من تدهورها التوتر الدبلوماسي، ولا سيما مع فرنسا منذ بضعة أشهر.
ويؤكد المحللون أن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة تشكل ضغطاً على الليرة، ولها وطأة على حركة الاستثمارات المباشرة الآتية من الخارج.
يأتي ذلك في ما أوضح خبراء ومحللون سياسيون لـ«الاتحاد» أن تركيا ما تزال تستخدم ورقة اللاجئين لابتزاز الدول الأوروبية، موضحين أن تأكيد اليونان على ذلك يأتي في ظل توقعات بفرض عقوبات على أنقرة في القمة الأوروبية بداية الشهر المقبل. 
وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، أمس: «إن تركيا تبتز أوروبا باللاجئين وتدفع بهم إلى الحدود عمداً»، مشيراً إلى أن وساطة ألمانيا بين أثينا وأنقرة غير ناجحة حتى الآن. 
وقال كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «إن تصريحات وزير الخارجية اليوناني تأتي في ظل حدثين مهمين، الأول هو الاشتباك التركي الألماني على خلفية تفتيش سفينة تركية يشتبه في أنها كانت تحمل أسلحة وكانت في طريقها لمدينة طرابلس، والثاني مرتبط بالقمة الأوروبية المقررة في 10 ديسمبر المقبل والمتوقع خلالها فرض عقوبات على أنقرة. 
وأوضح أن أثينا توظف هذين الأمرين في تعزيز الضغط على تركيا من قبل الدول الأوروبية وخاصة الدول التي كانت لها مواقف غير حاسمة. 
وأضاف الباحث في الشأن التركي أن قدرات الدول الأوروبية على استيعاب مزيد من اللاجئين باتت مرهقة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وهو ما يدفع تركيا للمناورة بهذه الورقة، متوقعاً فرض عقوبات رمزية خاصة في ظل وجود مصالح متبادلة بين الطرفين. 
ومن اليونان، أكد المحلل السياسي مجدي الحلواني، أنه من الملاحظ أن تركيا تحاول تغيير وجهها في الفترة الأخيرة في محاولة منها لتجاوز أية عقوبات يتم طرحها أو فرضها عليها من الاتحاد الأوروبي، وخاصة بعد الضغوطات من اليونان وقبرص لتعليق المعاهدة الجمركية وبيع الأسلحة لتركيا من دول الاتحاد الأوروبي. 
وأوضح الحلواني لـ«الاتحاد» أن تركيا حاولت المراوغة بإظهار موافقتها على الحوار مع اليونان والتخلي عن التصعيد، مع استغلال ورقة اللاجئين للضغط على الاتحاد الأوروبي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©